"الطفل الأزرق حالة يولد بها بعض الرضع، أو تنشأ عندهم في مراحل حياتهم المبكرة، وفيها يتلون جلدهم كله باللون الأزرق أو الأرجواني، وهو ما يعرف بـ"الزراق"، وفيه تصطبغ مناطق الجلد الرقيقة، كالشفتين وشحمتي الأذن وفراش الأظافر باللون الأزرق، وهي حالة غير شائعة قد تحدث بسبب عيوب القلب الخلقية أو لأسباب جينية أو بيئية، التي تكون بسبب نقص أكسجين هيموجلوبين في دم الرضيع، وهو المسؤول عن حمل الأكسجين خلال الجسم وتوصيله للخلايا والأنسجة، وعند عدم قدرته على القيام بوظيفته، ينقص وصول الأكسجين لخلايا الجسم، فيتلون الجسم بالأزرق". بهذا التوضيح العلمي لمعنى متلازمة الطفل الأزرق يبادرنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال في حديثه لسيدتي والى مزيد من التفاصيل في التقرير التالي.
ما هي متلازمة الطفل الأزرق؟
- ينقسم القلب إلى أربع حجرات، أذين وبطين أيمن وأذين وبطين أيسر، وفي الطبيعي يضخ القلب الدم للرئتين عن طريق الشريان الرئوي من البطين الأيمن، لكي يصبح الدم مؤكسجاً (محملاً بالأكسجين) ليعود من الوريد الرئوي للأذين الأيسر، ومنه للبطين الأيسر، ثم لأعضاء الجسم كافة لإمدادها بالأكسجين، ثم يعود الدم غير المؤكسج من أعضاء الجسم للأذين الأيمن، ومنه للبطين الأيمن ليكمل دورته ،لهذا عندما يقل الأكسجين في الدم نتيجة مشكلات القلب أو الرئتين أو الدم، يتصبغ جسم الرضيع بالأزرق.
أسباب حدوث متلازمة الطفل الأزرق
- أولاً.. رباعية فالو: مرض قلبي خلقي ويعد من أهم أسباب متلازمة الطفل الأزرق، ويتصف بأربعة اختلالات تحدث في القلب مع بعضها البعض، تؤدي لنقص سريان الدم للرئتين، وكذلك نقص تأكسج الدم الواصل لأعضاء الجسم وذلك بسبب وجود ثقب بالجدار الفاصل بين البطينين الأيسر والأيمن، وتضيق الصمام الرئوي الذي يقلل من وصول الدم من البطين الأيمن للشريان الرئوي، وتشوه الشريان الأورطي الذي يوصل الدم من البطين الأيسر لأعضاء الجسم، وتضخم البطين الأيمن
- ثانياً.. هناك حالة قد تنشأ من التسمم بالنترات، وتحدث في المناطق فقيرة الموارد المائية المعتمدة على مياه الآبار الغنية بها، وتصل للرضيع عن طريق الرضاعة الصناعية الداخل فيها هذه المياه.
- وقد تصل إليه الحالة أيضاً عند إطعامه الأكلات الغنية بالنترات، كالسبانخ والبنجر، لعدم تطور جهازه الهضمي - خاصة للرضع الأقل من ستة أشهر-
- ثالثاً.. وقد تكون هذه الحالة بسبب استنشاق أكسيد النتريك أو بعض المضادات الحيوية والمركبات المستخدمة في عمليات التخدير أيضاً
- رابعاً.. وأحياناً كثيرة تحدث متلازمة الطفل الأزرق بسبب العيوب الخلقية للقلب، والتي يولد بها الرضع وتؤثر في كمية الأكسجين الواصلة للجسم، مثل أطفال متلازمة داون الذين يولدون عادة بمشكلات قلبية
أعراض متلازمة الطفل الأزرق
- تختلف الأعراض ولكن متفق عليها مثل.. ظهور اللون الأزرق المائل إلى البنفسجي في أطراف الطفل وشفتيه على الطفل باستمرار، وخاصة أثناء البكاء
- خمول الطفل وصعوبة الرضاعة؛ نظراً لعدم قدرة الطفل على التنفس، كما أن التقيؤ يمكن أن يكون من أعراض متلازمة الطفل الأزرق
- سرعة ضربات القلب. القيء. الإسهال. التهيج. زيادة إفراز اللعاب. فقدان الشهية. عدم الزيادة في الوزن. التشنجات. فقدان الوزن
طرق لعلاج متلازمة الطفل الأزرق
- يعتمد علاج المتلازمة على معرفة سبب الازرقاق؛ فإن كانت العيوب الخلقية في القلب هي السبب، فقد يحتاج الرضيع إلى جراحة لتصحيح الاختلال، وعادة تتم هذه العملية قبل بلوغ الرضيع العام وإن نجحت العملية يستطيع الرضيع وقتها أن يحصل على مزيد من الأكسجين فيختفي اللون الأزرق
- وإن كان التسمم من النترات السبب، فيجب الذهاب بالرضيع لمركز السموم للعلاج، وفي الحالات الشديدة قد يحتاج لدواء يسمى "أزرق الميثيلين"، ويؤخذ عن طريق الحقن الوريدي، ما يوفر الأكسجين للدم، لكنه لا يصرف إلا بأمر الطبيب
- أما في الحالات الخفيفة للطفل الأزرق، فقد يكتفي الطبيب بمراقبة الرضيع للتأكد من عدم تطور الحالة لديه لدرجة خطيرة، ومعظم الأطفال المصابين بهذه المتلازمة بعد علاجهم يعيشون حياة طبيعية صحية
- لهذا على الآباء مراعاة عدم تقديم مياه الآبار للرضيع ليشربها إلا بعد بلوغه عمر العام، وعدم تحضير الرضعات له بهذه المياه، وألا تتعدى مستويات النترات 10 ميلليجرامات في اللتر منها، لضمان أن تكون آمنة
- ويفضل الانتظار حتى سبعة أشهر لإطعامه بالأكلات الغنية به، وإن كان لازماً تناوله إياها، فيفضل استخدام المجمد منها عن الطازجة
ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.