يمكن للأطفال تجربة لحظات من الاضطراب العاطفي تمامًا مثل البالغين، تعد إحدى المشاكل الشائعة التي قد يواجهها الآباء هي تراجع نمو الطفل، والذي يتم تعريفه على أن اضطرابات سلوكية مؤقتة يمكن أن تربك الآباء وتثير قلقهم، وفي المقابل يلعب الآباء دورًا حاسمًا في دعم أطفالهم خلال تلك الفترة، ويمكن للوالدين أيضًا تشجيع التعبير العاطفي وخلق بيئة آمنة، وتشمل الطرق العملية للتأثير بشكل إيجابي على تجربة الانحدار التنموي لدى الطفل التحلي بالصبر والحفاظ على التواصل المفتوح.
فيما يلي وفقًا لموقع raisingchildren علامات الانحدار التنموي، وكيف يمكنك دعم طفلك
ما هو الانحدار التنموي لدى الأطفال؟
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/402021.jpg?VersionId=ICLnZwYZjp8tPFcwM6fFjcZpWwv5zV._)
يتميز الانحدار التنموي بعودة قصيرة لسلوك الطفل وعواطفه إلى مراحل نموه المبكرة، وتعد هذه الظاهرة طبيعية وعنصرًا مشتركًا في نمو الأطفال.
وقد يظهر الانحدار التنموي بشكل متكرر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام، ولا ينبغي أن يثير قلق الآباء دائمًا فيمكن للإجهاد، والتغيرات في الروتين، أو أحداث الحياة الهامة أن تكون بمثابة محفزات لتراجع سلوكيات الطفل مما يسلط الضوء على الحاجة إلى الصبر والتوعية خلال هذه المرحلة التنموية الطبيعية في حياة طفلك.
قد يهمكِ الاطلاع على سلوكيات تدل على الاضطرابات العقلية لدى الأطفال
أسباب الانحدار التنموي لدى الأطفال
يعد تحديد محفزات الانحدار التنموي أو السلوكي أمرًا بالغ الأهمية لمعالجة هذه السلوكيات لدى الطفل والتخفيف منها وتشمل المحفزات الشائعة ما يلي:
أحداث الحياة المجهدة
يمكن أن يكون لبعض الأحداث المؤثرة في حياة الطفل مثل ولادة شقيق جديد أو طلاق الوالدين أو الانتقال لمنزل أو بلد جديدة تأثير عميق على الصحة العاطفية للطفل، فقد يتم تحفيز الانحدار التنموي كآلية للتكيف من خلال هذه التغييرات، وتعد معالجة تأثير مثل هذه الأحداث أمرًا حيويًا، لتوفير الدعم الأساسي للطفل.
مشاكل صحية
الانزعاج الجسدي أو المرضي يمكن أن يسبب الانحدار التنموي لدى الأطفال، فقد يعود الطفل الذي يبحث عن الراحة أثناء المرض إلى سلوكيات طفولية مألوفة خلال فترة نموه السابقة، ويجب أن يكون الآباء يقظين ومتعاطفين في استجاباتهم له، وأن يطلبوا المساعدة الطبية المناسبة لمعالجة الأسباب الجذرية للمرض التي تساهم في الانحدار التنموي للطفل.
تغيير روتين الطفل
يعتمد شعور الطفل بالأمان إلى حد كبير على اتساق روتينه والاضطرابات الكبيرة، مثل تغيير المعلمين أو دخول مدرسة جديدة يمكن أن يسبب تغيير الروتين أيضا التوتر لدى الأطفال وقد يظهرون اضطرابات سلوكية ليشعروا بالراحة والأمان وقد يلعب الآباء دورًا أساسيًا في مساعدة الأطفال على التكيف مع التغيرات غير المتوقعة في الحياة من خلال تقديم الدعم المستمر لهم والطمأنينة والعودة إلى الحياة الطبيعية.
أعراض الانحدار التنموي عند الأطفال
التغييرات في أنماط النوم
![](https://static.sayidaty.net/2025-02/402022.jpg?VersionId=83NCrrlQXckadmHJj4bROTwzAnL.qmLg)
تعتبر التغيرات الملحوظة في أنماط نوم الطفل من أبرز مؤشرات التراجع في سلوكياته فإذا كان الطفل ينام بشكل المستقل سابقًا، يصبح فجأة يواجه مشكلة أثناء النوم بمفرده وتغيير في عادات النوم على شكل استيقاظ متكرر أثناء الليل، أو مقاومة الذهاب إلى السرير، أو زيادة الإجراءات الروتينية غير ضرورية على الإطلاق قبل النوم.
قلق الانفصال
هناك مؤشر إضافي ملحوظ على الانحدار السلوكي لدى الأطفال، وهو الارتفاع الملحوظ في قلق الانفصال، فإذا بدأ طفلك، الذي كان يلوح لك عادةً أثناء توجهه إلى الحضانة أو المدرسة، في التعلق بشكل مفرط تجاهك أو لا يرغب في تركك، فقد يكون ذلك علامة على الانحدار السلوكي. وتعد الحاجة المستمرة للراحة في المنزل، أو الوداع بالدموع، أو التردد في الانخراط في الأنشطة التي تتطلب وقتًا بعيدًا عن الآباء من أعراض قلق الانفصال.
