في بداية هذا الشهر (سبتمبر)، سوف تتسلم عالمة الفيزياء الأمريكية، باكستانية المولد، نرجس مافالفالا، مهامها كأول امرأة تتولى عمادة MIT للعلوم وهي جامعة علمية عريقة تتصدر قائمة أفضل الجامعات في العالم وتسبق جامعة هارفارد بموقعين, وقد عرفت مافالفالا بعملها الرائد في مجال الكشف عن موجات الجاذبية، والتي أجرتها كعضو قيادي في مرصد موجات الجاذبية بالليزر (LIGO) كما حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة لأبحاثها وطرق تدريسها، كما أنها كانت تشغل منذ عام 2015 منصب رئيس مشارك لقسم الفيزياء.
أقرت العميدة الجديدة بالتحديات غير المسبوقة التي يواجهها معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا MIT خلال هذا الوقت الصعب ورغبتها في إحداث تغييرات جوهرية فيها تماشياً مع ظروف تفشي جائحة كورونا والتحديات الاقتصادية العالمية والمشاكل العرقية التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية.
الأب يشجع ميول ابنته نرجس مافالفالا
ولدت (نرجس مافالفالا) في كراتشي وتلقت تعليمها الثانوي في باكستان وقد أظهرت منذ سنين عمرها المبكرة استقلالية لافتة وقوة بالشخصية وقد لاحظ والدها ذلك وشجعها على التفوق الأكاديمي بعد أن وجد لديها ميولاً علمية فقد اعتادت على استعارة الأدوات الخاصة من عامل إصلاح الدراجات في الحي الذي كانت تسكنه وتقوم بإصلاح دراجتها بنفسها ولم تكن تأبه لاعتراض والدتها على الشحوم والأوساخ التي تغطي ثيابها لان والدها كان إلى صفها دائماً ولم يحظر عليها أو على أختها أي نشاط مثمر بحجة إنه خاص بالصبيان أو إنهما بنتين محدودتي الاختيارات لذلك نشأت من دون الاكتراث بالأدوار النمطية المعتادة التي ينظر بها المجتمع للبنات، كما تلقت التشجيع أيضاً من مدرسة الكيمياء في باكستان والتي وجدت لديها شغفاً بالعلوم , ففتحت لها المختبر المدرسي لتجري فيه تجاربها بعد انتهاء الدوام المدرسي.
على خطى ألبرت اينشتاين
بعد إتمام الدراسة الثانوية انتقلت (نرجس مافالفالا) إلى الولايات المتحدة للدراسة في كلية ويليسلي Wellesley College وحصلت على درجة البكالوريوس في الفيزياء وعلم الفلك في عام 1990 ودرجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1997 وكانت زميلة ما بعد الدكتوراه ثم عالمة أبحاث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) LIGO وحصلت أيضًا على جائزة مؤسسة ماك آرثر المرموقة في عام 2010 وبعد ست سنوات كانت جزءًا من فريق من العلماء يُنسب إليه الفضل في اكتشاف موجات الجاذبية، وهي نافذة جديدة لدراسة الكون والتموجات في الفضاء التي افترضها الفيزيائي (ألبرت أينشتاين) قبل قرن من الزمان حيث يفتح اكتشاف موجات الجاذبية نافذة جديدة لدراسة الكون وقالت مافالفالا في مقابلة في ذلك الوقت: "إننا نشهد اكتشاف أداة جديدة لممارسة علم الفلك و لقد فتحنا طريقاً لم يطرقه غيرنا وتمكنا من الرؤية والآن سنتمكن من السمع أيضاً".