تهتم بالأزياء والفن التشكيلي منذ نعومة أظفارها، ما زاد من شغفها بدخول مجال التصميم والإبداع فيه والوصول إلى العالمية تتميز الأزياء التي تقدمها بلمسةٍ فنية خاصة، ما أسهم في نيلها إعجاب كل مَن ظهر بها، وحصدها جوائز عدة، أثرت بها مسيرتها العملية، منها جائزة "أفضل مصممة سعودية" ولم تكتفِ بالنطاق المحلي، فبدافعٍ من شغفها الكبير بالمجال، قدمت عروضاً عالمية، أظهرت فيها الهوية السعودية في الأزياء. مشاعل الدريعي، التقتها "سيدتي"، فتحدثت عن مسيرتها في عالم التصميم، وأبرز ما يميز قطعها، كما كشفت عن تفاصيل مجموعتها الجديدة لشهر رمضان المبارك، وقدمت نصائح للنساء لاختيار أجمل الأزياء.
بدايةً، عرِّفينا على نفسكِ، من مشاعل الدريعي؟
مصممة أزياءٍ، تؤمن برسالةٍ معينة، وتسعى إلى تأديتها، وتهدف إلى وضع بصمة إيجابية، وخدمة المجال الذي تعمل فيه، وتنطلق من حبها للفن منذ الصغر في تدريب الأجيال الجديدة في مجال تصميم الأزياء، والوعي بالحياة.
كيف بدأت مسيرتكِ في مجال التصميم؟
في مجال الفن هناك تحديات كبيرة، تتماشى مع طموحاتي الجامحة، وقد بدأت مشواري في هذا العالم رسامةً تشكيلية، مع التركيز على الأعمال اليدوية حينما كنت في عمر تسع سنوات، حيث أتقنت الكروشيه، ووجدت تشجيعاً كبيراً من عائلتي، وبعد أن كبرت، ركزت على رسم اللوحات الزيتية، وشاركت في مسابقات عدة، وحصلت على المركز الأول في بعضها، لكنني عقب تخرجي في الجامعة، تخصص بيولوجي، اخترت لنفسي طريقاً مغايراً بدخول مجال الموضة باقتراحٍ من صديقةٍ لي، خاصةً أنه قريب من الفن التشكيلي، وحقاً صمَّمت أول فستانٍ في حياتي على الرغم من عدم امتلاكي الخبرة الكافية، وكان لصديقتي التي آمنت بموهبتي، ونال إعجابها، وجاء بمنزلة الانطلاقة الفعلية لمشروعي، الذي بدأته عن طريق المشاركة في المعارض والبازارات، والحمد لله، وجدت نجاحاً باهراً، لا سيما مع انتظار كثيرين إبداعات المصممات السعوديات، واستطعت توزيع تصاميمي على عشر نقاط بيع في الخليج، وتقديم عروض أزياء عالمية، كان آخرها في باريس عام 2018.
تابعي المزيد: المصممة هبة فرّاش: الطابع الغجري يطغى على مجموعتي الأخيرة
ما التحديات التي واجهتكِ خلال عملكِ في مجال التصميم؟
أبرز العوائق التي واجهتني نظرة المجتمع السلبية للفتاة السعودية العاملة في مجال الأزياء، ففي ذلك الوقت كانت هناك مجالات محددة لعمل المرأة، لذا وجدت رفضاً من أهلي للعمل مصممةً، لكنَّ الوضع تغيَّر حالياً، وفُتِحَت أمام المرأة السعودية مجالاتٌ كثيرة، كما عانيت من استقدام عمالةٍ ماهرة، فهم أساس نجاح أي مشروع.
كيف تصفين هوية تصاميمكِ، وما سر تميزكِ؟
تصاميمي تتناغم روحياً مع مشاعري، فكل قطعةٍ لها حكاية تعبِّر عني، أما سر تميزي فيكمن في الإتقان، والتركيز على جودة المنتج، واختيار قصَّاتٍ غريبة ولافتة
من أين تستمدين أفكار تصاميمكِ؟
أستمدها من مصادر متعددة، منها الخيل والتراث، أما الفستان الذي شاركت به في المسابقة، فاستلهمت فكرته من متحف اللوفر بباريس.
كيف تختارين الألوان والأدوات في تصاميمكِ؟
الألوان أختارها حسب الموسم الذي أصمِّم له، واستناداً إلى موضة السنة، مع إضافة لمستي الخاصة عبر دمج الألوان، وتركيب "الكلف"، والكريستال، أو تطريز القطعة، ودائماً ما أفضِّل الدانتيل والحرير الطبيعي في تصاميمي.
ماذا تعني الموضة بالنسبة لكِ؟
الموضة عندي هي بدمج ترند الموسم وكل جديدٍ فيه بما يناسب ثقافتنا العربية، ويتناغم مع تقاليدنا وعاداتنا، وبالنسبة للقصَّات، والألوان، فأختارها حسبما يناسب كل امرأة.
تابعي المزيد: المصممة أصال الغفيلي: البازارات الموسمية سر انطلاقتي في المجال
حدِّثينا عن تفاصيل مجموعتكِ الجديدة لشهر رمضان الجاري؟
استوحيتها من الطراز المغربي "القفطان"، مع دمج التطريز النجدي، وركزت على القطع الجلدية بوصفها فكرةً مبتكرة، تكسر جمود الجلابيات التقليدية، كما صمَّمت مجموعة أحزمةٍ بأشكالٍ مختلفة، كأنها "كاردجين"، أو قطع "سديري"، إلى جانب تخصيص حقيبةٍ تناسب كل تصميم، وإضافة شعار السعودية إليها لافتخاري بوطني الغالي.
