أم لثلاثة أبناء، وفنانة مبتكرة، تنتمي إلى مدرسة الفن المفاهيمي، كان لها اهتمام خاص بالفنون المعاصرة وعناصرها المُستخدَمة في أكثر من منتَج فني، أعمالها تخرج للنور بإلهام وفكرة بنص فني لتطرح للمتلقي رسالة تجعله يطرح مئات الأسئلة حولها، شغلتها قضايا المرأة والطفولة، وكانت محور اهتمامها، فكانت لوحاتها سفيرة بامتياز لدعمها والدفاع عنها، حصدت العديد من الجوائز المحلية والخليجية والإقليمية، نشأت في حضن جدتها المغفور لها الشيخة لولوة بنت محمد فكان العطاء والخير مسار حياتها.
الفنانة التشكيلية الشيخة مروة آل خليفة، تستعرض في هذا الحوار مع «سيدتي» تجربتها منذ بداية مشوارها الفني واهتمامها بالفنون المعاصرة.
تصوير: لوريدانا منتيلو Loredana Mantello
كيف تقدم الفنانة الشيخة مروة نفسها؟
مروة بنت راشد آل خليفة، أم لثلاثة أولاد، عيسى 21 عاماً، يارا 20 عاماً، رشا 18 عاماً، فنانة تشكيلية أعد حالياً دراسة الماجستير في «إدارة الفنون»، وهو اختصاص يضم إدارة المتاحف، غاليري، المعارض وغيرها، وأكمل حالياً الدراسات العليا، لإيماني بأن العلم يمنحنا آفاقاً ومعانيَ جديدة للحياة.
شغف الجدة
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2090 من مجلة سيدتي
بدايات الفن الأولى، من شجعك؟
في طفولتي عشت مع جدتي المغفور لها الشيخة لولوة بنت محمد، حتى بلغت 7 سنوات، وكنت أتابع حبها وشغفها بالخياطة، كانت تخيط ثيابها كلها فأحببت الخياطة، وكنا نرافقها أنا ووالدتي دائماً إلى السوق لشراء الأقمشة في جولة تبهرني فيها الألوان، وكانت تضمني في عملها التطوعي في جمعية الطفل والأمومة التي أسستها، فنشأت وتربيت على حب العمل التطوعي وتعلمت منها حب الآخر.
كيف أثرت كورونا على اشتغالك الفني؟
الحقيقة أن الأيام الأولى كانت صعبة جداً، كنت أعبر عنها باللون، ثم جاءت دعوة مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث للفنانين للمشاركة في معرض «الحجر الكبير»، فشاركت بعمل حول ابنتي «يارا» وعودتها من أميركا وحجرها لـ14 يوماً، ثم بدأت أستعد للمعرض السنوي حيث قدمت عملاً واحداً، وبعدها شكلنا فريقاً من مجموعة من 3 فنانين و3 فنانات لإقامة معرض مشترك، فالعمل والعلاقات العائلية والإنسانية هي الطريق للعيش في ظل كورونا.
تابعي المزيد: الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود: العمل التطوعي ليس تشريفاً بل أمانة ومسؤولية
بيكاسو وماتيس
بمن تأثرت من الفنانين العرب والعالميين؟
في بداية حياتي تابعت بيكاسو وماتيس، وتأثرت بهما حيث انعكس على اشتغالي بالورق والكولاج في أعمالي، ولكني متعددة التقنيات أحب التصوير وأستخدم الطباعة والتطريز والكولاج والحديد والضوء في أعمالي، والضوء كان عنوان أحد معارضي المهمة التي أثارت الجدل، واستخدمت الخشب في مواضيعي عن المرأة ومنها عملي الشهير «رفقاً بالقوارير»، والذي حظي بشهرة واسعة في البحرين والخارج، وأعمالي دائماً لها موضوع وثيمة، ولا أرسم بدون موضوع يشدني لأني أريد من المتلقي فهم الرسالة التي تحملها نصوصي.
مشاركاتك في الخليج والعالم.
كانت لي مشاركات محلية ودولية واسعة في دول الخليج وأوروبا وأميركا، وخلال مشاركتي في معرض في أميركا ألقيت كلمة تناولت خلالها تأثير العلاقات الإنسانية بين المجتمعات، وأن المواطن الخليجي قاموسه الإنسانية في التعامل مع الآخر، وتفاجأت بعد الكلمة بجموع من المشاركين يشكرونني على ما قلته، وكان المعرض بمشاركة 31 فنانة واستمر لسنتين وطاف العالم، فالفن رسالة.
تابعي المزيد: سيدة الأعمال السعودية ندى باعشن تروي لـ «سيدتي» مشوار نجاحها في العمل والحياة
حراك فني متميز
فزتم بجوائز عدة، ما قيمة الجائزة في مشوارك الفني؟
الجائزة هي تحفيز لتقديم الأفضل وهي تسعدني كما تسعد كل الفنانين الذين يحصلون عليها، وقد فزت بالجائزة الثانية للمعرض السنوي للفنون في البحرين والجائزة الأولى عن أعمالي عن المرأة، والثالثة عن النخيل الذي ارتبط ببلدي البحرين، بالإضافة إلى جوائز خليجية.
هل حققت الفنانة التشكيلية الخليجية طموحها؟
نعم حققت الكثير من الطموح، وعندما شاركت في «بينالي فينيسيا» في إيطاليا كان معي عدد من الزميلات من السعودية منهم الفنانة المتألقة «منال الضويان»، وكانت لوحاتها متميزة وكذلك خلال مشاركتنا في «آرت دبي» مع مجموعة من الفنانات السعوديات، وهو ما يؤكد وجود حراك فني متميز على الساحة في الشقيقة السعودية، والانفتاح الحالي في السعودية سيكون له تأثير كبير في انتعاش الحركة الفنية.
أين المرأة في أعمالك؟
أهم مجموعة قدمتها خلال عام 2011 و2012 كانت عن المرأة، وأنا فنانة أكرس عملي لخدمة قضايا المرأة المختلفة من قوانين وقضايا. كالعنف والطفولة، ودائماً أبحث عن هذه المواضيع لأقدمها بصيغ مختلفة.
من أين تستمدين لوحاتك ومتى ترسمين؟
ليس لديّ وقت محدد للرسم، ولكني أحمل معي هاتفي والذي أعتبره كاميرا أرصد فيها كل حركات الحياة التي نعيشها من خلال تصويري لكل شيء يشدني، والإلهام هو الذي يدفعني للعمل، وأنا لا أعرف الرسم بطريقة «السكيتش» كما يعمل بعض الفنانين.
تابعي المزيد: جلسة تصوير من قلب القديّة مع سيدة الأعمال السعودية دانة العلمي
الموهبة والدراسة
هل يحتاج الفنان الموهوب إلى الدراسة الأكاديمية؟
الفنان الموهوب لا يحتاج إلى دراسة، ولكن قد تساعد الدراسة البعض إلى صقل الموهبة.
ماذا يمثل الفن التشكيلي لكم وإلى أي مدرسة تميلين؟
أميل إلى المدرسة التجريدية في الفن، أما الفن فهو يشكل الرسالة التي أرسلها من خلال لوحاتي.
تابعي المزيد: أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية
الدعم من العائلة والزوج
الشيخ سلمان آل خليفة، زوجي كان ومازال داعمي، ومنذ أن كنا معاً زملاء في المدرسة الابتدائية كان يقدم لي كل الدعم، وبعد أن أنهيت دراستي في جامعة «إمرسون» في أميركا وعدت للبحرين كنت أشارك في ورش فنية كثيرة في تلك المرحلة.
ما هو الجديد وهل في الأبناء من ورث الفن؟
أحب أن أنطلق في فضاءات واسعة وغير مطروقة من مدارس الفن الحديثة، ولا أحب إطاراً واحداً يقيدني، ورشا ابنتي ورثت عني موهبة الفن والذي ورثتها عن والدي رحمه الله الذي كان يرسم، وابنتي تذكرني بوالدي كثيراً، والآن أعد لعمل فني عن صيد اللؤلؤ وأستخدم خلاله الفيديو، ويتم من خلاله إظهار كيف أن الدفان أثر على اختفاء اللؤلؤ من خلال الفيديو.
تابعي المزيد: حياة سندي تفتتح مقهى التعلم بالايسسكو وتتحدث لسيدتي عن مفاتيح النجاح
علمتني مدرسة الحياة
حكمة تؤمنين بها
الرضا والقناعة بما قسمه الله.
كيف تجدين دعم الأميرة سبيكة بنت إبراهيم للمرأة؟
إن دعم الأميرة سبيكة للمرأة وفي كل المجالات له بالغ الأثر في وصول المرأة البحرينية إلى ما هي عليه، فهي الداعم لكل الإنجازات التي حققتها البحرينية، ويكفينا فخراً أنها خصصت يوماً سنوياً لتكريم المرأة البحرينية، وسموها ترعى كل المعارض الفنية للفنانات البحرينيات.
كلمة في الذاكرة
كلمة جدتي الشيخة لولوة عندما قالت «علمتني مدرسة الحياة».
كلمة أخيرة
كل الشكر لـ «سيدتي» التي عودتنا منذ الصغر على الاهتمام بالمرأة الخليجية والعربية في كل قضاياها، ولا أنسى أن مجلة «سيدتي» كانت لها الريادة في رصد أول الفعاليات التي شاركت فيها في السبعينيات.
تابعي المزيد: "خديجة زيزي " تعرض لوحاتها احتفاءا بالحياة ووفاءا لوالدتها