على عكس الشائع فإن الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي ليس عامل خطر مسبب لأعراض الاكتئاب بين المراهقين، وفقاً لدراسة جديدة أجراها باحثو كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، وتم نشر نتائجها في مجلة «صحة المراهقين».
يقول الباحث الرئيسي نوح كريسكي، الذي أجرى الدراسة باعتباره خبيراً: «يتزايد نشاط المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما أثناء انتشار فيروس كورونا وظروف الإغلاق التي فرضها، عندما أصبح يتعين على المراهقين الاعتماد على منصات تواصل اجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك والمنصات الأخرى للبقاء على اتصال دائم مع الأصدقاء، بينما أعرب بعض البالغين عن مخاوفهم بشأن المخاطر الصحية العقلية المحتملة لهذا السلوك، لكن الدراسة لم تجد أي دليل مقنع يشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد بشكل ملموس من خطر تعرض المراهقين لأعراض الاكتئاب».
قام الباحثون بتحليل بيانات المسح التي تم جمعها من الشباب والفتيات في سن المراهقة حتى مرحلة الشباب، واكتشف الباحثون أنه لم يرتبط الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي بأعراض الاكتئاب، مع مراعاة حقيقة أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر ساءت صحتهم النفسية عن ذي قبل.
هل التواصل الاجتماعي بريء من اكتئاب المراهقين؟
بعد ما يقرب من 50 عاماً من الدراسات، أشارت الأدلة الحديثة إلى زيادات غير مسبوقة في اكتئاب المراهقين وأعراض الاكتئاب والسلوك الانتحاري، خاصة بين الفتيات. وكانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن الاستخدام المتزايد للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي قد ساهمت في زيادة تلك الأعراض، يشير مؤيدو هذه الفرضية إلى أن المراهقين معزولون بشكل متزايد عن التفاعل وجهاً لوجه، ويعانون من التنمر الإلكتروني، ويواجهون تحديات في تقدير الذات من خلال مقارنة صور أقرانهم والمتنمرين.
من ناحية أخرى، غالباً ما تكون وسائل التواصل الاجتماعي منفذاً إيجابياً، وقد يكون لاستخدامها آثار إيجابية على احترام الذات لدى المراهقين. توفر مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للمحتوى الإيجابي أو الدعابة، مما يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب.
يسعى العديد من الشباب للحصول على الدعم والمشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة أولئك الذين يعانون من أعراض اكتئاب متوسطة إلى شديدة.