فحوص الكشف المبكر مهمة جداً لتشخيص أمراض القلب عند المرأة خصوصاً، وذلك لتجنّب الإصابة أو لتجنّب تطورها؛ علماً أنَّ أمراض القلب باتت تعدُّ من الأمراض الأكثر فتكاً بالنساء حول العالم، وسبباً أساسياً للوفيات.
"سيدتي نت" يطلع من الدكتور زياد عيتاني، الاختصاصي في أمراض القلب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، والطبيب المعالج في "يدنا– مركز صحة قلب المرأة"، على أبرز طرق الكشف المبكر عن أمراض القلب لدى النساء، فيقول بداية:
" هناك عوامل عديدة تساهم في رفع خطر الإصابة بأمراض القلب، فإذا ما تمَّ اكتشافها في وقت مبكر، تُجنّب المرأة الإصابة بأمراض القلب. علماً أنّ بعض هذه العوامل يمكن تفاديها أو تجنبها، في حين توجد عوامل أخرى لا يمكن فعل شيء حيالها، وهذه العوامل هي:
التقدم في السن
مع التقدم في السن، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب؛ وهذا العامل هو واحد من العوامل غير القابلة للتغيير Non modifiable risk factor. إذ كلما تقدمت المرأة في السن يرتفع خطر الإصابة لديها بأمراض القلب.
الذكور أكثر إصابة من النساء
عامل الجنس، هو من العوامل التي لا يمكن التحكم بها أيضاً، إذ يعتبر الذكور أكثر إصابة من النساء بأمراض القلب، والنوبات القلبية، خصوصاً إذا ما تقدموا في السن. هذا في حين ترتفع نسب الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
العامل الوراثي
العامل الوراثي يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، حيث نلاحظ لدى الأميركيين وخصوصاً الذين يتحدرون من أصول أفريقية، أنهم عرضة للإصابة بأمراض القلب أكثر من القوقازيين. وهذا العامل مهمٌ جداً وأساسي في الإصابة.
ارتفاع الكولسترول
إنَّ ارتفاع نسبة الكولسترول الضارّ LDL في الدم عامل مهم جداً يؤدي إلى فرص زيادة الإصابة بتصلب شرايين القلب. وهذا النوع من الكولسترول يرتفع بسبب عوامل عدة، لعل أبرزها: اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبّعة، السمنة، التدخين، قلة الحركة والنشاط...
في حين أن النقص بمستوى الكولسترول الجيد HDL يؤدي أيضاً إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب. وهناك عدة عوامل تؤدي إلى نقص مستواه في الدم، أبرزها: العامل الوراثي، التدخين، عدم ممارسة الرياضة، السمنة، مرض السكري، ارتفاع الدهون الثلاثية وغيرها.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم يمكن أن تؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين الإكليلية أو التاجية، وحدوث جلطات قلبية.
مرض السكري
إنَّ الإصابة بمرض السكري ترفع خطر الإصابة بأمراض القلب، رغم الحفاظ على مستوى مستقر من سكر الدم. مع الإشارة إلى وجود عدة عوامل إذا ما ترافقت مع مرض السكري ترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب، ولعل أبرزها السمنة، لذلك يجب السعي دائماً إلى الحفاظ على وزن صحي وسليم.
البدانة أو السمنة
تزيد السمنة أو البدانة من فرص الإصابة بأمراض القلب. فإذا ما ارتفع مستوى الكولسترول السيئ وانخفض مستوى الكولسترول الجيد، وارتفع مستوى الدهون الثلاثية، وارتفع مستوى ضغط الدم وصار الشخص البدين يعاني من مرض السكري، فإنَّ إصابته بأمراض القلب تصبح حظوظها مرتفعة. لذلك يجب العمل على إبقاء الوزن ضمن المعدلات الصحية، للحفاظ على جسم سليم وتجنّب الإصابة بأمراض القلب.
التدخين
ومما لا شك فيه أن التدخين بكل أنواعه هو عامل أساسي للإصابة بأمراض القلب، وذلك من خلال أمور عديدة، إذ قد يتسبب بارتفاع ضغط الدم، خفض نسبة الأكسجين في الدم وتلف الأوعية الدموية.
