الحمل وتغيراته عملية فسيولوجية طبيعية تحدث عند النساء استجابة لنمو الجنين. فهي ناتجة عن التغيرات الهرمونية، زيادة حجم الدم، وزيادة الوزن، وحجم الجنين. كل هذه العوامل لها تأثير فسيولوجي على جميع أنظمة المرأة الحامل؛ منها الجهاز العضلي والغدد الصماء والجهاز التناسلي والقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والتغيرات الكلوية.
الدكتور مصطفى الدم، اختصاصي النسائية والتوليد والمساعدة على الإنجاب وعمليات المناظير والتجميل النسائية، من مستشفى الزهراء، يحدثنا عن أدق هذه التغيرات.
تغييرات نظام الغدد الصماء
تتغير مستويات تسمى هرمونات الستيرويد والبروجسترون الذي يوسع الأوعية، ويزيد من تدفق الدم إلى الرحم استعداداً لانقباض الرحم.
فيما الإستروجين الذي تزداد مستوياته تدريجياً مع تقدم الحمل حيث تبدأ المشيمة في إنتاج البروجسترون لتصل إلى أقصى حد له عند 40 أسبوعاً وهو يمنع تقلصات الرحم المبكرة، ويقلل توتر العضلات التي تسبب الإمساك بسبب احتباس الماء في القولون.
على عكس الريلاكسين الذي يصل إلى أعلى مستوى في الأشهر الثلاثة الأولى ثم ينخفض في نهاية الحمل. ويؤثر على توسيع الأوعية الدموية، وعلى الدورة الدموية ووظائف الكلى واسترخاء عضلات قاع الحوض.
خلال فترة الحمل، يخضع الجهاز التناسلي لتغييرات تشريحية وفسيولوجية لاستيعاب التغيرات وتطور الجنين. ونتيجة هذه التغيرات يحصل ما يلي في جسم الحامل:
تغيرات في الرحم
يترك الرحم الحوض ويصعد إلى تجويف البطن، ويمدد البطن استجابة لزيادة حجم الرحم الذي يزيد بخمس مرات على الحجم الطبيعي، وهذا مرتبط بزيادة تدفق الدم إلى الرحم ونشاط عضلاته.
حيث يزداد حجم الرحم حتى 38 أسبوعاً بعد ذلك يبدأ في النزول استعداداً للولادة.
كما يزداد وزنه من 50 مجم إلى 1000 بعد ذلك يمتد فقط لاستيعاب حجم الجنين.
تغيرات عنق الرحم
تفرز الغدد المخاطية المتضخمة في عنق الرحم أثناء الحمل سدادة مخاطية، وهي تحمي الرحم من أي عدوى.
وخلال فترة الحمل، يزداد تدفق الدم إلى الرحم، ويتغير لونه من الوردي إلى الأرجواني، ويصبح أكثر مرونة في الثلث الثاني من الحمل.
تغييرات في الجسد
يتغير توازن العمود الفقري والحوض مع تقدم الحمل، وذلك حسب كل حامل، مع زيادة الوزن وزيادة حجم الدم والبطن، وقد تحتاج النساء إلى الانحناء للخلف للحصول على التوازن ما يؤدي إلى عدم تنظيم منحنيات العمود الفقري؛ بسبب تسطيح منحنى العمود الفقري الصدري القطني.
وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن في الثدي وإزاحة خلفية الكتفين والعمود الفقري الصدري، وزيادة إمالة الحوض الأمامي، وزيادة تقعس عنق الرحم. وقد تظل هذه التغييرات موجودة لمدة 8 أسابيع بعد الولادة.
التغييرات المفصلية
تميل أنسجة الأربطة إلى التراخي في الرباط ويصل إلى أقصى حد له في الثلث الثاني من الحمل. للسماح بولادة الطفل، وقد يستمر التراخي الرباطي لمدة ستة أشهر بعد الولادة.
حيث يزيد حجم مفاصل الورك، تبلغ 2.8 ضعف القيمة الطبيعية عند الوقوف والعمل. ومع ارتفاع الرحم في البطن، يتم دفع القفص الصدري بشكل جانبي وقد يزيد قطر الصدر بمقدار 10-15 سم.
التغييرات العصبية العضلية
أثناء الحمل، يؤدي تضخم الرحم إلى استطالة عضلات البطن، وهذا ربما يؤثر على تجنيد الخلايا العصبية الحركية.
وقد تؤدي هذه التغييرات إلى سوء حركة العضلات المسؤولة عن ثبات حزام الحوض وانخفاض توترها أثناء المشي، ما قد يؤدي إلى ألم حزام الحوض (PGP).
تغييرات القلب والأوعية الدموية
يزداد تدفق الدم طوال فترة الحمل المبكرة، ويبلغ ذروته في الثلث الثالث من الحمل، وعادة ما يصل إلى 30-50٪ فوق خط الأساس.
حيث يزيد معدل ضرباته، إلى 100 نبضة / دقيقة. كل هذه التكيفات القلبية الوعائية يمكن أن تؤدي إلى شكاوى شائعة، مثل خفقان القلب، وانخفاض تحمل التمرين، والدوخة.
تغييرات الجهاز التنفسي
تعتبر التغييرات التنفسية أثناء الحمل مهمة لاستيعاب وتلبية متطلبات الأم والجنين، حيث يتغير حجم الرئة، ومجرى الهواء العلوي، ونمط التنفس.
وتحصل وذمة متزايدة في مجرى الهواء العلوي، والتي في هذه الحالة، سنجد زيادة في استهلاك الأكسجين بنسبة 30٪ ويصبحن أكثر عرضة لنقص الأكسجة وفرط التنفس وضيق التنفس الشائع في الحمل.
التغيرات الكلوية
قد تعاني المرأة الحامل من زيادة حجم الكلى والحالب بسبب زيادة حجم الدم والأوعية الدموية. وقد يعرضها هذا للإصابة بتسمم الكلية الفسيولوجي والتهاب الكلية المائي، وهو أمر طبيعي.
حيث تصبح هناك زيادة في إفراز الجلوكوز في البول. وزيادة في احتباس الصوديوم من الأنبوب الكلوي، وفي الثلث الثالث من الحمل عندما يبدأ الجنين في الدخول في الحوض، تزداد الرغبة في التبول وسلس البول.