إن احد أهم مقومات الشفاء هو الاعتراف بقوة التواصل بين العقل والجسم، حيث تشير الدراسات إلى أن التوتر والمشاعر السلبية قد تسبب رد فعل جسدي ما يبطئ قدرة الجسم على الشفاء،(ألم يسبق لك أن أصبت بصداع عندما كنت تتجادلين مع إحدى صديقاتك؟). وعلى الجانب الآخر، يمكن للتفكير والمشاعر الإيجابية أن تساعدك على الشفاء، سواء من التواء في الكاحل، والتهاب المفاصل أو حتى من مرض السرطان نفسه.
جوليا سلفر طبيبة بريطانية، لكنها لم تكن فقط طبيبة، بل تحدثت عن تجربتها كمريضة أيضاً بسرطان الثدي، فقد أصيبت بإحباط بشكل لا يصدق، كما قضت الكثير من الوقت بالحزن والكرب، ولكن في معظم أيام الأسبوع، كانت تحاول تعزيز العقل والجسم حتى يتمكنا من العمل معاً لمساعدتها على الشفاء، ووجدت أن هذه الخطوات الأربع قد ساعدتها على وضع الأساس للشفاء:
استمعي إلى جسمك
تقول جوليا: "لا أحد يعرف جسمك أفضل منك، كوني على تواصل مع ما تشعرين به يومياً، لتحديد ما يمكنك القيام به كي تصبحي أفضل".
في المرة المقبلة عندما تشعرين بتحسن، راقبي نفسك، واكتبي ما تفعلينه كل نصف ساعة لمدة يومين، سواء كان ذلك في قراءة كتاب أو المشي إلى السيارة، وكيف كنت تشعرين كاستجابة.. قيّمي مستوى التعب وأي عدم راحة جسدية على مقياس من 0-10، (صفر يعني أنك لا تشعرين بأي ألم أو تعب؛ 10 يعني أنك تشعرين بالوهن).
بعد مرور اليومين، انظري في سجلك، متى شعرت بشعور أفضل؟ ومتى كان أسوأ شعور؟ فكري في ما يمكنك أن تغيريه خلال اليوم ليتحسن شعورك.
إن حفظ هذا السجل يساعدك أيضاً على إدراك بعض العادات في روتينك المعتاد، التي قد لا تناسبك بشكل جيد خلال فترة الشفاء.
وتتابع: "قبل مرضي، لم يكن تناول وجبة الإفطار أولوية، ولكن عندما كتبت السجل خلال علاجي من سرطان الثدي، شعرت بأن لدي المزيد من الطاقة عندما آكل في غضون ساعة بعد الاستيقاظ من النوم. وفي حال انشغالي وبدء القيام بالأعمال والرد على رسائل البريد الإلكتروني، مع فنجان من القهوة فقط، كنت أصاب بالإرهاق قبل منتصف النهار".
تعبيرات وجهك.. تفضح مشاعرك
لا تقلقي بشأن القلق
إن الموقف الإيجابي لا يعني ألا تغضبي أبداً، فسوء المزاج والتوتر جزء من الحياة اليومية، خصوصاً عند التعرض لمشكلة صحية، لذلك لا تركزي على محاولة السيطرة على العواطف. بدلاً من ذلك، قولي لنفسك، يمكنني القلق في الوقت الراهن، وقومي بنشاط أو اثنين من الأنشطة اليومية لمساعدة نفسك على الاسترخاء. جربي التأمل أو قراءة كتاب، أو خذي 5 دقائق فقط للتنفس ببطء، وعدي للخمسة خلال الشهيق وكذلك عند الزفير، يجب عليك القيام بأمر يخفف استجابة الجسم للتوتر، ما يؤدي بدوره إلى مساعدتك على الشفاء، بالإضافة إلى ذلك فإن التخيل مسكن آخر فعال للتوتر، أطلقي لخيالك العنان وركزي على المشاهد المريحة.
إنشاء قائمة بما يمكنك السيطرة عليه
قد يشعر المرض الفرد بالضعف والعجز، ولكن جزءاً كبيراً من عملية الشفاء في الواقع بين يديك، وإبراز العوامل، التي يمكنك التحكم بها تمدك بشعور أفضل.
قومي بكتابة ثلاثة أهداف قابلة للتنفيذ من شأنها أن تساعد على الشفاء، في قائمتي كانت أولوياتي السير 10.000 خطوة يومياً، تناول خمس حصص من الفواكه والخضراوات، والتأمل في كل ليلة، ويمكن أن تشمل القائمة جلسات اليوغا الأسبوعية والنوم مبكراً خلال أيام الأسبوع، تأكدي أن تكون أهدافك واقعية.
تعزيز الإيجابية في الدماغ
افتحي التلفزيون، وتصفحي الإنترنت، واستمعي إلى الراديو أو تحققي من الصحف.. ستجدين الكثير من القصص المحزنة، ولكن خلال مرحلة الشفاء، من المهم تجنب السلبية، التي يمكن أن تسبب توتراً لا داعي له. يتطلب الأمر جهداً حقيقياً لمكافحة السلبية، ولكن الأمر ليس مستحيلاً، على سبيل المثال، قومي بقراءة قصة ذات نهاية سعيدة، أو حتى الاستماع إلى موسيقى جميلة. اطلبي من أصدقائك إخبارك قصة أو نكتة مضحكة عندما يأتون لزيارتك. لا تشاهدي الأخبار أو تقرئي الصحف في الوقت الراهن. جربي القيام بأمرين أو ثلاثة على الأقل كل يوم لتقديم رسائل إيجابية إلى الدماغ تعمل على تعزيز المزاج، ودعم شفاء الجسم.
المزيد: