سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء مع أكثر من 2.2 مليون حالة في عام 2020. حيث تُصاب قُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن. ويعدُّ سرطان الثدي هو السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685000 امرأة تقريباً في عام 2020، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ولأنَّ الكشف المبكر عن سرطان الثدي قادر على إنقاذ الحياة بنسب مرتفعة جداً، نظّمت جمعية رعاية مرضى السرطان "رحمة"، في الرابع والعشرين من أغسطس الفائت، وبالشراكة مع معهد برجيل للأورام، جمعية الإمارات للأمراض الجينية وجمعية الإمارات للأورام، وبحضور طلبة جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، فعالية "أهمية الكشف المبكر عن السرطان".
مشاركات فاعلة
شارك في الفعالية البروفسور حميد الشامسي، استشاري طب الأورام ومدير خدمات الأورام في مجموعة (في بي إس) للرعاية الصحية والأستاذ المشارك بجامعة الشارقة ورئيس جمعية الإمارات للأورام، وسعادة الدكتورة مريم مطر مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، والدكتور أمين أبيض اختصاصي أمراض الدم والأورام.
وتترجم الفعالية رؤية الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، رئيس مجلس إدارة الجمعية في متابعة المسيرة التاريخية المضيئة للقيادة الرشيدة في تعزيز قيم العطاء وترسيخ ثوابت الجمعية الإنسانية القائمة على تقديم يد العون لجميع مرضى السرطان غير المقتدرين على دفع تكاليف العلاج داخل الدولة، بغض النظر عن الدين والثقافة واللون والعرق، لتبقى الإمارات دائماً عاصمة الإنسانية لدول وشعوب العالم.
وأوضح معاليه أن الجمعية، بأهدافها الإنسانية وغاياتها السامية، مبنية على نشر نهج الإمارات في البذل والمحبة، وأن الإنسان أولاً وفوق كل اعتبار، مشيراً إلى أن الجمعية هي سفيرة الإنسانية والرحمة والنصرة لكل مريض سرطان.
تجربة تبعث على التفاؤل
وبحضوره ، افتتح الأستاذ علي الشامسي، مدير عام الجمعية، الفعالية بكلمة ترحيبية بالأطباء المتحدثين والحضور، ناقش بعدها مواضيع مهمة جداً، منها كيف يمكن نشر الوعي بين الناس بأن مرض السرطان غير قاتل، ودور الإعلام بهذا الخصوص، وفرص الشفاء في حال الكشف المبكر، وآخر الإحصائيات والأرقام عن أنواع السرطان المنتشرة في الدولة.
وكان من أبرز القضايا التي طرحها الشامسي هي تحديات الفحص المبكر من وجهة نظر مقدمي الرعاية الصحية، ومن وجهة نظر المرضى، وكذلك أهم التحديات في التواصل بين الطرفين. وتحدث الشامسي عن كتاب "لا تستسلم .. خلاصة تجربتي" للدكتور جمال سند السويدي، والذي يتحدث عن قصته مع مرض السرطان، بعد أن أخبره الأطباء بأنه لن يعيش سوى أسبوعين، مشيراً إلى أنه واجه الواقع الجديد بالتفاؤل، التكيف مع المرض والعزيمة والإصرار؛ ليتشافى بعدها، ويقهر المرض، وتصبح إصابته بمرض السرطان مجرد ذكرى عُمرها 20 عاماً.
الكشف المبكر.. نوع من صلة الأرحام
أكدت الدكتورة مريم مطر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، أن أهم أداة للتوعية بأمراض السرطان هي التوعية بالحديث عن الجينات والطفرات الجينية بين الأهل وفي المجالس، والتشجيع على إجراء اختبارات جينية، مشيرة إلى أن أي ورم سرطاني هو طفرة جينية. ولفتت إلى أن التوعية بالكشف المبكر هو نوع من صلة الأرحام، وأن فحص طفرات جينية معينة هو عامل مهم في الوقاية والكشف المبكر، وأيضاً له دور في مساعدة الأجيال القادمة على تجنّب الإصابة بالسرطان، من خلال معرفة إن كانت تلك الطفرات وراثية أم مكتسبة.
فحص الحمض النووي DNA
"إن التجارب أظهرت أن فحص DNA قادر على اكتشاف أمراض السرطان بنسبة 99%. وبيّن أنه في حال وجود حالات سرطان في العائلة، يجب إجراء فحص مبكر للثدي في سن الـ 40، القولون في سن الـ 40، عنق الرحم في سن الـ 25، والرئة للمدخنين في سن الـ 50"، أوضح البروفيسور حميد الشامسي استشاري طب الأورام ومدير خدمات الأورام في مجموعة (في بي إس) للرعاية الصحية والأستاذ المشارك بجامعة الشارقة ورئيس جمعية الإمارات للأورام. وأشار إلى أن الكشف المبكر يساهم في تعزيز فرص الشفاء بنسبة 95%، في حين تقل تلك النسبة لتصبح 5% في حال اكتشافه متأخراً، مبيناً أن عدد المصابين بالسرطان منذ عام 2017 حتى الآن بلغ أكثر من 4 آلاف إصابة، حيث بلغت نسبة المواطنين حوالي 2% من إجمالي الإصابات، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى تخصيص يوم واحد فقط في السنة لإجراء فحوص طبية، حيث إن التكلفة ليست عالية، وهناك برامج تأمين توفر تغطية شاملة لتلك التكاليف الصحية.
تابعي المزيد: حرق دهون البطن في 3 أيام فقط
الكشف ليس نهاية الحياة
ولفت الدكتور أمين أبيض، اختصاصي أمراض الدم والأورام، الانتباه إلى أن السرطان ليس مرضاً معدياً، وشدد على ضرورة إجراء فحص الكشف المبكر لسرطان الدم، بغض النظر عن العمر في حال وجود فقر دم ناتج عن نقص في الحديد وخلايا الدم الحمراء، موضحاً أن نشر ثقافة الوعي هو جزء أساسي في إقناع المجتمع لإجراء فحص منظار عند سن معينة.
يُذكر أنّ جمعية رعاية مرضى السرطان "رحمة" هي جمعية خيرية غير ربحية ذات نفع عام، هدفها الأساسي خدمة المجتمع الإماراتي، ومساعدة المصابين بمرض السرطان على العلاج، وتوفير المعلومات عن المرض، والتثقيف الصحي للمجتمع، وتعريفه بالأنواع المختلفة من السرطانات.
تابعي المزيد: اكتشفي أعراض الأمراض النفسية الخطيرة
