الأطفال من 2- 3 سنوات يدركون أنهم منفصلون عن والديهم، فنجدهم يندفعون لتأكيد وجودهم وشخصياتهم بالتعبير عما يحبونه، ورفض ما يكرهونه، يتصرفون بشكل مستقل.. فيبدو الأمر وكأنه نوع من الاستقلالية أو ما يشبع العناد، ما يزعج الآباء والمربين.. ويدفع بقلوبهم الخوف من شخصية الطفل في المستقبل، ويتزامن هذا مع تطور مهارات الطفل اللغوية، ما يساعدهم على التعبير عن استقلاليتهم. اللقاء مع خبيرة التربية، الدكتورة ابتهاج طلبة، بكلية التربية للطفولة المبكرة، للشرح وتوضيح ملامح الشخصية المستقلة
الطفل في عمر السنتين
عمر السنتين هو عمر انتقالي في شخصية الطفل، التي تبدأ بالتكوين وتستمر حتى سبع سنوات، ويلاحظ على الطفل في هذه المرحلة كثرة الرفض والعناد وحتى البكاء الكثير.
• دور الوالدين هنا: الاتفاق على أسلوب تربية واحد دون اختلاف.
• شرح الممنوعات للطفل عن طريق توضيحها باستمرار.
• استخدام الألفاظ الإيجابية عند التوجيه وليس السلبية.
• الحزم والهدوء في التعامل مع الطفل مهم.
• النزول لمستوى الطفل عند الحديث معه والنظر في عينيه مباشرة.
• تركه وعدم إشعاره بالانتباه عند غضبه أو بكائه.
• الحديث مع الطفل باستمرار ومناداته بما يحب من أسماء.
• منحه الحب والرعاية دوماً، واحتواؤه وقضاء الوقت الكافي معه.
• حفّزي طفلك معنوياً عند فعل الأفعال الصحيحة، وليس بتقديم الهدايا.
• تحديد أنواع عقاب تناسب عمر الطفل، دون المساس بشخصيته أو نفسيته.
والأهم أن يكون الوالدان هما القدوة والمثال الإيجابي للطفل في عمر السنتين، فالرغبة كبيرة لدى الطفل في تقليد من حولهم.
كيف أواجه استقلالية وعناد طفلي.. في عامه الثاني؟
- "أنا أعرف"، "أريد أن أفعل ذلك بمفردي"، عبارات تتكرر على لسان الطفل، وتعد فرصة ذهبية ليتمرس على التجربة والخطأ من دون خرق لقوانين المنزل.
- استقلالية الطفل في عامه الثاني تعد الأولى، وتأتي الثانية مع بداية مرحلة المراهقة، التي تمهد للإحساس بالثقة والقدرة على تجربة الخطأ.
- وأمام هذه التجربة، على الآباء أن يتسلحوا بالصبر والتوازن بين القوانين المنزلية المفروضة، وامتلاك الطفل لشيء من الاستقلالية من جهة ثانية.
- لا تستخفّي بقدرات طفلك، ولا تفرضي مسبقاً أن طفلك ليس قادراً على القيام بعمل ما، وعليك متابعة نمو استعداداته، ومنحه الفرصة ليجرب ويستقل.
طرق لتدعيم الاستقلالية.. من دون خسائر
- ولتدعيم هذه الاستقلالية، اشتري لطفلك ثياباً يسهل ارتداؤها وخلعها دون صعوبة، واشتري له قمصاناً يمكنه أن يرتديها بسهولة وبمفرده.
- رتبي الملابس في دولاب طفلك في مجموعات منتظمة، بحيث يمكن تناولها بسهولة، لتسهيل المهمة لطفلك بقدر الإمكان.
- افتحي له أزرار سرواله أو سحاب معطفه بعض الشيء، قبل أن يقوم بإنجاز الباقي بمفرده، حتى لا تشعريه بالإحباط.
ألعاب تتحايلين بها على طفلك
- العبي مع طفلك لعبة التسابق مع عقارب الساعة، حددي له الوقت للقيام بنشاط ما؛ حتى تتجنبي القيام بالعمل بدلاً منه، ومن ثم اتهامه بالعجز.
- أنتِ بذلك تعلمين طفلك احترام المواعيد، وتحدّين من رغبته في الاستقلال والعناد بينك وبينه؛ الساعة هي الفيصل.
- اقترحي عليه المشاركة وتقاسم المهام، قومي بتقسيم العمل عند ارتدائه ثيابه، أو عند تناوله للطعام، وتكفلي أنت بالجزء الذي يصعب عليه القيام به.
- امتدحي جهود طفلك؛ التكرار عنصر أساسي من عناصر التعلم، وابحثي عن شيء جديد حتى في أسوأ ما توصل إليه ابنك، أو ابنتك من نتائج.
حافظي على هدوئك بقدر الإمكان
- طفلك في هذا العمر يعمل على تأكيد استقلاليته لا عناده.
- لا تتحركي أو تتعصبي أثناء قيامه بكامل المهمة بمفرده ودعيه وحده يحاول، راقبيه وكوني فخورة بمبادراته.
- امنحيه ما أمكن من الاستقلالية، أشبعي فضوله الفطري ودعيه يتدبر شؤونه قدر الإمكان.
- اطلبي من طفلك ولا تفرضي عليه؛ حتى يتعود طلب الأشياء بلطف، علميه أن يقول: "من فضلك وشكراً"، وهكذا، على سبيل المثال.
- احذري عقاب طفلك على أخطائه أو تبعات هذه الاستقلالية المبكرة، وساعديه؛ فالنجاح لا يكون من المرة الأولى.
- لا تنتقدي كل ما يفعله، بسبب رغبته في تأكيد استقلاليته، ولا تصرّي على توضيح خطئه في كل مرة.. مادام لم يضر، وأشعريه بتقديركم لاستقلاليته.