ورثت جيمي معلوف Gemy Maalouf ولع والدها بالمنسوجات. ومنذ كانت طفلة صغيرة مفعمة بالحياة والتوق إلى الاستكشاف، غرقت في عالم الألوان والأقمشة، لتكتشف شغفها في الموضة والأزياء. تحدّت كل الأعراف السائدة حول عالم الموضة آنذاك، لتثبت أنها قادرة على التميّز والإبداع في مجال استهواها منذ الصغر، فصقلت موهبتها بالمثابرة والاجتهاد حتى باتت اسماً بارزاً في مجال تصميم الأزياء النسائية. في حوار خاص مع مجلة «سيدتي»، تُطلعنا جيمي معلوف على بداياتها ومسيرتها المهنية وعلى الرسالة التي تبعثها من خلال تصاميمها.
لو لم يكن والدك مالكاً لمصنع قماش، هل كنت اتجهت إلى عالم الموضة؟
شغفي في التصميم كان سيقودني حتماً إلى عالم الموضة، بطريقة أو بأخرى، ولكن كون والدي مالكاً لمصنع نسيج، فقد ساهم هذا الأمر في تمهيد الطريق أمامي في سن مبكرة، وترك تأثيره في أعمالي منذ بداياتي، حيث جعلني أختار الأقمشة وأعمل على مزجها كخطوة أولى تساعدني في تحديد ماهية المجموعة التي أعمل عليها.
كرّست مفهوماً جديداً في الخياطة الراقية وهو Couture-à-Porter، هل تخبريننا عنه؟
في ما مضى كانت الفساتين الراقية أو قطع الهوت كوتور أشبه بالحلم بالنسبة إلى المرأة، وهذا ما دفعني إلى تكريس نمط جديد هو Couture-à-Porter الذي يسمح لكل سيدة بارتداء الفساتين الفاخرة بطريقة عملية وسهلة. وبالتالي، أصبح بإمكان النساء التألق بفساتين ذات تصاميم راقية من مجموعات Gemy Maalouf في مناسباتهن المختلفة.
تابعي المزيد: Beach Outfits إطلالات الشاطئ المنعشة
التركيز على المنصّات الإلكترونية
كيف تأثرت الموضة، سلباً وإيجاباً، بجائحة كورونا؟
ألقت جائحة كورونا بظلالها على الاقتصاد العالمي بشكل عام، إلا أن عالم تصميم الأزياء تأثر بشكل كبير، وتحديداً تصميم الأزياء الراقية، إذ تدنت نسب المبيعات والطلب نتيجة القيود التي فرضها هذا الوباء، والتي منعت قيام الحفلات والسهرات ومناسبات السجادة الحمراء.. ولكن في المقابل، كان هناك أثر إيجابي لا بد من الوقوف عنده، وهو أن هذه الجائحة دفعتنا إلى التركيز على منصّاتنا الإلكترونية، وتطبيق استراتيجيات بيع جديدة سمحت لنا بالتواصل مع عملائنا بشكل مباشر.
ما هي أبرز التحدّيات التي واجهتها خلال مشوارك المهني؟
كانت كبرى التحدّيات قراري دخول الأسواق الدولية، وإثبات نفسي كمصمّمة لبنانية، وبالأخص أنني كنت من بين المصمّمين الأوائل الذين شاركوا في مجال تصميم الأزياء الجاهزة Prêt-à-Porter في الجمال مصدر إلهامي الرئيسي في كلّ مجالاته، سواء الموسيقى أو الألوان أو الطبيعة فرنسا وميلانو ولندن ونيويورك. كما أنّ دخولي كأوّل مصمّمة أزياء لبنانية إلى ألمانيا ولندن دفعني إلى السعي لتطوير علامتي التجارية أكثر، والتوسّع من خلال استهداف بلد جديد كلّ عام، وتصميم مجموعات تتناسب مع سوقه.
هل كان هناك تأييد من الأهل لهذه الخطوة، أم صادفت بعض الاعتراضات؟
في البداية، واجهت معارضة من والدي، خاصّة أن الاعتقاد السائد حول عالم الموضة آنذاك كان مختلفاً تماماً عما آلت إليه الأمور اليوم. وكغيره من الآباء، كان يفضّل أن أختار مجال اختصاص أكاديمياً، إلا أنّني أصرّيت على تعزيز قدراتي الإبداعية والعمل على تحقيق حلمي.
تابعي المزيد: Monochrome Magic أناقة الأبيض والأسود
تصاميمي للمرأة القوية والأنيقة
ما الرسالة التي تسعين إلى توجيهها من خلال تصاميمك؟
من المهم أن يحمل كلّ تصميم هويّة العلامة التجارية، وبالنسبة إلى تصاميم Gemy Maalouf فهي تتوجّه إلى المرأة القوية والأنيقة، وتبعث لها رسالة إيجابية تدعو إلى التطلّع دائماً نحو المستقبل بنظرة متفائلة.
