إن علامات اجتياز مرحلة المراهقة تكون قوية وثابتة عند البنات، ولكنها ليست بنفس الثبات والقوة عند الصبيان. فعندما تتخلى فتاة مراهقة عن سلوك كانت تمارسه في مرحلة المراهقة فإن الأمر يكون جدياً للغاية؛ حيث إن الفتاة نادراً ما تمارس هذا السلوك من جديد، أو بالأحرى، على حد تعبير الدراسة التي أوردتها الجامعة البرازيلية، فإن الفتاة قد لا ترجع مطلقاً لممارسة ذلك السلوك بعد اجتياز مرحلة المراهقة إلا أن الصبيان قد يحافظون على سلوكيات كانت تمثل علامات المراهقة إلى مرحلة متقدمة في حياتهم. ولذلك فإن بعض الناس يقولون إن الرجال يملكون عادات من المراهقة حتى بعد تجاوزهم الثلاثين أو الأربعين عاماً من العمر.
الموضوع ليس نفسه عند الفتيات والفتيان
اجتياز الابنة لمرحلة المراهقة بسلام
بناء على المعطيات المذكورة أعلاه فإن اجتياز الفتاة لمرحلة المراهقة بسلام يمثل حلم جميع الأمهات. فالأم تنتظر بفارغ الصبر أن يأتي الوقت الذي تجد فيه نفسها غير مضطرة لمراقبة ابنتها طوال الوقت في مرحلة المراهقة؛ للتأكد من عدم حدوث ما يمكن أن يغذي قلقها ويتعب عقلها وقلبها.
حيث إن اجتياز مرحلة المراهقة أو كما أسمته الدراسة أيضاً وصول البنت المراهقة إلى "سن النضوج" لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل إن انتظار هذه اللحظة من حياة الابنة قد يترافق بـ"عذاب نفسي" كبير. كما أن وصول البنات المراهقات إلى مرحلة النضوج بعد سنوات من المراهقة المتعبة ليس واحداً. أي أن الأمر قد يطول بالنسبة لبعض الفتيات ويقصر بالنسبة للبعض الآخر، ويكون متوسطاً بالنسبة لشريحة أخرى من الفتيات. إلا أنه من المتوقع أن تصل الفتاة المراهقة إلى مرحلة من النضوج ما بين الثامنة عشرة والعشرين من العمر.
علامات النضوج التي تمثل تجاوز ابنتك فترة المراهقة
أولاً، عدم اتخاذ الأمور على محمل من الجد
معظم المراهقين والمراهقات لا يأخذون الأمور على محمل من الجد ويحولون كل شيء إلى مجرد مزاح. ولكن عندما تشعر الأم بأن ابنتها بدأت تتوقف عن المزاح الكثير وتفكر في الأمور بشكل أعمق فإن ذلك يمثل إشارة هامة إلى أن ابنتها قد بدأت تهتم بالأمور بشكل أكثر جدية. كما أن ذلك يتضمن توقف البنت عن الاهتمام بالأحاديث السخيفة وميلها للاستماع لأحاديث أكثر جدية من السابق.
ثانياً، تصبح البنت أكثر انفتاحاً
المراهقة قد تكون متعصبة في تمسكها بمبدأ من المبادئ التي ليس لها أهمية كبيرة في الحياة. انفتاحها حول الأمور الحياتية وتقبلها للانتقادات يعتبران من علامات تجاوز الابنة مرحلة المراهقة. وأشارت الدراسة إلى أن هذا الانفتاح في العقلية يساعد على عدم اصطدام الأم والابنة أو الدخول في شجارات لا ضرورة لها، مما يعني الهدوء والطمأنينة في العلاقة بينهما.
ثالثاً، لا تهتم كثيراً بموضوع الحب والزواج
البعض قد يفكر بأن العكس ينبغي أن يحدث، ولكن ما يحدث هو أن الفتاة المراهقة تكون هشة من الناحية العاطفية، وتشعر بأنها تقع في حب كل رجل تجد أنه يتمتع بميزة من المزايا التي تحبها. ولكن عندما لا تظهر البنت ذلك الاهتمام المفرط بالحب والزواج فإن ذلك يمثل دليلاً على نضوج أكبر واستقرار أكبر من الناحية العاطفية.
رابعاً، تتوقف عن التسرع في الحكم على الآخرين
مرحلة المراهقة تتميز في تسرع البنت في الحكم على الأمور أو على الأشخاص الآخرين. وهو الأمر الذي كان يوقعها في أخطاء كثيرة وتفقد احترامها لدى الآخرين. فعندما تتوقف عن هذه العادة فإن ذلك يعني أن البنت أصبحت أكثر وعياً لهذه الناحية. وهذا تطور إيجابي بالنسبة للأم؛ لأنها ستتفادى أيضاً الاصطدام مع الآخرين بسبب تصرفات ابنتها في فترة المراهقة.
خامساً، تحترم الاختلافات بين الناس
إن البنت في فترة المراهقة تتشبث برأيها ولا تريد الاعتراف بالاختلافات بينها وبين الآخرين؛ لذلك كان هناك صدام مع أناس كثيرين. ولكن عندما تبدأ باحترام الاختلافات بينها وبين بقية الناس وبين الناس بشكل عام فإن ذلك إشارة واضحة للنضوج وتجاوز مرحلة المراهقة.
سادساً، تميل للصمت أكثر من الضجة
إن ميل البنت إلى الصمت أكثر من الضجة يعني أنها بدأت تفضل السلام وهدوء الأعصاب على الضجة، وخاصة عندما تكون هناك خلافات بينها وبين أحد ما. وذلك يعني أيضاً أنها لم تعد تعطي أهمية لموضوع من هو الفائز ومن هو الخاسر في النقاشات، بل تبدأ تميل للاقتناع بالمنطق أكثر.
سابعاً، تشعر بأن سعادتها لا تعتمد على الآخرين
إن البنت المراهقة كانت تشعر بالسعادة أو الحزن أو الغضب أو الفرح انطلاقاً من ردة فعلها على ما يفعله الآخرون، ولكن عندما تفكر بأن سعادتها وفرحها وحزنها يعتمد عليها هي وعلى مواقفها في الحياة فإن ذلك يبشر أيضاً بأنها أصبحت أكثر نضوجاً.
والآن عزيزتي الأم أتركي اسئلتك حول الموضوع في مربع التعليقات وسوف يجيب عليها خبراء سيدتي.