يمكن للفرد أن يتوقّع تغيير مهنته مرّة واحدة على الأقلّ في حياته؛ أحد الأسباب هو أن الناس في بعض الأحيان لا يتخذون قرارات مستنيرة عند اختيار المهنة في بداية حياتهم العمليّة. على سبيل المثال، يتجاهل البعض أهمّية إجراء تقييم ذاتي يساعد في التعرّف على اهتماماته، والقيم المتعلّقة بالعمل، والاستعدادات من أجل معرفة المهن المناسبة بناءً على تلك السمات. كما أن البعض لا يفعل الكثير لاستكشاف الوظائف التي يفكر فيها.
من المؤكد أن اتخاذ قرار مستنير بشأن حياتك المهنية سيزيد من احتمالية أن تكون راضياً عن ذاتك، ولكن حتى إذا قمت بكلّ الخطوات المتعلقة باختيار العمل بالشكل الصحيح، فلا ضمانات بأن المهنة التي اخترتها عندما بدأت حياتك المهنيّة هي المهنة التي ترغب في البقاء فيها كل سنوات حياتك. يمكن أن تؤثر التغييرات في حياتك أو في الاقتصاد على ما تريده.
أسباب تدفعك إلى تغيير مجال عملك
- عندما اخترت مسيرتك المهنية للمرة الأولى كنت في أوائل العشرينيات من العمر، وربما كانت حياتك مختلفة عمّا هي عليه اليوم. على سبيل المثال، ربما كنت عازباً في ذلك الوقت، لكنك تعيل عائلة راهناً. ما بدا وكأنه مهنة مثيرة تتطلب الكثير من السفر وساعات طويلة من العمل، لم يعد قابلاً للتطبيق.. إنه يجعلك تتوق لمزيد من الوقت المنقضي في المنزل، وهذا ما يجب أن تبحث عنه عندما تستكشف وظائف جديدة.
تابعوا المزيد: كيف تكونين قوية وطموحة في عملك؟
- عندما تختار مهنة ما، فإن أحد العوامل التي يجب أن تضعها في اعتبارك هو النظرة المستقبلية للوظيفة. يتنبأ مكتب الولايات المتحدة لإحصائيات العمل بما إذا كان التوظيف في مهنة ما سينمو أو ينقص أو يظل كما هو على مدى عقد من الزمان، بناءً على العوامل الاقتصادية الحالية والمتوقعة... في حين أن المستقبل قد بدا واعداً بالنسبة لمجالك عندما دخلت فيه، فإن التغييرات في التكنولوجيا أو الاقتصاد أو الصناعة يمكن أن تؤثر فيه. ربما لم تعد فرص العمل وفيرة، وعندما تبحث في التنبؤات المستقبلية، تعلم أن الظروف ستستمر في التدهور. يجب أن تبحث عن مهنة ذات مستقبل أفضل.
- حتى المهنة التي أحببتها ذات مرة قد تشعرك بالإرهاق بعد سنوات من الكدّ.
- عملك مرهق للغاية، فإذا وجدت نفسك تتعامل مع ضغوط يصعب عليك التعامل معها، فقد يكون الوقت قد حان للمضي قدماً من أجل الحفاظ على صحتك العقلية والجسدية.
- عامل آخر يجب التفكير فيه عند اختيار مهنة ما هو فرص التقدم وتسلق سلّم "الشركة". وفي هذا الإطار، يشعر بعض الناس بالملل إذا عملوا في مجالهم لفترة من الوقت ولم يتمكنوا من التقدم أو إذا ارتقوا إلى أقصى حد ممكن. إذا لم تعد حياتك المهنية تمثّل تحدّيًا لك، فإن السعي وراء مهنة مختلفة يمكن أن يساعد في تنشيط دوافعك.
- في حين أن الدخل المرتفع لن يؤدي بالضرورة إلى الرضا الوظيفي، إلا أنك ستحتاج إلى أن تكون قادرًا على كسب العيش الكريم. في بعض الأحيان تتغيّر احتياجاتك ورغباتك، وفي أحيان أخرى تتغير الأرباح النموذجية لمهنة ما. إذا كنت لا تستطيع جني المال كما تريد في حياتك المهنية الحالية، فابحث عن وظيفة ذات دخل أعلى. لكن، تذكر ألا تدع رغبتك في تحقيق أرباح أعلى تفوق كل العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الرضا الوظيفي.
تابعوا المزيد: طرق التكيف في العمل