4 مواقف تحدث داخل منزلك وتؤدي إلى اضطراب نفسية طفلك

صورة لطفل يتعرض لموقف سيء من الأب
هناك مواقف تحدث في البيت وتدمر شخصية طفلك
من الضروري بل إنه من الطبيعي والمتعارف عليه في الأسر والمجتمعات المتفهمة والحريصة على نفسية وشخصية أطفالها الذين هم عماد وأمل المستقبل أن ينشأ الطفل في بيئة صحية من ناحية الأمان والاستقرار النفسي، لأن سلامة الصحة النفسية للطفل ترتبط بسلامته الصحية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الطفل الذي ينشأ في بيئة مضطربة أسرياً يكون ضعيف المناعة، قياساً بالطفل الذي يحظى بالحب والحنان.
قد يتعرض الطفل في المنزل لعدة مواقف تؤثر على نفسيته وتدمرها وتُشعره بالحزن والكآبة باستمرار، ويجب على الأم والأب تجنب تعرُّض الطفل لهذه المواقف، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله، حيث أشار إلى 4 مواقف تحدث داخل منزلك وتؤدي إلى اضطراب نفسية طفلك، منها الشجار الدائم بين الزوجين أمام الأولاد، والتفرقة بينهم، والتخويف أيضاً، وغيرها من المواقف التي تترك أثراً مدمراً في شخصية الطفل وتؤدي لاضطرابها في الآتي:

الشجار بين الوالدين أمام الأبناء

المشاكل الأسرية
  • اعلمي أن من أهم المواقف المحزنة والمؤلمة التي يتعرض لها الأطفال في المنزل هي رؤية الشجار والخلاف الدائم بين الوالدين، حيث يكون مشهد الشجار أمام عيني الطفل في غرفة المعيشة مثلاً، بحيث يسمع الطفل ويرى كل ما يحدث من تطاول كل طرف على الآخر ولا يُقيم وزناً لأي مشاعر تخص الاطفال، وحدوث عدم الاحترام بين الوالدين يؤدي لأن يفقد الطفل ثقته بهما ويفقد احترامه لهما، وبالتالي يجب أن يعرف الوالدان تأثير مشاهدة الطفل شجار والديه على الطفل، بحيث تسجل كل الاضطرابات النفسية عند الأطفال بسبب اختزان مشاهد الشجار المنزلي في عقلهم الباطن.
  • احرصي على أن يكون الشجار أو أي مشكلة بينك وبين الأب داخل حدود غرفة نومك لأن الطفل يرى أن والديه هما مثله الأعلى ولا يحتمل أن يسمع الشتائم والتطاول وقلة الاحترام بينهما، كما أن شعور الطفل بالكراهية بين الوالدين وتفاقم المشاكل يؤثر على نفسيته وتبدأ الاضطرابات العاطفية تظهر لديه، حيث يصبح منحازاً لأحدهما دون الآخر ويتعلق بهذا الطرف تعلقاً مرضياً.

ترك الأم أو الأب للمنزل بعد أي خلاف

  • توقعي أن شخصية طفلك سوف تكون شخصية مهزوزة، كما أنه سوف يعاني من اضطرابات في نفسيته في حال قمتِ بترك المنزل عند أي خلاف ومجرد التهديد بأنك سوف تتركين البيت فهوي ترك أثراً كبيراً على الطفل ويؤثر على نفسيته وصحته ومناعته، وقد ينهار الطفل ويمرض لمجرد تفكيره أنه سوف يفقد امه، وكذلك فهو يشعر بالحزن أيضاً حين يترك الأب البيت بسبب المشاكل والخلافات، ويجب أن يخضع الطفل لجلسات نفسية لكي يتقبل الطلاق بين والديه لو وقع.
  • احرصي على استخدام طرق التعامل مع الأطفال بعد الانفصال عن الأب، حيث إن الطلاق يترك أثرا كبيراً على نفسية الجميع، سواء نفسية الأم وينعكس على معاملتها لأولادها أو على نفسية الطفل، ويجب عدم وقوع الطلاق الا في أضيق الحدود، ويمكن أن يترك الأب البيت من أجل إصلاح المشاكل واحتواء الخلاف ومنح الطرف الآخر فرصة للتفكير وليس كحل نهائي، وعلى الأم أن لا تُشعر الأطفال بأن الأب قد ترك البيت إلى الأبد.

تعرُّض الطفل للتهديد الدائم

أم تلوم طفلها
  • توقفي عن تعريض طفلك للتهديد الدائم مما يولد لديه الشعور بعدم الأمان والاستقرار والتهديد يكون بأن تهددي الطفل بالعقاب المؤجل وهو أقسى أنواع العقاب أو التهديد إضافة بتهديده بموعد عودة الأب وأنه سوف يوقع العقاب عليه، ويجب أن تعرفي أن تهديد وتخويف الطفل يؤدي إلى حدوث اضطرابات في نفسية الطفل بشكل كبير تبدأ في سن مبكرة مثل تعرض الطفل لما يُعرف بالسلس البولي الليلي نتيجة لشعور الطفل الدائم بالخوف.
  • استخدمي الطرق الصحيحة للعقاب وتعلمي كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟، بحيث لا يكون عقاب الطفل يشكل تهديداً لشعوره بالأمان ولا يتسبب باضطرابات نفسية له لأن شعور الطفل بالتهديد وتأجيل العقاب يؤدي لإصابته بالكوابيس الليلية، كما أن تهديد الطفل بموعد عودة الأب من الخارج يعني أن يكره الطفل هذا الموعد لأنه سوف يرتبط في مخيلته بالعقاب، ويجب ألا تتحدث الأم عن طرق خيالية للعقاب مثل "أمنا الغولة " والوحوش التي تهاجم الأطفال ولا النار التي سوف تُشعلها وتحرق بها أصابعه، وغير ذلك من الطرق التي تكون مؤلمة ومدمرة لمجرد التفكير بها وتخيلها، ويمكن اختيار طرق تربوية للعقاب لا تؤثر على علاقة الطفل بوالديه.

التفرقة والمقارنة في التعامل مع الأبناء

طفل مضطرب نفسياً
  • ابتعدي عن أسلوب المقارنة بين الأبناء والتفرقة في التعامل معهم تحت أي سبب، ويجب أن تعلمي أن هناك فروقاً فردية قد خلق بها الأبناء ولا يمكن تغييرها وحتى لو كانوا توائم أو أنهم قد وُلدوا وتربوا في نفس البيت، فهم يختلفون في طريقة تكيفهم وفي تعاملهم مع المؤثرات المحيطة بهم، ولذلك فسوف تجدين مثلاً الطفل الشديد الحساسية والطفل غير المبالي، رغم انهم يتعرضون لنفس المواقف كل يوم.
  • اهتمي بالعدل والمساواة بين الأبناء وتذكري أن آثار تفريق المعاملة بين الأبناء في الصغر مؤلمة عند الكبر، حيث إن الطفل لا ينسى على الإطلاق طريقة تعامل والديه معه، حيث إنه ينعكس ذلك على علاقته بأولاده حين يكبر ويصبح لديه أسرة، ويجب على الأم أن تتبع السنة النبوية الشريفة، حيث حث الرسول صلى الله علية وسلم بالعدل بين الأبناء حتى في القبلة، ويجب أن تعرف الأم أن الطفل يكون حساساً ويشعر بأي تفرقة بينه وبين إخوته ويؤدي ذلك إلى رواسب نفسية مؤلمة، كما أن الطفل يكون لماحاً وذكياً ودقيق الملاحظة، بحيث لا يخفى عليه أي علامة أو طريقة تدل على أن الأم تُفضل أحد الأبناء على الآخرين، حتى لو كان أصغرهم أو كان مريضاً مثلاً.
قد يهمك أيضاً: نصائح مهمة للأب لكي يكون ناجحاً ومحبوباً من أطفاله

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص