لدى الجميع أهدافا حياتية يسعون لتحقيقها، وعلى الرغم من أهمية وجود تلك الأهداف المحفزة لتطوير الذات، إلا أن المرء قد يحتاج لسنوات قبل أن يدرك الهدف الذي يسعى لتحقيقه. وبحسب الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية لو كان المرء لا يحب الانتظار، فإن طرح الأسئلة التالية على نفسه قد يساعده بتحديد الهدف الأهم في حياته: ·
الاستفهام
-هل أقوم بالشيء الذي أحبه؟ يجب عند طرح هذا السؤال القيام بتعميمه ليشمل مناحي متعددة من حياة المرء، كأن يقول هل أحب عائلتي؟ أصدقائي؟ عملي؟ هل أقوم بما أحب من هوايات كالرسم وممارسة الرياضة؟ لو وجدت بأنك لا تقوم بما تحب، فحاول أن تسأل نفسك عن السبب ومن ثم القيام بتجاوز السبب قدر الإمكان من أجل إضافة ما تحب لبرنامج حياتك اليومي.
-هل أنا محاط بأشخاص أهتم بهم؟ عندما يكون لدى المرء الهدف الذي يسعى من أجله، فمن الأفضل أن يكون محاطا بأشخاص يهتم بهم ويهتمون به، حيث يستطيعون مساندته لتحقيق هدفه بدلا من إحباطه، وهو بدوره يتقبل نصائحهم لأنه يهتم بآرائهم ويثق بها. فلو كنت كاتبا مثلا، فإنك قد تمر بأيام تعتقد بأن مقالاتك ليست مؤثرة كما يجب، عندئذ يفضل أن تجد من حولك يشجعون ما تقوم به ويوصلون لك رسالة مفادها أنك كاتب جيد ولو لم تكن مقالتك هذه المرة مؤثرة بما يكفي فإنها بالتأكيد ستكون كذلك في المرة المقبلة.
-هل أنا سعيد بما حققته حتى الآن؟ حاول أن تنظر لحياتك من جميع جوانبها واسأل نفسك هل أنت راض عما حققته حتى الآن؟ وهل تتجه في الاتجاه الصحيح؟ وإن لم تكن كذلك فاسأل نفسك ما الذي يمكنك فعله لتعديل اتجاهك؟ قد يصعب أحيانا عدم مقارنة حياتنا بحياة من حولنا من الأهل والأصدقاء، لكن فلتعلم بأن السعادة الحقيقية لا تكون بالمقارنة وإنما تكون بدرجة الرضا الداخلي لدى المرء عن نفسه وعما حققه.
-هل أشعر بالرضا؟ معظم الناس يربطون بين الشعور بالرضا وبين نجاحهم في حياتهم الاجتماعية والعملية. هذا الربط يجعل البعض يسارعون بالاعتقاد بفشلهم لمجرد أنهم غير سعداء مع شريك الحياة أو لأنهم لا يملكون الماديات الكافية لإسعادهم كالمنزل الواسع والسيارة.. إلخ. حاول أن تنظر لأبعد من هذا وأن تدرك مقاييس الرضا لديك أنت كشخص بصرف النظر عن آراء الآخرين.
ماذا تريدين؟
-كيف أريد أن يتذكرني الناس؟ لعل هذا السؤال نادرا ما نطرحه على أنفسنا، لكنه مهم جدا في مسألة تحديد الهدف الذي نسعى لتحقيقه. الموت حقيقة لا مفر منها، ومن الحكمة أن نخطط لما بعد ذلك اليوم ونعرف ما الذكرى التي نتمنى أن يتذكرنا بها الناس.
-ما الذي يسعدني؟ كثير من الناس لا يدركون الأشياء التي تسعدهم، أو أنهم يجدون صعوبة في تحديدها بشكل واضح، لذا تجد أجوبتهم على هذا السؤال ضبابية إلى حد ما. لكن لا عليك فهناك طريقة أخرى يمكننا عبرها الالتفاف على هذا السؤال والبدء بالتعرف على إجابته وذلك من خلال طرح سؤال آخر وهو ما الذي يشعرني بالضيق؟ تحديد ما يثير ضيق المرء يعد سهلا لمعظم الناس، ومن خلال تحديد تلك الأشياء فإنك تسير أول خطوة لتحديد الأشياء التي تسعدك.
-هل لدي تأثير على الآخرين؟ يمكنك دائما أن تكون مؤثرا، حيث إن هذه الصفة لا تحتاج لأن تكون رجل سياسة تسن القوانين المؤثرة، أو أن تكون مخترعا لتقدم للبشرية اكتشافات جديدة. فمقياس التأثير لا يحتاج سوى لأن تؤثر على شخص واحد في هذا الكون، ولكن احرص أن يكون تأثيرك إيجابيا.