بعد أن قامت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، يوم الثلاثاء 30 ذ القعدة 1441هـ، برفع الجزء السفلي من "كسوة الكعبة"، كما جرت العادة السنوية وحسب الخطة المعتمدة لموسم حج هذا العام، فإليكم تفاصيل الكسوة التي يتم تغييرها سنوياً استعداداً لموسم الحج.
تُعد "كسوة الكعبة" من أهم مظاهر التبجيل لبيت الله الحرام، حيث يرتبط تاريخ المسلمين بالكسوة وصناعتها وبرع فيها أمهر العاملين بهذا المجال بالعالم الإسلامي، وهي كساء من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات من القرآن من ماء الذهب، تكسى به الكعبة ويتم تغييرها مرة في السنة، صبيحة يوم عرفة.
وتأتي الحكمة من الكسوة أنها شعيرة إسلامية، وهي اتباع لما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده.
ويعود تاريخ الكسوة لما ذكر عن (عدنان بن إد) للجد الأعلى للرسول وهو واحد ممن كسوها، وقيل أن (تبع الحميري) ملك اليمن هو أول من كساها في الجاهلية بعد أن زار مكة، وهو أول من صنع للكعبة باباً ومفتاحاً.
ثم جاء عهد الدول الإسلامية و ظهور الكتابة على الكسوة وفي عصر الدولة الأموية كسيت الكعبة كسوتين في العام كسوة في (يوم عاشوراء) والأخرى في (آخر شهر رمضان) استعدادا لعيد الفطر.
وتستبدل الكسوة في اليوم التاسع من ذي الحجة من كل عام، وتمر مراحل الكسوة بمجموعة من الأقسام حيث تبدأ بمرحلة الصباغة وفيها يزود القسم بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص بالعالم، ثم النسيج الآلي الذي يحتوي على الآيات القرآنية والمنسوخة، ثم قسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات للخيوط، يأتي بعدها مرحلة الطباعة, ثم وحدة العناية بالكسوة.
وعقب انتهاء جميع المراحل وفي منتصف شهر ذي القعدة يتم تسليم الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام ويقوم بتسليمها للرئيس العام لشؤون الحرمين.
وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاثة أمتار من شاذروان والمعروفة بعملية (إحرام الكعبة) ويرفع ثوب الكعبة.