بقلم خيرية هنداوي
فجأة تحول المطار إلى قاعة لاستقبال البطلة الأولمبية فريال.. والجميع من حولها يحملون الورود.. وآخرون يمسكون بالكاميرات.. والمئات من أهلها وجيرانها ومواطني بلدها يصيحون فرحين بابنة بلدهم "فريال" التي أحرزت أول ذهبية في أولمبياد طوكيو 2021 في لعبة الكاراتيه
الحكاية بدأت مع فريال وهي في السابعة من عمرها، يوم لمحت مجوعة من الأطفال يلعبون مع مدربهم، مرتدين يونيفورم أبيض خاصاً، والفرحة والحزم يرتسمان على وجوههم.. وقتها كانت تسير بجانب والدتها بالنادي
في تلك اللحظة ظهرت بقلب وعقل فريال بوادر حب لعبة الكاراتيه، وأرادت أن تجرب.. لتبدأ رحلة الكفاح والتدريب الشاق وعيناها صوب الميدالية الذهبية، وحدث وتدرجت فريال في الحصول على الميداليات.. برونزية ففضية؛ لتتوج في النهاية بالعديد من الميداليات الذهبية
تقول فريال: عمري الآن 22 عاماً، أدرس بكلية الصيدلة - منحة رياضية-، النجاح رحلة شاقة وقاسية ، التميز الرياضي ليس وليد اللحظة.. تدريبات الإعداد لأي بطولة عملية مجهدة.. تستنزف كل طاقتي.. لدرجة لم أستطع وضع قدمي على الأرض في أيام كثيرة
لن أنسى ما حييتُ تدعيم أسرتي وتحفيزهم لي؛ بتنظيم وقتي بين التدريب والدراسة، أسلوب التغذية، والأجمل والطريف معاً.. أن والدي كان يلازمني وقت التدريبات بالملعب، وفي المنزل - وبطلب مني- يقوم والدي بدور خصمي الذي أتدرب معه وعليه.. لهذا أهديت الميدالية لأهلي
وزادت جولاتي الرياضية وزياراتي حول العالم.. سافرت المغرب، أفريقيا، دبي، سانتياجو بتشيلي، فرنسا، تركيا، أسبانيا.. وإلى الصين سافرت على نفقتي الخاصة.. استعدادا للأولمبياد، وأخيرا طوكيو باليابان
حصدت المركز الأول على مستوى محافظتي وعمري 12 عاماً، وعندما التحقت بفريق المنتخب..2015 توالت النجاحات، والميداليات الذهبية، واليوم افتخر بمجهودي؛ أصبحت قادرة على تمثيل بلدي في المحافل الدولية، وإثبات جدارة المرأة في اقتحام عالم الرياضة والصعود نحو العالمية
كانت فرحتي كبيرة.. يوم مكالمة الرئيس ليهنئني بالذهبية، ويوم استقبالي في المطار عند عودتي من طوكيو، ويوم أطلقوا اسمي - بالجامعة التي أدرس بها- على دُفعة هذا العام، وكذلك تسمية أحد المحاور بالتجمع باسمي
والآن يطل السؤال
ماذا أرادت فريال أن تقول بقصتها؟
ما الصفة الأساسية التي تتمتع بها فريال؟
هل يمكن الجمع بين التفوق الدراسي والتفوق الرياضي؟