تتمنى كل سيدة حامل مرور فترة الحمل بسلام من دون أي مشاكل أو متاعب، ولكن الواقع أن لكل حالة أعراضاً، طبيعية لكنها مؤلمة لحواء، ولكن هناك مشاكل تهدد المرأة خلال شهور الحمل، ومن أخطر هذه المشاكل حدوث إجهاض خلال فترة الحمل الأولى، أو وفاة الجنين داخل الرحم قبل نهاية الشهر الثلاث الأولى.
هذا هو محور حديثنا، الذي ينقل تفاصيله الدكتور خالد قطيش، استشاري أمراض وجراحة الأورام النسائية، في مستشفى الزهراء بدبي.
أعراض الحمل السليم
هناك عدّة علامات أو أعراض تظهر بشكل دوري في حالات الحمل السليمة، وهي على النحو الآتي:
1 - الفترة الضائعة "فترة انقطاع الطمث": إذا كانت المرأة في سنوات الإنجاب.
2 - تورم الثديين: تؤدي التغيرات الهرمونية إلى جعل ثديي المرأة حساسين بالترافق مع ألم بسيط.
3 - الغثيان مع أو من دون التقيؤ: غالباً ما يبدأ الغثيان الصباحي في أي وقت وخصوصاً بعد شهر من الحمل.
4 - زيادة التبول: قد تجد المرأة الحامل نفسها تتبول أكثر من المعتاد، نتيجة تكوين أوعية دموية جنينية جديدة، من خلال طرح السوائل الزائدة في المثانة.
5 - الإعياء: وذلك نتيجة ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون الذي يسبب النعاس.
علامات وأعراض أخرى
الاكتئاب والشعور بالانتفاخ ونزيف الغرس، والذي يحدث عندما تعلق البويضة الملقحة ببطانة الرحم، والتشنجات البسيطة، والشعور بالتقيؤ عند شمّ رائحة أطعمة معينة، بالإضافة إلى احتقان الأنف، ما يؤدي إلى انتفاخ الأغشية المخاطية في الأنف وجفافها ونزفها بسهولة، والذي يمكن أن يؤدي إلى انسداد الأنف أو حدوث سيلان.
أعراض الحمل الضعيف
يقصد بالحمل الضعيف عدم استقرار الجنين والتصاقه بجدار الرحم واحتمال التعرض للإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل .هو يشبه أعراض الحمل الطبيعي ولكن قد تنذر بعض المؤشرات بأن الحمل ضعيف، ومن أبرزها:
1 - اختفاء أعراض الحمل التي ذكرناها سابقاً عند السيدة الحامل.
2 - أو زيادة غير طبيعية بالشعور بأعراض الحمل المعتادة.
3 - الشعور بمغصٍ شديدٍ أسفل البطن يشبه آلام الدورة الشهرية. وألمٍ شديدٍ أسفل الظهر وهذا من أخطر العوارض.
4 - نزول قطرات دم من فترة إلى أخرى، أو باستمرار على شكل خيوط أو بقع،
وهو أمر غير طبيعي مهما كانت كمية الدم.
5 - اختفاء نبض الجنين أو ضعفه في أثناء عمل الموجات الصوتية.
6 - شعور الحامل بالضعف العام، وقد يكون ذلك جرّاء فقدان كميّة كبيرة من الدم.
أسباب حدوث الحمل الضعيف
1 - وراثية مثل العيوب في الكروموسومات أو الجينات في بداية الحمل تكون أسبابها جينيّة بحتة (من جهة البويضة أو من جهة الحيوانات المنويّة)، ويستحيل التحكّم بها، ما يؤدي إلى حدوث طفرات تؤدي إلى توقّف الحمل ثم الإجهاض.
2 - قد تكون نسبة هرمون الحمل ضعيفة، وبالتالي الشرايين التي توصل الغذاء إلى البويضة في بدايتها فتموت، ويحدث الاجهاض في الحال.
3 - نقص هرمون البروجيسترون والذي يؤدي إلى ضعف بطانة الرحم وعدم تحملها للجنين، وهذه يمكن معالجتها.
4 - وجود أجسام مناعية في الجسم تهاجم الفوسفات الدهني الموجود في الجنين.
5 - العيوب والتشوّهات الخلقيّة أو المكتسبة في شكل الرحم، ومنها الرحم ذو القرنين أو الحاجز الرحمي، بالإضافة إلى الالتصاقات التي قد تحدث في الرحم (جرّاء بعض العمليّات أو الإجراءات غير الصحيحة)، وأيضاً الأورام التي قد تصيب بطانة الرحم.
6 - الإصابات الميكروبية أو أنواع الالتهابات التي تصيب الرحم أو المهبل.
7 - وجود بعض الأورام في الرحم مثل الأورام الليفيّة واللحميات.
8 - مرض السكري والضغط. إذا لم يكن مستقراً.
9 - فقر الدم الشديد وأمراض الغدّة الدرقية والضعف وسوء التغذية الشديد.
10 - التعب والإرهاق الشديد في العمل والسفر المتكرّر وقلّة النوم والتوتّر.
11 -التدخين بكثرة ولمدّة طويلة فهو يؤثر على شرايين الرحم.
هل من الممكن إنقاذ الحمل الضعيف؟
تستطيع الحامل حماية نفسها من التعرض للحمل الضعيف، خاصة إذا كانت قد تعرضت لذلك الأمر مسبقاً أو لديها تاريخ وراثي معه، وذلك عن طريق اتباع النصائح الآتية:
1 - اتباع نظام غذائي صحي وغني بالخضروات والفواكه والبروتين، وتجنّب الدهون والسكريات وشرب كميّة كافية من الماء يوميّاً.
2 - الراحة التامة وعدم حمل أشياء ثقيلة والالتزام بتعليمات الطبيب.
3 - الابتعاد عن الأدوية إلا باستشارة الطبيب؛ لأن بعضها يسبب فقدان الجنين.
4 - الابتعاد عن التدخين وأماكن التدخين والتقليل من تناول الكافيين.
5 - ضبط معدلات ضغط الدم والسكر، ومحاولة الحفاظ عليها ضمن المعدلات الطبيعية، والمواظبة على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب في مواعيدها المحددة.
4 - تجنّب الأشخاص المصابين بأي أمراض معدية أو التهابات.
5 - ممارسة الرياضة البسيطة المسموح بها والحفاظ على الوزن المعتدل.
6 - البعد عن التوتر والعصبية والحفاظ على الحالة النفسية.
7 - عدم إهمال تناول حمض الفوليك، لتفادي الإجهاض ومنع حدوث تشوهات للجنين، والالتزام بتناول المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب.
8 - المداومة على تناول أقراص تثبيت الحمل أو الحقن المثبتة للحمل، وعدم تناولها إلا باستشارة الطبيب.