سواء كان طفلك يتجشأ بصوت عالٍ على مائدة العشاء أو يدفع أخيه في ذراعه لمجرد إزعاجه، فإن السلوك البغيض يمكن أن يكون مزعجاً تماماً، وبصفتك أماَ فسوف تشعرين بالانزعاج أو الغضب من سلوك طفلك، ومع ذلك، قبل أن نبدأ بعلاجه اسأل نفسك: "هل سلوك طفلي بغيض حقاً أم أنني أشعر بأنه أثارني بطريقة ما؟" و"هل هذا سلوك طفل غير ناضج متوقع وهل يحتاج حقاً إلى المعالجة؟"، ولذلك هناك استراتيجيات فعالة يمكنك تجربتها، تطرحها عليك الدكتورة ولاء الشحي كالآتي.
توجيه سلوك الطفل
علمي طفلك بشكل استباقي مهارات تمنعه من إظهار السلوك التخريبي، علميه التعاطف حتى يتمكن من فهم كيف يؤثر سلوكه الوقح على من حوله. يمكنك الاستعانة بقراءة الكتب التي تطرح أسئلة حول كيفية تأثير سلوك الشخصية على الأشخاص الآخرين واستعين أيضاً بقصص للأطفال واقرأها على مسامع ابنك.
مدح السلوك الجيد
غالباً ما يسيء الأطفال التصرف كوسيلة لجذب الانتباه، الفت نظره مثلاً إلى انزعاج الآخرين لمقاطعته كلامهم، افعليها بشكل غير مباشر، تبادلي حديثاً مع صديق لك أو مع زوجك أمامه، ثم توقفي عن الكلام، وأعط الآخر فرصة حتى يقول ما عنده، دعي ابنك يفهم الفكرة تماماً... ويتصرف مثل ما تصرفت، ثم امدحي سلوكه وقل: "شكراً لك لأنك كنت مهذباً في الكلام"، ويمكن أن يشجع مدح السلوك الجيد طفلك على مواصلة العمل الجيد.
تجاهل السلوك السيئ
مثلاً إذا أصدر أصواتاً عالية بشكل متكرر على مائدة العشاء، فتجاهيله. يمكن بهذا أن توصل له رسالة أن سلوكه السيئ ليس فعالاً في جذب الانتباه الذي يحاول جذبه.
لن ينجح التجاهل إلا إذا كان كل فرد في الأسرة قام بنفس التصرف. ومن المحتمل أن يقوم أحد الإخوة بتغطية أذنيه والصراخ مراراً "توقف!"، هذا سيعزز سلوك طفلك المزعج، وسيشعره بأنه حصل على ردة فعل.
الاشارة للسلوك المزعج
إذا لم يتعرف طفلك على نوع السلوك الذي من المحتمل أن يزعج الآخرين، فأشيري إلى السلوك البغيض عند حدوثه. ربما كان طفلك يتفاخر بتصرفه عندما يكون لديك زوار، وقد يتصرف في محاولة لجذب انتباههم.
على انفراد، قولي له ببساطة، "من فضلك توقف. هذه الأصوات الصاخبة المزعجة"، تذكير بسيط قد يحل المشكلة، ويوقف الطفل عند حده.
قومي بالاتفاق على كلمة أو إشارة رمزية يمكن لطفلك أن يفهمها بدلاً من أن تحرجيه في الأماكن العامة دون إحراج طفلك. مثل عبارة "حذاء جميل".
قدمي تحذيراً
هي طريقة فعالة لتذكير طفلك باتخاذ خيارات أفضل. قل شيئاً مثل، "عندما تختار التوقف عن ضرب تلك اللعبة على الأرض، فستحصل على مزيد من الوقت للعب"، أو "إذا اخترت الاستمرار في الضرب، ربما أبعدك عن اللعب لبعض الوقت"، ولذلك قدم تحذيراً واحداً فقط وراقب تصرف طفلك.
استخدام المكافآت لتعزيز السلوك الجيد
إذا لم يلتفت طفلك إلى تحذيرك، فقد يكون من الضروري التفكير بتغيير أسلوب التربية، ولكن مبدئياً توقف عن إعطائه أي اهتمام. وإذا تحول سلوكه من مزعج إلى عدواني، فالوقت مناسب لسحب أحد الامتيازات منه، مثل منعه من اللعب مع أصدقائه لمدة أسبوع، فهذا يمكن أن يساعد طفلك على التعلم.
حل المشكلات من أجل المستقبل
إذا كان السلوك المزعج يمثل مشكلة مستمرة ومتكررة عن طفلك، فمن المهم حل المشكلة قبل الوقوع بها، مثلاً إذا كنتما ذاهبين لزيارة الجدة، ولا يعجبك رغبة الطفل في الصعود إلى سطح المنزل مثلاً، خوفاً عليه، يمكنك تنبيهه وأنتما في السيارة بحديث لطيف أن تصرفه مقلق للجدة، والغرض من زيارتنا لها، هو إسعادها وليس إزعاجها.
قدم له مكافأة صغيرة إذا تصرف بشكل جيد، والتزم في المرات القادمة.