نجح المطرب اللبناني سعد رمضان، في أن يفرض نفسه على الساحة الغنائية كنجم بمختلف الألوان الغنائية، وتميز باللون الكلاسيكي والرومانسي عبر مجموعة من الأغنيات الناجحة وآخرها «إنت وأنا» التي حقّقت نجاحاً لافتاً. يعتبر رمضان من بين نجوم لبنان الأوائل، الذين رفضوا الانجرار وراء السائد، إذ نجح بأن يكوّن لنفسه هوية فنية خاصة به، وأن يحتل مكانة مرموقة على الساحة الغنائية في الوطن العربي، كونه يمتلك مواصفات النجومية وفي مقدمتها الصوت والحضور والكاريزما. ترعرع رمضان على أغاني التراث، فمنذ صغره يستمع إلى السيدة أم كلثوم بصوت والدته الفنانة اللبنانية سوزان غطاس، والعندليب عبد الحليم حافظ، فعشق المقامات الشرقية والدبكة اللبنانية. التقينا سعد رمضان وسألناه:
تحرص على التنويع في اللهجات والألوان الغنائية التي تقدمها، ولكن هل يمكن القول إن نجاحك يكون أكثر وقعاً باللون الكلاسيكي مقارنة بالألوان الغنائية الأخرى، خصوصاً بعد النجاح الذي حققته أغنيتك الأخيرة «إنت وأنا»؟
أذواق الجمهور مختلفة، فهناك من يحبني باللون الجبلي، وآخرون أحبوني باللون الخليجي والجزائري والتونسي، وهناك من يفضلني باللون الطربي ومنهم يميلون إلى غنائي باللون الكلاسيكي والرومانسي، لكن الغالبية تحبني باللون الأخير، وهذا ما لمسته من خلال أغنية «شو محسودين» التي حقّقت مشاهدات كثيرة عبر «يوتيوب»، واحتلت المراتب الأولى في قائمة الأغاني اللبنانية الأكثر استماعاً.
ما سر اتجاهك للأغنية الخليجية مؤخراً؟
أحب اللون الخليجي كثيراً، والجمهور الخليجي أيضاً كونه يتمتع بذائقة فنية خاصة، وعندما غنيت أغنية «قهوة وداع» للنجم حسين الجسمي، وجدت قبولاً واسعاً من جانب الجمهور الخليجي الذي أحبها بصوتي وسعدت كثيراً بنجاحها.
لهجات مختلفة
الغناء بلهجات مختلفة يراه البعض تشتتاً في الأفكار والبعض الآخر يراه شمولاً، سعد رمضان كيف يراه؟
أرى أن الفنان الذي يبحث عن لهجات مختلفة ومناطق جديدة يختبر فيها صوته لاتساع قاعدة جماهيريتهِ، مميز. وأنا بطبعي أبحث عن اللهجات المختلفة التي تعرّفني بشكل أكبر على الجمهور.
هل تفكر بطرح ألبوم كامل خلال الفترة المقبلة، أم أنك سوف تستمر بطرح «السنغل»؟
أغاني السنجل باتت جزءاً من منظومة التطور الموسيقي الذي نشهده، فالألبوم مهما كان جيداً تتعرض فيه بعض الأغاني للظلم في الظهور والانتشار مقارنة بالسنجل، إلى جانب تراخِي سوق الألبومات، فالجمهور الآن لم يعد يقبل على شراء الألبومات مثلما كان يحدث بالعهد السابق.
كيف تقارن بين تجربتك وتجارب أقرانك من الفنانين الذين تخرجوا معك في برنامج الهواة «ستار أكاديمي»، وهل ترى أن الحظ خدم بعضكم أكثر من الآخر؟
أنا لا أؤمن بالحظ، ومن يؤمن به فاشل، لا يملك القدرة على إثبات نفسه، لاشك في أنه يوجد تفاوت في تجاربنا، فهناك فنان ناجح جداً وآخر في الوسط وثالث عاجز عن الوصول إلى الناس، وهناك فنانون يؤدون أعمالاً راقية ولكنهم لا يصلون إلى الناس؛ لأن الفنان ليس صوتاً فقط، بل أيضاً كاريزما وطلاقة في الحديث وثقافة وهالة تحيط به، ونجومية الفنان لا يمكن أن تكتمل إلا إذا توافرت مواصفات معينة، بدليل أن بعض الأصوات العادية جداً طغت بحضورها على بعض الأصوات الرائعة.
هل يمكن القول إن سر تعلقك بالأغاني الرومانسية يعكس شخصيتك الحقيقية؟
أنا رومانسي جداً، وأتمنى الزواج عن قصة حب كبيرة، يمكن هذا سر ارتباطي باللون الرومانسي.
هل الرومانسية مطلوبة في قصص الحب لتنجح؟
بالتأكيد، الرومانسية بإمكانها أن تلهب المشاعر بين العشاق، وتزيد من تعلق الطرف الآخر بك، كما أن المرأة بطبيعتها تميل للرومانسية مهما أظهرت من قوة، فهي ضعيفة أمام الورود والمفاجآت الحلوة.
تحرص على المشاركة في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية ولم تخش الأجواء غير الصحية هذا العام وشاركت في دورته الاستثنائية التي حملت رقم 29، فما الخصوصية التي يتمتع بها؟
مهرجان الموسيقى العربية فخر لكل فنان عربي، وهدف يسعى إليه العديد من الفنانين الكبار والمبتدئين أيضاً، وأشعر بفخر وأنا أقف على خشبة مسارح الأوبرا دون أن أعير اهتماماً بأي مسميات سواء مسرح النافورة أو الكبير أو الصغير، الوجود داخل حرم دار الأوبرا المصرية في حد ذاته فخر كبير، وأعتبرُ أن مشاركتي في مهرجان الموسيقى العربية ووقوفي على أهم مسارح الوطن العربي إضافة لأرشيفِي وسجلي الفني.
الفن أقوى سلاح
طرحت مؤخراً أغنية بعنوان «آخ يا بيروت» تضامناً مع انفجار مرفأ بيروت. ما مدى تأثير الفن في المجتمعات؟
«آخ يا بيروت» أكثر أغنية غنيتها من كل قلبي؛ لأنها تعبّر عن وجع حقيقي، وعن قلب مكسور؛ لأن الذي حصل بلبنان ليس هيناً، وتحديداً انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في كسرة قلوبنا، الفن يؤثر بشكل كبير في المجتمع لأنه رسالة، فهو أقوى سلاح يمكنك استخدامه للرد على الدمار والخراب والإرهاب.
كيف ترى الوضع الراهن في لبنان؟
الوضع في لبنان هذه الفترة صعب جداً، بعيداً عن الكورونا، وضع البلد اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ومعيشياً يمر بظروف صعبة أتمنى أن يخرج اللبنانيون من هذه الأزمة على خير، وأنا مؤمن بقوة الشعب اللبناني وقدرته على تخطي هذه الظروف؛ لأن الشعب اللبناني يحب الحياة ويمقت الموت ويرفض الهزيمة.
يحاول الفنان دائماً الابتعاد عن السياسة، لكن سعد رمضان صاحب موقف ورأي، هل أنت مؤمن أن الفنان يجب أن يكون مهموماً بقضايا مجتمعه؟
بالتأكيد، الفنان يفترض ألا يعيش في جزر منعزلة عن الواقع من حوله، وأنا قبل أن أكون فناناً أنا مواطن لدي الحق أن أدافع عن بلدي وأعطي رأيي فنحن في النهاية نعيش في بلد ديمقراطي.
أنا شخصية بيتوتية
كورونا أصابت المجتمعات بشلل. كيف انعكس ذلك عليك فنياً؟
الكورونا أصابت العالم بشلل، وبالتأكيد أثرت عليّ كفنان في تعطيل بعض الأعمال، خاصة أن شغلنا يعتمد على التجمعات أكثر والحفلات، وهذا يتعارض مع الإجراءات الاحترازية لاحتواء الوباء.