ربما تودين التعرف على 7 طرق لتخفيف قلق الانفصال لدى طفلك
رفض استخدام المرحاض
بالنسبة للأطفال الذين أتقنوا التدريب على استخدام المرحاض، قد يؤدي الانحدار التنموي إلى نفور مفاجئ من استخدام المرحاض. تجلب هذه الفترة صعوبات عاطفية لكل من الوالدين والأطفال. قد يظهر الطفل مقاومة عند الذهاب وقد تكون هناك زيادة في نوبات التبول اللاإرادي أو العودة إلى استخدام الحفاضات، الأمر الذي قد يكون مرهقًا للآباء؛ لذا يعد فهم أن هذه فترة مؤقتة والاستجابة لها بالصبر والتشجيع أمرًا ضروريًا للتغلب على هذا التراجع المفاجئ للطفل.
كيفية دعم طفلك خلال فترة الانحدار التنموي
يساعد التعرف على علامات الانحدار التنموي لدى الطفل الآباء على تقديم الدعم التعاطفي وإليك كيفية دعم طفلك خلال هذه الفترة
توفير الطمأنينة
الانحدار التنموي هو الوقت المناسب لإخبار طفلك أنك تحبينه وتدعمينه مهما كان الأمر لتوفير المزيد من الراحة والرعاية له، وإبراز قيمته ومكانته كما أن الأحضان أو الكلمات المشجعة أو قضاء وقت ممتع معًا يساعد على توفر الاستقرار العاطفي والأمان للطفل.
على الجانب الآخر عندما ترى طفلك يحاول تجربة شيء جديد، شجعيه بكلمات لطيفة وساعديه على الإيمان بنفسه وتقديره لذاته والاحتفال به كلما حقق شيئًا في حياته، فسيخلق هذا رابطًا صحيًا وقويًا مع طفلك، وسيشعره بأنه أكثر ارتباطًا بك.
الحفاظ على الاتساق
التغلب على مرحلة الانحدار التنموي لدى طفلك من خلال جعل الجدول الروتيني منتظمًا أولوية قصوى؛ لأن الانضباط والانتظام يقللان من التوتر والسلوك التراجعي، لذلك يجب الالتزام بالخطط اليومية وعادات تناول الطعام، وجداول وقت النوم، مما يمنح الاتساق طفلك القدرة على التكيف مع التغييرات وإنشاء روتين في النهاية.
التعبير عن المشاعر
أثناء الانحدار التنموي، ادعمي بقوة طفلك للتعبير عن مشاعره حيث يحتاج أطفالك إلى النمو في بيئة يشعرون فيها بالأمان، وهذا يشمل القدرة على التعبير عن مخاوفهم وشكوكهم. في أغلب الأحيان، يمكن أن يؤدي كبت المشاعر إلى عواقب وخيمة أخرى في المستقبل. لذا في المرة القادمة التي تلاحظين فيها أن طفلك يواجه صعوبة في إحراز تقدم في شىء ما، خذي وقتًا للجلوس معه وقومي بإجراء محادثات أكثر انفتاحًا وصراحة. يمكن أن يكون ذلك أثناء تناول العشاء معًا، أو أثناء اللعب، أو حتى يمكنك أن تطلبي منهم المساعدة في الأعمال المنزلية. بمجرد أن يشعر طفلك بالأمان بشأن مشاعره، سوف ينفتح وسوف تتفهمين احتياجاته حتى تتمكني من مساعدته بشكل أفضل.
ويجب الانتباه إلى أن تشجيع الطرق الإبداعية يمنح الأطفال مكانًا آمنًا للتعبير عن المشاعر التي يصعب عليهم التعبير عنها لفظياً، مع التأكيد على أهمية وقيمة تلك المشاعر.
كوني صبورة
عند مساعدة طفلك على تجاوز الانحدار التنموي، يجب أن تتحلي بالصبر والاعتراف بأنها مرحلة عابرة في نموه، ومع التشجيع المستمر، ينبغي أن يكون الطفل قادرًا على استئناف سلوكياته الطبيعية لذا كوني صبورة أكثر من اللازم، وقومي بدور نشط في تطوير طفلك، وتقديم الدعم، والاعتراف بالإنجازات البسيطة مما يعزز قوة الطفل العقلية
طلب المساعدة المهنية
عادة ما يكون الانحدار التنموي جانبًا طبيعيًا للنمو، ولكن هناك أوقات يكون فيها الحصول على مشورة الخبراء أمرًا ضروريًا. يجب على الآباء التفكير في استشارة أطباء الأطفال أو علماء نفس الأطفال أو غيرهم من المتخصصين الطبيين في مواقف محددة.
لذلك عندما ترين نمطًا من التراجع في سلوك طفلك لأكثر من بضعة أسابيع، يمكنك دائمًا التواصل مع الطبيب الخاص بالطفل وطلب مشورته المهنية.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.