أكثر ما يعاني منه الأهل مع أبنائهم خلال أيام الدراسة هو الاستيقاظ باكرًا للذهاب إلى مدارسهم، لكن هل من الممكن أن تصبح هذه مهمة الدولة؟ حيث تقوم مدينة كوبنهاغن في أحد أحيائها الميسورة بإيقاظ التلاميذ كل صباح لأنهم يتغيبون كثيراً عن المدرسة.
هذا الإجراء تم اختباره على مدى سنة، والآن تم اعتماده نهائيًّا بحسب ما أوضحت العاملة الاجتماعية في حي اوستربرو الراقي "باربرا لوندكفيست".
وأوضحت "باربرا" أنّ عام التجربة الأول كشف أنّ ثلث الأطفال المستهدفين، وهم بين سن السابعة وألـ15 باتوا يرتادون المدرسة بانتظام أكبر.
وكان حوالي 80 في المئة منهم اتصال سابق بالخدمات الاجتماعية لأسباب أخرى.
وبالنسبة إلى بعض العائلات كان الاتصال الهاتفي كافيًّا إلا أنّ العاملين الاجتماعيين اضطروا في غالب الأحيان إلى القرع على أبواب المنازل للتحقق من أنّ التلميذ استفاق. وتساعد هذه الزيارات اليومية الأهل على استعادة زمام الأمور في ما يتعلق بإيقاظ أولادهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا القرار لم يحظَ بقبول الجميع‘ مع أنه قد يتوسع إلى أحياء أخرى في كوبنهاغن.
وقد عبر بعضهم عن رفضهم لذلك من خلال ما صرحوا به لبعض الصحف؛ حيث كتب توم ينسن في افتتاحية صحيفة «برلينسكه»:« إذا كانت الدنمارك دولة رفاه، فإنّ اوستربرو هو عالم مصغر للرفاه الأقصى».
وأضاف:« لم يبق لنا شيء نناضل من أجله، ففي حال لم نستطع أن نستفيق في الصباح سترسل إلينا البلدية شخصاً لإيقاظ الأطفال».
أما المستشارة البلدية هايدي وانغ فقالت لذات الصحيفة:« لا يمكننا أن نتعاقد من الباطن مع البلدية لنتخلى عن مسؤوليتنا الشخصية».