حديثو الزواج .. ورعب العجز الجنسي

الزواج نعمة أكرم الله بها على البشر لحفظ النسل وعفة النفس من خلال الاتصال الحميم بين الرجل والمرأة اتصالاً طبيعياً لا يشوبه خلل، ولكن هناك من يحرمه الله هذه النعمة بشكلها التام، فيواجه بعض المشاكل والصعوبات، ولا يتم اكتشاف ذلك إلا بعد الزواج والممارسة الفعلية للعلاقة الحميمية، ما قد يسبب القلق لدى بعض المقبلين على الزواج من وجود مشاكل كهذه قد تعيق سعادتهم الزوجية، ولمواجهة أي مشكلة لابد من وجود الوعي الكافي بطبيعتها وطريقة التعامل معها.

في السطور التالية يخبرنا المستشار الأسري عبد الرحمن القراش عن أنواع العجز الجنسي، وكيفية التعامل مع كل نوع:

العجز الجنسي يكون على ثلاث حالات:

1. عجز كلي: هو تعطل عملية اللقاء نهائياً سواء بعدم الانتصاب للرجل أو البرود الجنسي للمرأة، وسبب ذلك يعود لخلل في الوظائف الجسدية الداخلية في تكوين الرجل أو المرأة، فتنطفئ الرغبة عند أحدهما، ومهما حاول شريكه تغييره يصعب عليه ذلك، وهنا يجب زيارة الطبيب والأخذ بنصيحته.

2. عجز جزئي: وهو تعطل جزئي للعملية بين الرجل والمرأة، ويسمى بالارتخاء السريع للرجل أو القذف المبكر والبرود بعد أدائه لجزء من مهمته، أو شعور المرأة بجفاف أو بوجع مستمر أثناء العلاقة ويحتاجان إلى زيارة للطبيب.

3. عجز مؤقت: هو تعطل مؤقت للعملية؛ بسبب عارض صحي أو نفسي، ويزول بعد تغيّر حاله.

وفي مثل هذه الحالات، التي يواجه فيها الزوجين إحدى هذه الصعوبات يجب الإيمان بأن هذا المرض من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، حيث كان في يوم من الأيام من المحرمات، التي لا يجب الحديث عنها خصوصاً بين الزوجين؛ لأنه ربما يؤدي إلى كره أحدهما العيش مع الآخر، والتفكير في الانفصال، ناهيك عن معرفة الآخرين بالأمر خصوصاً الأهل، فإن ذلك ينبئ بكارثة ستحصل حتى لو حصل الطلاق، فربما يؤدي إلى الانتحار خوفاً من العيش بعار لا يد له فيه خصوصاً الرجل؛ لأن كثرة الإنجاب قديماً كانت سبباً في الاعتزاز بالرجولة والتفاخر بالفحولة، ولكن اليوم مع التقدم الطبي أصبح هناك تقدم معرفي وحلول منطقية، فيجب على كل زوج وزوجة مساندة الطرف الآخر "نفسياً"، وهذا نصف العلاج من خلال التهيئة والمساندة المعنوية، وكذلك طبياً من خلال تعرض الشريك للعلاج حتى يزول العارض، دون إشعاره بأنه مريض أو لديه قصور أو الاستعجال في انتظار النتائج حتى يتم الشفاء، وتعود الأمور لطبيعتها لينعم بعلاقة حميمة متوازنة وسعيدة.