ارتفاع درجة الحرارة من المشكلات الشائعة التي تواجه الأطفال خاصة في أعوامهم الأولى، وهو لا يمثل خطراً كبيراً في كثير من الحالات كما تعتقد بعض الأمهات، ولكنه غالباً يكون دلالة على إصابة الطفل بمشكلة صحية، وهناك أمهات يعتقدن أنّ ارتفاع درجة الحرارة عابر وعادي ولا يستدعي أي قلق، دون أن تدري أنّ الحالة بالفعل تحتاج لزيارة الطبيب؛ لذا يوضح استشاري الأطفال الدكتور إبراهيم شكري متى تخاف الأم من الحرارة، وما هو سبب ارتفاعها، ومتى تكون خطيرة وربما استلزم الأمر نقل الرضيع للمستشفى
لماذا ترتفع درجة حرارة الجسم؟
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، رد فعل طبيعي من الجسم، فهي دلالة على مقاومة الجهاز المناعي لأي مشكلة تواجه الجسم، كالتعرض لأي عدوى، أو التهاب، وهي لا تؤثر على خلايا المخ كما هو شائع إلا إذا تعدت 42 درجة، وهذا لا يسببه فيروس ولكنها قد تحدث بسبب التعرض لضربة شمس، أو التعرض لاحتباس حراري
ومتى تكون درجة الحرارة خطيرة؟
تكون خطيرة إذا كانت درجة الحرارة 42 درجة بسبب مشكلة في المخ، كالإصابة بالالتهاب السحائي، وأقل من 40 درجة يكون الأمر طبيعياً ولا يثير القلق، خاصة إذا كان نشاط الطفل طبيعياً ولا يصاحبه أي أعراض أخرى، وهناك ضرورة لخفض الحرارة بالكمدات وخافض الحرارة والانتظار 48 ساعة، وإذا استمر ارتفاع الحرارة يجب استشارة الطبيب
ولخفض درجة الحرارة
- في الحالات الطبيعية لا بد من القيام بعمل كمادات على أن تكون بمياه عادية من الصنبور وليست باردة، على مناطق واسعة كالرقبة؛ لأنها تحتوي على أوردة كثيرة تعمل على تبريد درجة حرارة الجسم، أو على الفخذين أو تحت الإبط، أو وضع الطفل في حوض الاستحمام لمدة ربع ساعة
- أما ارتفاع الحرارة المصحوب بأي أعراض أخرى؛ كقلة النشاط، كثرة البكاء، الإشارة لألم بالحلق، صداع، وألم في الجسم، فلابد من إعطاء خافض للحرارة والانتظار 48 ساعة، وإن لم يتحسن يتم التوجه للطبيب على الفور
- يمكنك القول عن الحرارة بأنها مرتفعة إذا تعدت المعدل الطبيعي؛ أي تجاوزت الـ37 درجة مئوية، إذا كان القياس من الفم، و37.4 إذا كان القياس من الشرج
- مع ملاحظة أن الحرارة تتأرجح خلال اليوم بسبب الجو ارتفاعاً بسيطاً، فتصل إلى 38 درجة مئوية، ولا يستدعي هذا الارتفاع أي قلق ما لم تصاحبه أعراض جانبية أخرى
-
طريقة قياس حرارة الطفل
استخدام مقياس الأذن، إلا أنه غير مناسب للأطفال حديثي الولادة والرضع؛ لعدم دقته في هذا العمر، كما أنّ وجود مادة شمعية في الأذن يقلل من كفاءة الميزان
قياس الحرارة عن طريق الفم باستخدام الترمومتر الرقمي، ويستخدم للأطفال فوق سن 4 سنوات، مع مراعاة عدم تناول الطفل أي مشروبات ساخنة أو باردة قبل نصف ساعة من قياس الحرارة
القياس الشرجي للأطفال تحت عمر 3 سنوات، ويعتبر المقياس الأدق من أي مقياس آخر، كما يمكن قياس الحرارة أيضاً عن طريق الإبط، ويعتبر المقياس الأسهل استخداماً
أعراض ارتفاعها
ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية، يرافقه سعال شديد أو ضيق في التنفس، أو قيء، أو إسهال، أو طفح جلدي، أو آلام أثناء التبول أو فقدان الشهية.
والمعروف طبياً أن نزلة برد عابرة أو التهاب فيروسي قد يرفع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية، لكنه في تلك الحالة لا يدعو للقلق، وليس بالضرورة أن يكون مشكلة خطيرة.
متى يتوجب على الأم اصطحاب طفلها إلى الطبيب؟
إذا كان الطفل رضيعاً تحت ثلاثة أشهر وحرارته مرتفعة، يتوجب عليها الإسراع في ذلك، وكذلك إن كان عمره يقل عن 6 أسابيع، وكذلك الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري، وأمراض القلب والكلى، أو ضعف المناعة
إذا كان ارتفاع الحرارة مصحوباً بأحد الأعراض سابقة الذكر، وإذا كان الارتفاع حاصلاً بعد التطعيم واستمر أكثر من 24 ساعة، وإذا لاحظت الأم انتفاخاً، أو احمراراً مكان الإبرة، أو إذا تعرض لبعض التشنجات الحرارية.
خطوات لتخفيض درجة الحرارة
يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة مائلة للبرودة، وفي الصيف يمكنك تشغيل المكيف البارد أو المروحة، وفي الشتاء فيكفي عدم استعمال التدفئة سواءً عن طريق المدفأة أو المكيف الساخن، ويمكن أيضاً فتح بعض النوافذ دون تعرض الطفل لتيار هوائي
يجب تخفيف ملابس الطفل بقدر المستطاع، ويمكن أن نكتفي بالفانلة وقميص خفيف أو بجامة، وعدم تغطية الطفل ببطانية، ويكفي غطاء خفيف في فترة الشتاء
تبريد بعض أجزاء الجسم كالرأس والرقبة والذراعين حتى الكتف والساقين حتى الفخذ، ويمكن مسح هذه الأجزاء بقطعة من الإسفنج أو القماش بالماء العادي، وترك الماء عليها ليتبخر ويبرد الجسم
وإن وضعت الطفل الساخن في المغطس فلابد أن تكون درجة حرارة الماء الذي يغطس فيه الطفل أقل بدرجة واحدة فقط من حرارة الطفل؛ إذا كانت درجة حرارته 40 درجة مئوية فعليك وضعه في ماء درجة حرارته 39 درجة مئوية ثم تبريد الماء درجة بعد ذلك أي 38 درجة مئوية؛ حتى لا تسببي لطفلك صدمة عصبية
يمكنك استعمال مخفضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الأسبرين، مع تكرار الجرعة بعد 4 ساعات حتى استشارة الطبيب
يراعى أن يتناول الطفل كمية مناسبة من السوائل وخاصة الماء بقدر المستطاع، وفيما يتعلق بتغذيته فيفضل تركه وفقاً لشهيته وإقباله على الطعام
على الأم معرفة أنها تحاول تخفيض الحرارة، وليس إزالتها نهائيّاً، لذا فليس عليها استخدام الأدوية المخفضة للحرارة في الحالة التي تكون ارتفاعاً مجرداً للحرارة دون أي أعراض جانبية
تتغيّر درجة حرارة الجسم
بشكلٍ بسيط خلال اليوم لدى معظم الأفراد، إذ إنّها عادة ما تكون منخفضة قليلاً في الصباح، ومن ثم ترتفع قليلاً في المساء، وهذا الأمر عادة ما ينطبق على الأطفال، كما أنّها تختلف باختلاف حركة الطفل؛ كالجري، وممارسة الرياضة، واللعب، ولفهم ارتفاع درجة الحرارة لابُدّ من بيان أنّه يُوجد في الجسم مُنظم للحرارة يُعرف بمنطقة تحت المهاد ويُوجد في الدماغ
معظم حالات ارتفاع درجة الحرارة ناجمة عن الإصابة بالعدوى أو أمراض أخرى، مثل: الإنفلونزا، وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب اللوزتين، وعدوى الأذن، والتهاب المسالك البولية، بالإضافة إلى الجدري، والسعال ألديكي
إذ إنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم يساعد على التخلص من الفيروسات والبكتيريا المسببة للعدوى، ويجعل بقاءها على قيد الحياة أمراً صعباً
أعراض ارتفاع درجة حرارة الأطفال
تختلف الأعراض والعلامات المرافقة لارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال في وضوحها، حيث إنه كلما كان الطفل أقل عمراً كانت الأعراض أقل وضوحاً، ومن أعراض ارتفاع درجة حرارة الطفل
تهيّج الطفل، وصعوبة إرضائه، هدوء الطفل وقلة نشاطه
البكاء والتنفس بسرعة، تغيرات في تغذية الطفل، إذ تقل شهيته ويزداد عطشه
الشعور بسخونة الطفل ودفئه، إصابة الطفل بالصداع، وآلام الجسم
شعور الطفل بالبرد أو الدفء بصورة مختلفة عن غيره ممن هم في الغرفة نفسها
صعوبة نوم الطفل أو زيادة نومه، معاناة الطفل من التشنجات في حال ارتفاع درجة الحرارة بشكل شديد