نميل دائماً نحن كبشر بطبيعتنا إلى تكوين الثنائيات، خاصة من الرجل والمرأة، وإذا تأملنا أكثر فإنَّ سفينة نوح حملت على ظهرها من كل زوجين اثنين من جميع الكائنات الحيَّة تحقيقاً لهدف أكبر وهو إعمار الكون.
وحبُّ الرجل للمرأة والعكس فيه إشباع لإحتياجات متبادلة، وتحقيق للاستقرار النفسي والذهني والجسدي والروحي، حسب ما فطرا عليه، لكن هنالك أمور قد تقف عائقاً أمام علاقة حميمة منسجمة ومتجانسة بين الزوجين ومنها:
الخجل
يعد الخجل سمة غالبة على أكثر النساء، فالمرأة لا تستطيع أن تعبِّر عن مشاعرها ورغباتها أثناء العلاقة الحميمة، وبناء عليه سوف تتأثر العلاقة بين الطرفين وقد تظل المرأة غير راضية، لذا يجب على الزوج التعاون معها وتشجيعها على أن تفصح عن رغباتها ومواطن إثارتها ولا يعدّه عيباً فيها ويتهمها بالبرود.
الانسجام الكيميائي
معظم الأزواج لا يعرفون معنى الانسجام الكيميائي، ويقصد بها أنَّ هناك فرقاً بين التركيب البيولوجي والتفاعلات الكيميائيَّة والاستجابات العصبيَّة والنفسيَّة بين الرجل والمرأة، فالرجل مثلاً يفرز هورمون التستيوستيرون، والمرأة تفرز هورمون الإستروجين، وفي الأوقات العصيبة تفرز الغدة الكظريَّة هورمون الأدرينالين، الذي يهيئ للتكيف، وعند التوتر يفرز هورمون آخر يسمى الكوتيزول، كل هذه الهورمونات إذا لم يكن إفرازها متوازناً، يحدث خلل واضطراب وتوتر في العلاقة الحميمة، ولكي تظل على المستوى المطلوب يجب العمل على ذلك من خلال اختيار الوقت المناسب لإقامة العلاقة الحميمة والاستعداد لها، فإذا كان هناك توتر يحدث اضطراب فى جميع الهورمونات ويحل النفور محل الانسجام.
فنُّ التواصل
لكل شخص جانب سلبي وآخر إيجابي فقد يكون أحد الطرفين لديه تاريخ سلبي ومؤلم، وجراح نفسيَّة قد لا يبوح للطرف الآخر بها، عليه ألا يظهرها لأنَّها سوف تدمر العلاقة الزوجيَّة والعلاقة الحميمة، وتزيد من البعد والنفور.
التربية والثقافة الجنسيَّة
الاسلام يدعو للثقافة في جميع الجوانب، لكن في مجتمعنا المحافظ ما زالت تحكمنا العادات والتقاليد، وبالتالي أصبحت الثقافة الجنسيَّة حراماً ومدعاة للتحرُّر والفجور، وهذا ما يتسبب في فشل كثير من الزيجات، خصوصاً عند إقامة العلاقات الحميمة، مع أنَّ الشرع لا يعارض ذلك، بل يعدها من متطلبات الحياة.
المعاملة السيئة
كثير من الرجال لا يفهم العواطف والمشاعر الرقيقة مع أنَّها مهمة جداً بالنسبة للمرأة، فإذا استمر في إيذائها بالكلمات السيئة والعصبيَّة، والطلبات بصيغة الأوامر المتكرِّرة، وعدم الاعتبار لوجودها حتى في المشاركة بالرأي في اتخاذ القرارات الجوهريَّة، فإنَّ ذلك يسبب لها الألم والحزن ويدخلها في دوامة الأمراض النفسيَّة فتنفر من العلاقة الحميمة، والعكس فكلما كان هناك ود ومحبة وتفاهم زاد إقبال الزوجين على بعضهما أكثر.
نصيحة
إلى كل المتزوجين والمتزوجات والمقبلين على الزواج، اجعلوا ذاكرة الجسد تظل دائماً مستحضرة اللمسات الإيجابيَّة، فهي التي تشعل المحبَّة والرغبة، وتزيد العلاقة الحميمة انسجاماً روحياً، وتحلق بكم في عالم السعادة.
المزيد: