إن الوصايا التى تربطنا بالله عز وجل بعد شهر رمضان تأتى من فهمنا للمستهدف من شهر الصوم، يقول تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "سورة البقرة ، سيدتى التقت الشيخ أحمد إبراهيم أحمد، أمين لجنة الفتوي بالاسكندرية، ومن علماء الازهر ليحدثنا عن كيف نواصل العبادة بعد رمضان حتى لا ينقطع ثواب رمضان.
يقول الشيخ: إن المواصلة على العمل الصالح بعد رمضان ضرورة هامة فمن علامات قبول العمل ديمومته واستمراريته، فشهر كامل من العبادات والطاعات جعل من هذه العبادات والطاعات عادة يمكننا أن نزكيها وأن نستمر عليها ، فكيف يكون ذلك...؟
المواظبة على قراءة القرآن وتدبر الآيات
فى رمضان ختمنا القرآن الكريم، فلماذا لا نحرص على هذه العادة ونسعى لنختمه مرة كل شهر أو حتى مرة كل ثلاثة شهورحتى نزداد علما يرفع شأننا عند الله .
المواظبة على التوبة
" فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ " فالمواظبة على التوبة تكفر ذنوبنا وتبعدنا عن المعاصى، وطوال الشهر الكريم ونحن نتوب لله فلنحرص على جعل التوبة عادة بحياتنا.
المواظبة على الجود والكرم
فشهر رمضان هو شهر الجود والكرم والصدقة والعطاء فلماذا لا نوظب على تلك العادة حتى ولو بأقل القليل ، يقول صلى الله عليه وسلم " اتَّقوا النَّار ولو بشِقِّ تمرةٍ " ويقول "وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ".
المواظبة على عبادة الصوم
فلا يجب ان تمر الأيام هكذا بدون الصوم فالصوم فضله عظيم ، وفى الحديث القدسي "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " فلنحرص على صوم الست من شوال وتسع ذى الحجة والاثنين والخميس من كل أسبوع.
المواظبة على التحكم بالنفس
فلا نثورولا نغضب ولا نتخاصم : فهذا كله متاع زائل وأمرنا رمضان بالصبر والتحكم فى الانفعالات، فلا نغضب ولا نثور، والذي يصوم رمضان وهو منضبط انضباطاً تاماً شهراً كاملاً لا بد أن يخرج منه وقد اعتاد خلق الانضباط.
استحضار تقوى الله فى القلب
فمن يتق الله حق تقاته ، يواصل على الطاعة والعبادة ، " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" ، ومن هنا فالتقوى هى المفتاح، التقوى هى خشية الله فى السر والعلم، ومن نخشاه فى السر ندرك انه معنا دائما.
استحضار الشعور الدائم بمعية الله
هذا الشعور يربطنا بالله ارتباطا وثيقا قلبا وقالبا، خلقا وسلوكا، فالمعية هى التي يدافع الله بها عن المؤمنين، وكنا بمعية الله برمضان فلماذا لا نستحضرها بعده..
المحافظة على سلامة القلب والصدر
بعدم الاستجابة لوساوس النفس، فالشيطان ينزغنا وننساق له لأننا ضعفنا، " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" فلنستعذ بالله من الشيطان الرجيم طوال الوقت ولا نترك لأهوائنا مصارعتنا والتحكم فى أفكارنا، ولنكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم طوال الوقت.
المداومة على شكر الله
فالتقوى ترتقى بنا لمقام الشكر، فلنحرص على شكر الله وشكر الآخرين، فهذا يقوى صلتنا بالله عز وجل يقول تعالى " وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ"، فبالشكر نتميز على كثير من العباد، وبالشكر نكون فى معية الله وبالشكرتزيد تقوانا لله.
المواظبة على صلاح العمل وصلاح القول
ومن ثم الإصلاح بين المتخاصمين، فرمضان كان فرصة عظيمة لتصفية الخلافات، وصلة الأرحام، ونبذ المشاحنات، وكان فرصةً رائعةً للتقرب إلى الله من خلال الإصلاح بين الناس، فلماذا لا نحرص على ذلك فلنحاول أن نكون دائما سببا للخير بين الناس، فنحرص على الصلح بين المتخاصمين وتقريب وجهات النظر يقول تعالى " وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
نصيحة لسيدتى
وينصح الشيخ بالنهاية باختيار الاعمال التي يستطيع الفرد التقرب بها الى الله والمداومة عليها، " أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ"، هكذا علم النبي اصحابه فيما روته سيدتنا عائشة رضي الله عنها.
تابعي المزيد: رسائل تهنئة بعيد الفطر 2021