ما أبرز مصادر الإلهام وراء تصاميمك؟
كلّ ما أؤمن به يمكن أن يشكّل مصدر إلهام بالنسبة إلي. أتطلّع بشكل دائم إلى الأحداث التي تجري من حولي وأستوحي منها، ولكن يبقى الجمال مصدر إلهامي الرئيسي في كل مجالاته، سواء الموسيقى أو الألوان أو الطبيعة...
مجموعاتك متوافرة في 48 دولة مختلفة، إلى ماذا تطمحين بعد؟
طموحي لا حدود له، وأسعى دائماً إلى تحقيق المزيد من النجاح، كما أنني لا أحدّد هدفاً معيّناً، فنحن نعيش في عالم متغيّر لا يسمح لنا بمعرفة ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، ولكن جلّ ما أعرفه وأؤكده هو سعيي الدائم إلى التطوّر وتحقيق نجاح أفضل.
تابعي المزيد: مصمّمة الأزياء العمانية أمل الرئيسي:فستان زفافي أساس علامتي التجارية
أذواق المرأة الشرقية والغربية
من خلال تعاماك مع المرأة الشرقية والمرأة الغربية، ماذا تخبريننا عن الفارق في الأذواق؟
قبل بضع سنوات كان الفارق واضحاً ويسهل تحديده، أما اليوم ومع انتشار العولمة وانفتاح المجتمعات على بعضها البعض، لم يعد هناك من اختلاف يُذكر. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في الاطلاع على الاتجاهات العالمية، ولكن تبقى للمرأة العربية السمة الشرقية التي تميّز أسلوبها.
هل هناك مشاريع أخرى تجذب انتباهك بعيداً عن تصميم الأزياء النسائية؟
في الحقيقة هناك بعض المشاريع التي أودّ تطويرها، وهي تدور حول المرأة واهتماماتها، منها على سبيل المثال، إطلاق عطر يعكس هوية العلامة التجارية، أو إنشاء خط إكسسوارات موازٍ لخطَيّ Gemy Maalouf وEdition. والأهم أنّ كلّ هذه المشاريع التي أسعى إلى تنفيذها تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة وقدرتها حول العالم.
من المصمّم الذي تتابعين أعماله بشكل دائم، ولماذا؟
أنا على اطلاع دائم على اتجاهات الموضة وعروضها، وهناك الكثير من المصمّمين الذين أقدّر أعمالهم، ولكنّني أفضّل النظر إلى المجموعات وما تحمله من تصاميم، فقد يعجبني مصمّم معيّن في موسم ما، ولا يعجبني في موسم آخر.
تابعي المزيد: RODEO DRIVE نبض الألوان
مجموعات جديدة
أخبرينا عن أحدث مجموعة أعراس قدّمتها؟
أطلقت مجموعات فساتين زفاف ربيع وصيف 2022 مؤخراً على موقعنا الإلكتروني. المجموعة الرئيسية حملت عنوان La Danse de la Lune، وهي مستوحاة من القمر اللامع واللآلئ القزحية التي شكّلت العنصر الأول في عملية التطريز. أما بالنسبة إلى مجموعة Edition Bridal SS22 Nova Flores، فهي مستوحاة من شعور الفرح بالبدايات الجديدة، وهي تضمّ تصاميم فساتين خفيفة الوزن يسهل على العروس ارتداؤها والتحرّك بها بحريّة. وقد تميّزت التصاميم بقصّة الـA-Line والأكمام الواسعة والتطريز البسيط.
وماذا عن مجموعة الأزياء الجديدة؟
نحن الآن في صدد التحضير لمجموعة Resort 22 Libertas، وهي تعكس روح المرأة المتحرّرة من خلال تصاميمها التي تسمح برفع الثوب إلى الأعلى، واستخدام قطع عضوية لاحتضان الجسم، وصور ظلية سائلة لإضفاء وهج مع كل حركة، وأقمشة مقطوعة بالليزر ثلاثية الأبعاد للحفاظ على كل التفاصيل الحية في هذه المجموعة.
هل أنت راضية عمّا وصلت إليه العلامة وكيف تسعين إلى تطويرها أكثر؟
في الحقيقة لا أجد نفسي راضية أبداً، فأنا مع كل تقدّم جديد أسعى إلى التطوّر أكثر وإلى تحقيق المزيد من النجاحات.
ما هي البصمة التي تسعين إلى تركها من خلال أعمالك؟
جلّ ما أسعى إليه هو تعزيز مكانة المرأة، وتحسين قدراتها في المجتمع، كما أرغب بترك بصمة إيجابية ودعوة إلى التفاؤل والفرح من خلال تصاميمي.
تابعي المزيد: Nude Essentials النيود .. الصيحة الأبرز في توجهات صيف 2021