هي أم لطفلين، جاءت من دولة آسيوية للعمل في دبي؛ لتوفير حياة كريمة لأبنائها وتعليم جيد، حالها حال الكثيرات، لكن رجلاً يبدو أنه يراقبها في الطرق؛ لحق بها ليكلمها في المصعد، ومن هنا كانت بداية قصتها، التي تابعتها «سيدتي» في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.
وصلت جيني، التي تبلغ من العمر 28 عاماً، إلى دبي خلال شهر مايو 2013، وأقامت في منزل صديقتها، وفي غضون أيام قليلة؛ وجدت صالوناً تعمل به قرب منزل صديقتها في المدينة العالمية، وتقدمت بطلب للحصول على وظيفة.
وافقت إدارة الصالون، وأخذت جوازات سفرها لبدء المعاملات للحصول على تأشيرة العمل، على أن تتدرب المرأة خلال تلك الفترة في الصالون.
بعد شهرين، وفي أحد الأيام المظلمة بالنسبة لحياتها؛ خرجت مع صديقتها ومشيتا إلى سوبر ماركت قريب لشراء بعض البقالة، وفي طريق عودتهما، دخل رجل خليجي في المصعد وراءهما، وأخرج بطاقة هوية وادعى أنه من شرطة دبي، وسألهما عن مكان سكنهما ووثائقهما الشخصية.
وعلى الفور؛ أخرجت صديقتها بطاقة عملها، وأرته أنها تعمل مضيفة طيران، وفي الوقت نفسه أخبرته ميري أنها تتدرب في صالون، وأنها تحتفظ بنسخة من جواز سفرها في شقتهما.
طلب منهما الرجل الخليجي، البالغ من العمر 29 عاماً، والذي ادعى أنه شرطي، الصعود إلى الشقة؛ من أجل التحقق من صورة جواز السفر، ووقف خارج الشقة بينما دخلت المرأتان مكان إقامتهما، وأحضرت المتدربة في الصالون صورة من جواز السفر.
بالسيارة
هناك وفي غمرة هذا التحقيق المزيف، ادعى الرجل أنه يريد التحقق من مكان عملها، فطلب مرافقتها إلى الصالون، وبينما هي تجهل نواياه الإجرامية؛ وافقت جيني على مرافقة الرجل الذي اعتقدت أنه شرطي، وعندما خرجا من المبنى، أخبرها أنهما سيذهبان بالسيارة؛ فردت جيني قائلة: إن ذلك ليس من الضروري؛ فالصالون لا يبعد سوى 5 دقائق فقط سيراً على الأقدام، ولكنه أصر أن ترافقه بالسيارة.
كشف ضابط من الشرطة لـ«سيدتي»، أن الرجل وصل إلى موقع الصالون، لكنه استمر بالقيادة على الرغم من إشارة المرأة إلى الصالون، قاد سيارته في الحي لبضع دقائق، ثم أخبر جيني أنها تقيم في دبي بناء على تأشيرة الزيارة، وتعمل في صالون في حين استأجرت شقة صديقتها، وهي في منطقة أخرى، وهو أمر ضد القانون، وطلب منها ممارسة العلاقة الحميمة؛ حتى لا يبلغ عنها للسلطات.
على الرغم من أن جيني أوضحت للرجل أنها لم تفعل ما يخالف القانون، لكنه أصر على أن تقوم بتدليكه. بكت وطلبت منه إرجاعها إلى المنزل، ولكنه أخبرها أنها إذا رغبت بتجنب المتاعب؛ فيجب عليها مساعدته وإسعاده، ثم وضع ذراعه على كتفها ونزع بلوزتها.
قام بعد ذلك بلمس جسدها، وطلب منها أن تؤدي له خدمات حميمية غريبة، بكت المرأة ورفضت، لكنه أمسك رأسها وأجبرها على إرضائه بعد أن ركن سيارته في موقف سيارات لمبنى، ثم قاد مرة أخرى إلى المبنى حيث تقيم، وكان هناك سيارة أمام المدخل.
ادعت جيني أن الإماراتي أخبرها أن السيارة لقائده، وأنه لن يبلغ عنها الشرطة لأنها أرضته، هرعت إلى شقتها ودخلت وهي تبكي بكاءً مريراً، عندما سألتها صديقتها عما حدث؛ أخبرتها جيني أنها تعرضت للتحرش وسوء المعاملة، وهرعت الاثنتان إلى أقرب مركز للشرطة، وقدمتا شكوى بالتحرش الجنسي ضد الرجل.
تدليك
ورد في المحاضر، إلقاء القبض على المشتبه به بعد وقت قصير من الحادث، واتهمته النيابة العامة في دبي بالتحرش الجنسي، واستغلال المرأة، وانتحال صفة شرطي، وتمت إحالته إلى المحكمة الجنائية، مع طلب تنفيذ أقسى عقوبة ضده.
وجاء في سجلات المحكمة، أن المشتبه به ادعى أنه شرطي قبل أن يقنع جيني بدخول سيارته للذهاب إلى مكان الصالون؛ حتى يتمكن من رؤية أوراقها الأصلية.
واتهمته النيابة العامة بالخداع، لما قام بإخبارها بأنها مقيمة غير شرعية، والضغط عليها للقيام بعمل فاسق في سيارته ضد رغبتها.
وكانت «سيدتي نت» موجودة في قاعة المحكمة عندما دخل المتهم، وأقر بأنه غير مذنب، حيث قال للقاضي في قاعة المحكمة ثلاثاً: « لم أتحرش بها، ولم أدّعِ أنني شرطي».
لا تسئ لي!
تقول سجلات المحكمة: الشرطي المزعوم أعاد المرأة إلى منزلها، واتصلت هي آنذاك بصديقتها، وأخبرتها بما حدث قبل أن تتوجها إلى الشرطة للإبلاغ عن حادثة التحرش.
كما جاء في المحاضر، أن الضحية رجته ألا يسيء لها أو يضرها؛ لأنها وحدها في دبي، تسعى لكسب لقمة العيش؛ لتعيل طفليها.
وشهدت صديقة الضحية بأن المتهم طلب منها البقاء في الشقة، عندما اقترحت الذهاب معهما إلى موقع الصالون.
تستمر المحاكمة، ومن المتوقع أن تدلي جيني بأقوالها أمام المحكمة قريباً.
المزيد: