استطاع الفنان السعودي عبد المحسن النمر أن يلفت الأنظار بشدة خلال رمضان هذا العام، من خلال مشاركته في بطولة عملين دراميين مختلفين، كان لهما حظ وافر من المتابعة الجماهيرية والتفاعل ما بين السلب والإيجاب حول مضمونهما، حيث يقوم النمر ببطولة المسلسل البدوي "حارس الجبل" بمشاركة منذر ريحانة وصبا مبارك، ومسلسل "أم هارون" الذي أثار حالة من الجدل لتقديمه دور حاخام يهودي، واتهام العمل بالتطبيع . "سيدتي" التقت الفنان عبد المحسن النمر في هذا الحوار الخاص للحديث عن أعماله الرمضانية وغيرها من الأمور الفنية.
حدثنا بداية عن مشاركتك في بطولة مسلسل "أم هارون"؟
أنا سعيد بتجربتي مع الفنانة حياة الفهد ونجوم العمل الذين شاركتهم، ونقدم في "أم هارون" دراما جديدة وموضوعًا حساسًا وبعيدًا عن الطرح الدرامي في الأعمال الخليجية، وهو يتناول الأديان التي كانت موجودة في المنطقة سواء المتأصل فيها أو العابر، والعمل يسلط الضوء على جانب معتم في مرحلة ما، دون تحديد مكان أو بلد أو الإغراق في الجانب التاريخي، والهدف إنساني ومعنوي أكثر، وحاولنا أن نكون في المنطقة الوسط، مع الالتزام بمبادئنا وانتماءاتنا تمامًا.
وكيف ترى ما يصاحب عرض المسلسل من انتقادات كبيرة واتهامات بالتطبيع؟
"أم هارون" عمل جدلي ومسلسل كبير، وهناك تسرُّع في الحكم على العمل، والمسلسل مع توالي الحلقات سيعبِّر عن نفسه ويبرز الفكرة والهدف منه بشكل كامل، والتفاعل مع العمل هائل على مستوى المشاهدة أو عبر "السوشيال ميديا"، ووصل للترند الخليجي أكثر من مرة، سواء بشكل إيجابي أم سلبي.
ولكن أغلب التفاعل سلبي وهناك هجوم كبير على العمل، فما رأيك؟
أعتقد أن الجانب الإيجابي يتمثل في الجمهور الذي يشاهد العمل بشكل مجرد، دون أفكار مسبقة، أما الجانب السلبي فهو النظرة المتعجلة والحكم على العمل دون الحقيقة والتأكد.
وما ردك على تلك الاتهامات والانتقادات؟
الحلقات المقبلة ستحمل ردود فعل أوضح، حيث يكون هناك صدمة للجمهور المتعجل في الحكم على العمل، والمسلسل سيرد على كل الاتهامات الباطلة بالتطبيع، ومن البداية يكشف العمل المؤامرات والمكائد والدسائس اليهودية داخل القرية في سياق العمل، ومن يتهمنا ينظر للعمل بمنظور أعور، أو أنه يريد أن يرى في المسلسل ما يريد أن يراه وعكس ما يتم تقديمه بالفعل، كما أن المسلسل يُبرز التفاعل الخليجي مع القضية الفلسطينية من خلال جمع التبرعات وغيره من الأمور.
قدمتَ في المسلسل دور حاخام يهودي، هل تخوفت من أداء هذا الدور؟ وكيف كان استعدادك لتجسيده؟
الشخصية التي قدمتها في العمل هي الحاخام داود اليهودي، وكانت متعبة جدًا وعميقة، وبالطبع هي جديدة على الدراما الخليجية، وتحمل قدرًا كبيرًا من الجرأة وعدم القبول من الجمهور؛ لحساسية التعامل مع اليهود في المنطقة.
وقد درست العمل فور عرض الفنانة حياة الفهد عليَّ المشاركة في هذا الدور بالمسلسل، وقرأت النص جيدًا وجلست مع كاتبيه -وهما من البحرين- لمعرفة التفاصيل، ثم بدأت التحضير للشخصية في ناحية الأداء والمضمون من قراءاتي، وأيضًا شكل وملابس الشخصية واستعنت وفريق العمل في ذلك ببعض الصور القديمة لهذه الفترة.
البطولة المطلقة
وكيف تختار أعمالك بشكل عام؟
أسعى لتقديم فنٍ راقٍ ومُرضٍ لي كفنان ولجمهوري بالتأكيد، وأبحث دائمًا عن التجديد في أدواري التي أهتم بكل تفاصيلها قبل تصوير العمل، والنص الجيد والطرح الفني المختلف هو المُحرك الأول في اختياراتي، وإن كنت أميل إلى الأدوار الصعبة، وبالطبع الأعمال المميزة فنيًا والتي تحمل تجربة ثرية ومختلفة وذات قيمة فنية وثقافية.
هل ترى أن ظهورك في أكثر من عمل في موسم رمضان يستهلكك فنيًا؟
أقدم في موسم رمضان هذا العام شخصيتين مختلفتين تمامًا، أجسد من خلالهما دور زعيم قبيلة في عمل بدوي، وحاخام يهودي في العمل الآخر، وأعتقد أن ظهوري في أكثر من عمل درامي في رمضان لا يستهلكني فنيًا، لا سيما إن كانت الأدوار التي أقدمها مختلفة عن بعضها.
وهل تحرص على تقديم البطولة المطلقة وتهتم بوضع اسمك على التتر في أعمالك؟
موضوع البطولة المطلقة لا يشغلني نهائيًّا، ولا أتحدث عن وضع وترتيب اسمي على تتر العمل مع أي شركة منتجة، وللعلم لا أهتم مطلقًا بهذا الأمر، وربما ترتيب الأسماء يكون في أفلام السينما من أجل تسويق الأفلام تجاريًّا، ولكن في الدراما الأمر يختلف، حيث إن الجمهور هو من يحدد ترتيب أسماء الممثلين في المسلسل.
ظروف صعبة جدًا
حدِثنا عن أصداء مسلسلك البدوي "حارس الجبل".
مسلسل "حارس الجبل" يُعرض في شهر رمضان على روتانا خليجية وبعض القنوات العربية،والعمل فانتازيا بدوية تضم عددًا كبيرًا من النجوم، وعلى رأسهم صبا مبارك ومنذر ريحانة وخالد القيش، ومن تأليف حازم فضة، وإخراج سائد الهواري.
والحمد لله التفاعل مع العمل من الجمهور في المشاهدة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ممتاز، والمتابعة بالنسبة له جيدة للغاية، والمسلسل يأخذ وضعه بين الأعمال الدرامية المهمة في موسم رمضان هذا العام.
وما الجديد الذي يقدمه هذا العمل البدوي؟
هذا العمل ملحمي يحمل الكثير من التشويق حول قصص الحب التي تنشأ في زمن الحروب والنزاعات، والحلقات المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت، ويعد أحد أضخم الإنتاجات هذا العام، رغم الصعوبات والتحديات التي واجهها فريق العمل الذي قرر أن يواجه هذا التحدي باستكمال التصوير، مع الحرص على الوقاية وأخذ الاحتياطات اللازمة.
كما أن المسلسل شكَّل بالنسبة لي مغامرة وتحديًا، خاصة التصوير في ظل أزمة وباء كورونا، وأيضًا الوقوف مجددًا أمام باقة من نجوم الدراما العربية وعلى رأسهم صبا مبارك ومنذر ريحانة.
وماذا عن شخصيتك في المسلسل؟
أجسد في المسلسل شخصية فيها الكثير من التفاصيل والأبعاد الدرامية، وتتطور مع الأحداث حيث تبدأ بهدوء وتتحول إلى الانتقام بمزيج من الرومانسية في ظل العادات والتقاليد البدوية.
وكيف كانت كواليس العمل؟
تم تنفيذ العمل وتصويره في ظروف صعبة جدًا في مدينة العين بالإمارات، بسبب الأوضاع الحالية وأزمة وباء كورونا، حيث تم اتخاذ كل الاحترازات الصحية، وتم توفير الأدوات الطبية والمُعقمات والكمامات في لوكيشن التصوير، مع وجود طبيب بشكل يومي في اللوكيشن لإجراء فحوصات للموجودين في الموقع كافة، إضافة إلى حرص جميع الممثلين وطاقم العمل على التباعد إلا في الضرورة وقت التصوير فقط.
فيما كانت أجواء وكواليس التصوير وِديَّة للغاية، وتمت في إطار من الأخوة والمحبة الكبيرة بين الجميع من فنانين وفنيين وإنتاج، لا سيما أنه تجمعني علاقة مميزة من الصداقة مع الفنان منذر ريحانة وكذلك الفنانة صبا مبارك، وأعتقد أن هذه العلاقة الأخوية والودية تظهر آثارها واضحة للجمهور على الشاشة في رمضان.
المنافسة أمر طبيعي
وماذا عن طبيعة علاقاتك بالوسط الفني؟
علاقاتي بكل الوسط الفني والزملاء متميزة للغاية، وليس لي خلاف مع أي أحد والحمد لله.
والمنافسة أمر طبيعي من أجل تقديم الأفضل، ليصبَّ ذلك في مصلحة الدراما المحلية والجمهور السعودي، ولكن الأمر يجب أن يظل تنافسًا وليس صراعًا، ومن وجهة نظري الغيرة الفنية شعور إنساني طبيعي موجود في كل المهن وليست حكرًا على الفن، ولكن طبيعة العمل تحت الأضواء تسهم في تضخيم الأمور، وأعتقد أن هذه الغيرة غير موجودة بين الفنانين الحقيقيين والنجوم الكبار.
وما تقييمك للمسلسلات الرمضانية التي تعرض حاليًّا؟
الدراما السعودية مازالت رقمًا صعبًا في الفن الخليجي، حتى وإن كان عدد المسلسلات المحلية قليلًا، ومستوى الأعمال في المملكة يتصاعد بشكل كبير، واتخذ منحى للتنويع في بعض الأعمال ما بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية، كما أن تجمُّع عدد كبير من الفنانين السعوديين في عمل واحد يمثل إضافة للدراما المحلية.
هذا أنا
بعيدًا عن الفن، من هو عبد المحسن النمر الإنسان؟
شخص بسيط للغاية، وهادئ ومتسامح، ومسالم وخجول جدًا.
الرسم عشقي
ما أبرز هواياتك المستمرة في ظروف الحجر المنزلي؟
كانت وستظل الرسم، فهو عشقي، والموهبة التي تعيش داخلي منذ صغري، حيث كانت لي مشاركات كثيرة في معارض الرسم خلال فترة المدرسة وحصلت على العديد من الجوائز.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي