كلنا نشأنا على الاستماع إلى قصص من آبائنا وأجدادنا وخالاتنا وأعمامنا. بعضها يكون قوياً، وأحياناً لا معنى له، وأحياناً تكون قائمة على الأخلاق وأحياناً مضحكة! لكنها بمجملها ساحرة، وجعلتنا نطرح أكثر من سؤال. أنت كأم كم من الوقت تقضينه معه في سرد القصص للطفل؟ يخبرنا الدكتور محمد بن جرش، كاتب قصص أطفال وباحث إماراتي عن الدور الحاسم الذي تلعبه القصص في حياة أطفالنا وكيف يمكنك أن تصبحي راوية رائعة.
الأطفال يحبون القصص في أي وقت، فالقصص تمتلك ببساطة القدرة على قلب أي موقف نحو الأفضل. فإذا كان طفلك لا يأكل فأخبريه قصة، وسوف يفعل ذلك! وإذا كان الطفل يشعر بالملل وهو جالس في المنزل فأخبريه بقصة ولاحظي كيف سيتحسن مزاجه، وإذا دخل في نوبة الغضب، فالقصة ستفي بالغرض! ولسوء الحظ أن آباء هذه الأيام يفضلون إعطاء أبنائهم، لعبة غالباً ما تكون إليكترونية، بدلاً من الذهاب معهم نحو القلاع السحرية.
لماذا نحتاج لرواية القصص للأطفال؟
1 - لأن سرد القصص بطريقة مثلى يلعب دوراً مهماً جداً في التطور المعرفي للرضع والأطفال الصغار.
2 - يساعد في تحسين مهارات الذاكرة واللغة ويغني خيال الطفل ويمنحه تصورات جديدة للعالم من حوله في كل مرة.
3 – ينفتح عقل الطفل من خلالها على ثقافات مختلفة ويصبح فهمه لمن حوله أكثر عمقاً.
4 –يعتبر سرد القصص وسيلة رئيسية لنقل التقاليد والتاريخ إلى الأجيال القادمة.
5 - يعلمك قضاء وقت ممتع مع أطفالك ما سيعزز العلاقة التي تربطك به.
6 - سيشعر الطفل بأنه محبوب، ويتم الاعتناء به، ويصبح أقرب إليك كثيراً من ذي قبل.
7 - تعلم طفلك أي شيء! من خلال القصص كأن لا يلعب بالنار أو كيف تطير الطائرات؟ فهي طريقة لإيصال رسالتك دون المبالغة في الوعظ. لأن القصص تعلم الطفل الأسباب والنتائج.
8 - تجعل القصص الأطفال الخجولين أكثر قرباً من المجتمع حولهم وثقة بأنفسهم.
ما نوع القصص التي يمكنك إخبار الأطفال بها؟
1- قصص الماضي
عودي أولاً بحنينك إلى الماضي، وانقلي هذا الشعور إلى طفلك. فغالباً نتعلم في هذا النوع من القصص الأخلاق والعادات الحميدة لطفلك.
2 - الحكايات الشعبية من الثقافات الأخرى
يمكنك أيضاً رواية الحكايات الشعبية من الثقافات الأخرى، ومشاركتها مع طفلك مع الإشارة إلى الاختلافات الرئيسية بينها.
3- قصص عن التجارب الشخصية
قد يعني هذا التجارب التي مررت بها في الماضي والتي تريدين نقلها إلى طفلك، بالإضافة إلى التجارب التي سمعت عنها من أصدقائك وعائلتك؛ حيث ستثري قصص أجدادك انتماءه العائلي. فهذه قصص يهتم بها الأطفال دائماً.
احفظي حكايات قبل النوم: لتنمية شخصيات الأطفال
4 - الكتب التي أحببتها عندما كنت طفلة
يمكنك أيضاً التفكير في نوع القصص التي أحببت سماعها مثل قصص هاري بوتر، أو تلك التي تجسد الحيوانات ودعي طفلك يشاركك الإعجاب بها.
5 - قصص لأحداث أو أشياء يهتم بها
فكري في ما يثير اهتمام طفلك أكثر واختاري القصص بناءً على ما يحبه، إذا كان طفلك من محبي الكلاب مثلاً، فاحصلي على قصص تدور حول الكلاب. وإذا كان لديك حيوان أليف، فابحثي عن قصص، يتكلم فيها الحيوان ويدله على طرق الاعتناء به، واستبدلي الاسم الموجود في القصة باسم حيوان طفلك الأليف!
انظري إلى الشخصيات التي يحبها طفلك من أفلام الكرتون. وتأكدي من أنه يمكنك العثور على بعض النسخ القصصية المكتوبة لهم.
6 - قصص من اختيارهم
اصطحبي طفلك إلى المكتبة واطلبي منه انتقاء القصص التي يعتقد أنها ستنال إعجابه. فمجرد شعوره أنه يتحكم في القصص التي يسمعها منك، سيجعله تلقائياً أكثر اهتماماً بالاستماع إليها.
7 - اختاري القصص التي تعتمد على الصور
إذا لم يكن طفلك قارئاً كثيراً، فأرشديه للكتب التي تحتوي على صور، ثم أخبريه القصة ببساطة من خلال شرح الصور. سيؤدي ذلك إلى جذب طفلك إلى القصة أكثر .
8 - جربي صناديق الأنشطة مثل Flintobox
فهي تقدم مغامرات وقصة ممتعة داخل كل صندوق. حيث يمكنك طلبها لتناسب عمره، فهي تقدم للأطفال مفاهيم مختلفة وتستند إلى مواضيع جديدة كل شهر! ومع الشخصيات الممتعة في الكتاب، فإنهم يصنعون تجارب رائعة في سرد القصص!
طرق ممتعة يمكنك من خلالها سرد القصص مع أطفالك
1- رواية القصص من خلال مقاطع الفيديو
نسقي قصة مع الصوت فيها الشخصيات والأخلاق التي يفترض أن يتعلمها في فيديو خاص لطفلك، فمشاهدته أفضل بكثير من مشاهدة البرامج التلفزيونية التي لا معنى لها في الغالب. ومن الأفضل الجلوس مع طفلك ومشاهدة القصة معه والتحدث عنها.
2 - اجعلي وقت القصة تفاعلياً
إذا كان لدى طفلك قصة مفضلة، في كل مرة تخبرينه إياها، فتوقفي عند نقاط وأحداث معينة واطلبي من طفلك أن يملأ المكان الذي توقفت فيه. فهذا يجعل طفلك يستخدم ذاكرته جيداً. كما يمكنك أيضاً التوقف عند حدث ما، واطلبي من طفلك تأليف القصة من تلك النقطة ومتابعتها بالطريقة التي يريدها. فهذا سيجعله مبدعاً.
3 - مارسي معه ألعاب رواية القصص
هناك طريقة أخرى رائعة تماماً لجعل طفلك يحب القصص وهي ممارسة ألعاب سرد القصص معه. فإذا كنت تروين قصة متسلسلة، فاجلسي مع أكثر من طفل. قد يكونون أصدقاءه الذين يقطنون العمارة نفسها. ثم ابدئي القص بجملة مثل: "كان يعيش في هذا المكان". ثم اطلبي من أحد الأطفال أن يواصل القصة بجملة واحدة وستدور بالتناوب القصة والتي سيشارك فيها الجميع.
4 - دعيه يدمج بين قصتين
بالنسبة لهذه اللعبة، اطلبي من طفلك الجمع بين أي قصتين من قصصه المفضلة لتشكيل قصة جديدة ذات مغزى. كما يمكنك أيضاً أن تطلبي منه أخذ قصة كلاسيكية وإضافة لمسة عصرية خاصة به إليها. واسأليه كيف سيعيد كتابتها.
5 - علميه سرد القصص على أساس الصور
اعرضي على طفلك صوراً عشوائية من أي نوع واطلبي منه تأليف قصص حول كل واحدة. إذ يمكنه تأليف قصة واحدة بناءً على مجموعة من الصور أيضاً. وهناك طريقة أخرى للقيام بهذا النوع من سرد القصص، وهي أن تطلبي من طفلك رسم سلسلة من الأحداث وتشكيل قصة.
6 - علميه السرد على أساس الأشياء
اطلبي من طفلك أو مجموعة من أصدقائه البحث في المنزل، وجمع أي أشياء يعتقدون أنها ستشكل قصة جيدة. ثم يعودون بأكياس الأشياء الخاصة بهم ويجلسون في دائرة. وكل شيء يخرجه الطفل من الكيس، يجب أن يشكل معه جزءاً من مشهد القصة.
7 - دعيه يؤلف قصصاً عن المارة
هذه واحدة من الأشياء المفضلة فأنا مثلاً أقوم بذلك طوال الوقت. عندما تكونين في سيارة مع طفلك، أشيري إلى أشخاص عشوائيين يقومون بمهام مختلفة، ويمكنك مع طفلك إما مناقشة كيف يعتقد أنهم يشعرون، وما هي اهتماماتهم، وما يجب عليهم فعله من أجل لقمة العيش، وما إلى ذلك؛ أو يمكنك اعتبارهم شخصية في قصة وإنشاء قصة قصيرة حولهم. إنها طريقة رائعة لإبقاء الأطفال مشغولين أثناء رحلة طويلة بالسيارة!
8 - أظهري لغة جسد إيجابية أثناء رواية القصة
تحركي بتقمص الشخصيات وغيري بصوتك واجعلي طفلك يضحك! والأفضل أن يكون ذلك أثناء وقت النوم، أو السفر، وأثناء قضاء الوقت مع طفلك، وأثناء تناول الطعام، وما إلى ذلك. اقرئي قصصاً باللغة الإنجليزية وبلغته المحلية الثانية، لتضمني تقوية لغته.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص