بقاء الأطفال في المنزل في حر الصيف أو فترات الشتاء والبرد أمر لا يتفق وميول ومهارات أي طفل، وهو سلوك يعارضه خبراء الصحة وأساتذة التربية أيضاً، فهم يشددون على ضرورة لعب الأطفال خارج المنزل في الهواء الطلق؛ لما له من أهمية نفسية وصحية وفائدة اجتماعية كبيرة على الطفل، وهذا النفع يمتد للمستقبل، معنا الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة طب النفس وخبيرة التنمية البشرية للتوضيح
التنزه واللعب خارج المنزل ..أمس واليوم
- إن كانت حجة الآباء في الأعوام الماضية ومع الأجيال التي لم تعايش التكنولوجيا.. وكذلك نتيجة للخوف الشديد الذي كان يسكن صدورهم من لعب الطفل خارج أسوار المنزل.. فالأمر الآن مختلف!
- اليوم نجاح الطفل وتطور مهاراته الحركية والاجتماعية والنفسية يرتبط بالابتعاد عن أجهزة اللعب الإلكترونية بالمنزل أو بغرفة الطفل الخاصة.. ومحاولة إيقاف كم الأضرار على النظر والجسم وممارسة الطفل لأنشطة أخرى
- على الآباء أن يركزوا على نوعية النشاطات التي يقوم بها الأطفال، واستبعاد ذلك الخوف- القديم- من اللعب خارج البيت بحجة عدم وجود أماكن آمنة للأطفال
أهمية اللعب خارج المنزل
1-من المعلومات الشائعة أن أشعة الشمس تضر الصحة، وتزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الجلد، والحقيقة الفعلية.. أن جسم الطفل بحاجة إلى أشعة الشمس للحصول على فيتامين (د) وهو فيتامين له أهمية في وظائف الجسم، من نمو العظام وحتى جهاز المناعة، حيث يلعب التعرض لأشعة الشمس دوراً في النمو الصحي للطفل
2-يجب أن يلعب الأطفال لمدة ساعة يومياً، كالقيام ببعض التمارين الرياضية داخل المنزل، لكن خروجه إلى الهواء الطلق، مثل قيامه بلعب كرة قدم أو دراجة؛ يشجع الطفل على اللعب النشط
3-الطفل بحاجة إلى تعلم اللعب وسط فريق، كما أنه بحاجة إلى تعلم كيفية تكوين صداقات والتواصل مع الآخرين، ولعب الطفل خارج المنزل يساعده في التعرف على الأطفال وتكوين صداقات جديد.
4-اللعب خارج المنزل يتيح للطفل القيام بألعاب جماعية، ويشجع على الاهتمام بالرياضة، ويعطي الأطفال مساحة كبيرة في التعبير عن أنفسهم وتطوير مهارات العمل الجماعي لديه
5-اللعب الخارجي يقوي مناعة الطفل؛ حيث توجد علاقة بين مناعة الطفل وفيتامين (د)، الذي يحصل عليه الطفل بسبب التعرض لأشعة الشمس
يطوّر قدرات الطفل الحركية والعقلية
- التنزه بالنسبة للأطفال الصغار أمرٌ ضروريٌ أيضاً؛ إذ إن السير على الأقدام مع الطفل لمدة نصف ساعة.. أكثر فائدة للطفل من نزهة في السيارة لمدة ساعتين أو وهو جالس في عربته داخل المنزل
- الطفل عند الرابعة أو الخامسة من العمر يستطيع السير دون الشعور بالتعب ويمكن اصطحابه إلى الأسواق، وعند ذهاب الطفل إلى الحضانة أو الروضة يجب ألا يقل الوقت عن ساعتين يومياً
- اللعب خارج المنزل يعمل على تطوير قدرات الطفل الحركية والعقلية التي تساعده في اتخاذ القرارات، وحل المشكلات والصعاب التي قد يواجههَا
- الخروج واللعب خارج المنزل يقلل من احتمالات إصابة الطفل بقصر النظر، كما يساعده أيضا على تطوير تفكيره المنطقي؛ بإيجاد زملاء اللعب وتجهيز الكرة وتقسيم المهام وهكذا، كل ذلك في مناخ صحي خالٍ من الضغوط أو التوتر
اللعب خارج المنزل يحفز خيال الطفل
- يوفر اللعب بعامة فرصة تتيح للطفل القيام بأدوار البالغين ويحل المشكلات ويستكشف مشاعره، خاصة إذا كان لا يعرف بعد كيفية التعبير عن مشاعره بالكلمات
- ودور اللعب كبير في تنمية خيال الطفل ونمو شخصيته، حيث يساعد اللعب بالخارج الطفلَ في بناء شخصية أكثر شجاعة، وتفاعلاً مع العالم الخارجي، واكتساب مهارات اجتماعية جديدة
- كما أثبتت الدراسات أهمية اللعب والرياضة؛ لتحفيز المخ؛ لإفراز مواد كيمائية تعطي شعوراَ بالسعادة، والصحة والنشاط؛ إضافة إلى استهلاك الطفل للطاقة الكبيرة بداخله
- رغم أهمية اللعب في الخارج للطفل إلا أنه ينبغي تحديد الوقت والمكان المناسبين للعب، ومعرفة أصدقاء الطفل وسلوكهم الأخلاقي، مع تحذير الطفل من مخالطة أصدقاء السوء، وتجربة سلوكيات خاطئة وضارة
- الطفل الذي يعاني من ضعف الشهية وعدم انتظام نومه، ويندرج عمره تحت عام ونصف العام هو الطفل الذي لا يخرج من بيته للتنزه، وهو الطفل الذي لا يبذل أي جهد على مدار اليوم
- تذكرنا الأبحاث أن الطفل ذا النمط الحركي وأطفال التوحد وتشتت الانتباه زادوا بشكل عام؛ بسبب الحرمان من الخروج والجلوس طويلاً أمام التليفزيون والتعرض المستمر للشاشات
- طبياً وعلمياً.. علاج طفلك الحركي هو الخروج يومياً للتنزه والجري في مساحات واسعة، وليس الاستقرار بالمنزل واستخدام عقاقير وأدوية نفسية مدمرة لطفولتهم
ضوء النهار والحركة النشطة
- الخروج تحت إشراف الأهل، باختيار المكان المناسب للعب، مثل النوادي التي تتيح كثيراً من الألعاب الجماعية، والتي تعد مكاناً آمناً لاجتماع الأطفال.
- ضوء النهار والحركة يساعدان الجسم على النشاط، حتى أكثر أيام الشتاء برداً لا تخلو من قدر من ضوء الشمس، ما يحفز الجهاز العصبي في الجسم على إنتاج المزيد من فيتامين "د"
- ضوء النهار والحركة يساعدان الجسم على إنتاج المزيد من هرمون السعادة، وبالتالي فإن المشي في الهواء الطلق يحسن الحالة المزاجية
- الجهد الذي يبذله الطفل في المشي في الهواء الطلق يومياً بانتظام يجعله أكثر سعادة كما يسهل نومه
- المشي في الطقس البارد والصعب يجعل الطفل يتعلم مهارات جديدة، حيث يتعرف على الحذاء المناسب لكل فصل كما يتعلم اختيار المعطف المناسب لكل طقس
- من يجلس طوال الوقت في غرفة دافئة، يتنفس بطريقة سطحية، أما الحركة فهي الحافز على التنفس العميق الذي يملأ الجسم بجرعة كبيرة من الأوكسجين