الفنان عادة يكره الحبس والمكوث في المنزل لفترات طويلة بسبب طبيعة عمله التي يغلب عليها النشاط والحيوية والحركة. كيف تعايش سعد رمضان مع ليالي الحجر المنزلي؟
أنا بطبعي شخصية بيتوتية، أحب المكوث في البيت، لكن بالتأكيد الوضع الذي فرضته علينا كورونا كان صعباً، لأنها حرمتنا من مزاولة مهنتنا، فحاولت أن أستثمر ذلك الوقت في ممارسة أشياء مفيدة مثل الرياضة والعزف على الموسيقى.
هل أصابتك كورونا بالقلق؟
لست خائفاً على نفسي، بقدر ما كنت قلقاً على عائلتي، أنا شاب مناعتي قوية ومن الناس الذين يهتمون بصحتهم ومناعتهم بشكل كبير؛ لذا القلق كان يتجه نحو عائلتي أكثر.
هل تخشى المرض؟
لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يخشى المرض، المرض شيء بشع، الإنسان إذا أصيب بصداع خفيف يشعر بضيق كبير، فما بالك إذا كان المرض مزمناً، أتمنى من الله أن لا يذيقه لأحد؛ لأن الصحة أهم شيء، أهم من المال والأملاك والسيارات.
مصر هوليوود الشرق، وكانت بوابة الشهرة للعديد من المطربين العرب مثل صباح، وفريد الأطرش، وأسمهان... متى يأخذ سعد رمضان هذه الخطوة؟
أحب مصر لأنها فتحت لي أبواباً كثيرة، أدرس خلال الفترة المقبلة أن أستقر بمصر، خاصة في ظل الظروف الصعبة في بلدنا لبنان.
ظهرت موهبتك في فترة رفضت فيها الانسياق وراء السائد واستطعت تكوين لون فني خاص بك. كيف نجحت في تقديم فن راقٍ بأسلوب معاصر ينال إعجاب مختلف الفئات؟
طوال مسيرتي الفنية التي تمتد 11 عاماً، رفضت الانجرار وراء السائد أو الموضة، أنا مؤمن بأهمية الفن ودوره، كما أن الوطن العربي مفعم بالمدارس الفنية الكبيرة التي أحاول أن أتعلم وأستفيد منها والموضة أتخذ منها الجديد والراقي وأطوّعه في خدمة عمل فني متميز.
ما اللون الموسيقي الذي ترفضه؟
أرفض اللون الذي لا يليق بي، أنا غنيت مختلف الألوان الموسيقية مثل «السلو« والمقسوم، والدبكة، والرومانسي.
أحب المرأة الجميلة والناجحة
هل يأسرك جمال المرأة أم ذكاؤها؟
الجمال هو أول شيء تقع عين الرجل عليه، بلا شك أحب المرأة الجميلة وكذلك المثقفة وأن يكون لديها هدف تسعى إليه، وتكون ناجحة، أرفض أن تحصر المرأة نفسها في المطبخ وأعمال المنزل فقط.
ما الشيء الذي يزعجك في المرأة؟
الشيء الذي يزعجني بشكل عام سواء بالمرأة أو الرجل هو الكذب.
ما اللوك المفضل لديك الكاجوال أم الكلاسيكي؟
أحب الكاجوال أكثر، ولكن الكلاسيكي أيضاً مطلوب في بعض الحفلات والمناسبات الخاصة، وأنا أحب من حين لآخر ارتداء الملابس الكلاسيكية.
أخيراً.. ماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟
أحضر لأغنية مصرية جديدة، وأغنيتين باللهجة اللبنانية.
التمثيل وارد عندي
تتمتع بملامح جذابة تؤهلك لتكون نجم شباك. لماذا لم تفكر في الاتجاه للتمثيل مثلما فعل معظم المطربين الكبار؟
التمثيل وارد عندي، وعرضت عليّ سيناريوهات تمثيلية كثيرة بلبنان، ولكن حتى الآن لم أجد عملاً درامياً يجعلني أغامر بهذه التجربة والخطوة، ويقدمني بشكل جيد ومختلف للجمهور.