ما نصيحتكِ لكل امرأة تبحث عن أناقةٍ مميزة في رمضان؟
أنصحها بمعرفة ما يناسبها ويبرز جمالها، وبمزج اختياراتها مع هويتها الخاصة، فلا تكون نسخة مقلَّدة، إضافة إلى الثقة بنفسها وباختياراتها، لأنها تعكس جمالها وأناقتها، والرضا عن إطلالتها، وأقترح عليها التخطيط والتجهيز للإطلالة قبل وقت كافٍ من موعد المناسبة، واختيار أقمشةٍ باردة وناعمة ومريحة للزمان والمكان اللذين سترتدي فيهما الزي الرمضاني، وانتقاء الإكسسوارات الرمضانية المناسب للقطعة.
من وجهة نظركِ، بماذا تختلف أزياء رمضان عن الأشهر الأخرى؟
تتميز الأزياء الرمضانية بالتواضع والتحفُّظ، إذ يغلب على الشهر الفضيل طابع الروحانية، فهو شهر مقدَّس، لذا يجب احترام حرمته، وهذا ما يجعلنا نلاحظ أن الأغلبية فيه تميل إلى ارتداء ألبسةٍ واسعة وتستر كل الجسم، خاصةً الألبسة التراثية.
تابعي المزيد: المصممة حنان الراضي : يجب مراعاة ما يناسب طبيعة أجسامنا ومجتمعنا
ما المعايير التي يجب أن تركز عليها المرأة قبل اختيار أزيائها؟
معايير عدة، في مقدمتها المناسبة التي ستختار لها هذا الزي، ومتابعة آخر صيحات الموضة وكل جديدٍ فيها، واختيار الألوان التي تلائم لون بشرتها، لذا عليها أن تعرف نوعيتها، هل هي من النوع البارد، أم الدافئ، أم المحايد، إضافة إلى شكل جسمها وما يناسبه من لباسٍ، مثلاً المرأة التي تعاني من زيادةٍ في الوزن، يجب عليها اعتماد الأقمشة الناعمة تجنباً لشكل الوزن الزائد، كالحرير الطبيعي، و"اللينن"، على أن تكون الزخارف في المناطق النحيفة، ومن المهم أن تراعي التناغم بين ألوان الملابس مع المجوهرات، أو الإكسسوارات المضافة لها، إلى جانب الألوان المستخدمة في المكياج، مثل لون أحمر الشفاه، وطريقة رسم العين، مع مراعاة أن تناسب الألوان المختارة فصول السنة، ففي الصيف ينصح بارتداء ألوان فاتحة كالأزرق الفاتح، والفيروزي، وألوان الباستيل المحايدة التي تعطي المرأة منظراً ناعماً، ولمسةً منعشة، أما في الشتاء فعليها اختيار الألوان الحادة كالزيتي والكحلي والعنابي.
في رأيكِ، ما الذي ينقص مجال التصميم في السعودية؟
نحتاج إلى الإبداع والابتكار والدعم المستمر للنهوض بصناعة الأزياء، إلى جانب تأهيل كوادرنا احترافياً، خاصةً في مجال الخياطة الراقية، وبناء بنيةٍ تحتية قوية لهذه الصناعة عبر إنشاء مصانع متخصصة، تمكِّننا من تصدير منتجاتنا الوطنية للخارج، وهنا أثني على دور هيئة الأزياء في نشر الزي السعودي ودعم المصممين والمصممات.
ماذا عن المرأة السعودية، ما الأمور التي تحتاج إليها لتحقيق حلمها؟
في عهد مولاي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي مكَّن المرأة السعودية في كافة المجالات، حصلنا على كل ما نحتاج إليه للإبداع وتحقيق النجاحات في أي مجالٍ ندخله، علمياً وعملياً، ومن جهتي، أتمثَّل دائماً بمقولة سيدي ولي العهد بأن طموحنا عنان السماء. وهذا المجال متجدد دائماً، والحمد لله، نجد دعماً لامحدوداً من الدولة، أيَّدها الله، خاصةً بعد إطلاق "رؤية 2030"، ما يحمِّلنا نحن أبناء وبنات الوطن مسؤولية كبيرة في بذل الجهد للوصول بوطننا إلى أعلى المراتب.
ما مشروعاتكِ وخططك المستقبلية؟
لدي مشروعات كثيرة، منها إنشاء مركزٍ خاص، يضم المصممات السعوديات، ننطلق منه نحو العالمية، كما استفدت من جائحة كورونا في تفعيل الجانب التقني في عملي بإطلاق البراند الخاص بي "ivori Fashion" عبر تطبيق إلكتروني، وسأسعى في مقبل الأيام إلى تطويره أكثر، إلى جانب تقديم دورات "أون لاين" في تصميم الأزياء وإدارة المشروعات، وقد بدأت أخيراً في تأليف كتابٍ حول الأزياء ودراسة سلوك المستهلك في وسائل التواصل الاجتماعي وطرق التسويق المبتكرة في هذا المجال.
تابعي المزيد: مصممات أزياء: برنامج حاضنة الأزياء رؤية تأسيسية لقطاع حيوي