وعامل التدخين يجب التركيز عليه كثيراً، لأننا نلاحظ أنّ الشخص المدخن النشط يعرّض الأشخاص المحيطين به إلى تهديد صحي أيضاً من خلال ما يسمى بالتدخين السلبي.
ارتفاع ضغط الدم
إنَّ ارتفاع ضغط الدم يفرض على القلب مجهوداً كبيراً، ويؤدي إلى تصلب شرايين القلب، ويرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، خصوصاً إذا ما ترافق مع عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وارتفاع نسبة الكولسترول والسمنة ومرض السكري وغيرها".
تحاليل للكشف المبكر عن أمراض القلب
ويشير الدكتور زياد عيتاني إلى ضرورة إجراء عدة تحاليل وفحوص دورية، بهدف الكشف المبكر عن أمراض القلب، وتشمل:
- الفحص السريري للمريض من قبل الطبيب.
- فحص الدم الذي يشمل الكولسترول، والدهون الثلاثية، والسكري ومستوى حمض اليوريك وغير ذلك.
- فحص للبول يُستدل من خلاله على أمراض عديدة أخرى أيضاً.
- تخطيط القلب الذي يساعد الطبيب على اكتشاف وجود مشاكل في القلب، حيث يُستدل من خلاله إذا كان المريض قد تعرّض لذبحات قلبية سابقة أو لديه تصلب في شرايين القلب، أو مشكلة في كهرباء القلب، أو شك في ارتفاع ضغط الدم...
- الفحص بوساطة جهاز هولتر للقلب، حيث يتم تركيبه لدى المريض الذي يشعر بتسارع في دقات القلب، وذلك لمدة تتراوح بين 24-48 فإلى 72 ساعة إذا استلزم الأمر، وذلك للكشف عن مشاكل تتصل بكهرباء القلب.
- الصورة الصوتية للقلب، وهي مهمة جداً، حيث تزود الطبيب بمعطيات تتصل بالقلب، مثل تحديد النسبة المئوية لعمل عضلة القلب، التي يجب أن تعمل عادة بين 50-70 بالمائة، ووجود مشاكل في صمامات القلب (تكلس أو تنفيس)، إذا كان هناك تجمع سوائل حول غشاء القلب، إذا كان هناك مشاكل في صمامات القلب...
- فحص الجهد يساعد في الكشف عن أية مشكلة في شرايين القلب.
- القسطرة القلبية التي تتم داخل المستشفى، للدخول إلى شرايين القلب بعد تلوينها، ويتم تحديد إذا ما كان هناك أي انسداد فيها.
- السكانر لمستوى الكالسيوم CT scan for calcium score، يرصد وجود تكلس في شرايين القلب ودرجة هذا التكلس. فإذا كان أقل من 100 تكون الشرايين طبيعية وسليمة، وإذا كان بين 100-400 فتسمى "المنطقة الرمادية"، فنبحث عن مشاكل أخرى مترافقة مع هذا الارتفاع في الكالسيوم، لعلاج المريض. وإذا كانت درجة التكلس قد تخطت الـ400، هنا نوجه المريض لإجراء المزيد من الفحوص.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب MRI في بعض الحالات.
- القسطرة القلبية، وهي من الفحوص التدخلية التي تتم داخل المستشفى، تُمكن الطبيب من الدخول إلى شرايين القلب بعد تلوينها عبر آلة معينة، ويتم تحديد إذا ما كان هناك أي انسداد.
تابعي المزيد: أنواع الأمراض الجلدية متشابهة ولا تُحصى
نصائح للوقاية من أمراض القلب
وقدّم الدكتور زياد عيتاني مجموعة من النصائح تهدف إلى الوقاية من أمراض القلب، وهي:
- الإقلاع عن التدخين.
- السيطرة على ضغط الدم.
- خفض الوزن، والحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الرياضة بوتيرة منتظمة.
- اتباع نظام غذائي خالٍ من الدهون المشبعة ومن السكريات.
- الابتعاد عن مصادر التوتر.
تابعي المزيد: أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين