الزواج هو رابطة اجتماعية تقوم على عدة أسس لبناء مؤسسة الأسرة. ولعل من أهم هذه الأسس هي الإحترام والثقة والتفاهم. وأما عن الحب، فكثيرًا من يتمسكون بارائهم الرومانسية ويفضلون إختيار شريكهم بقلبهم. وعلى الرغم من أن بداياته جميلة ورومانسية، إلا أنه لا يخلو من العيوب التي تعتبر في بعض الأحيان عيوب قاتلة ومدمرة لأن فيه إنعدام البصيرة. يقولون أن مرآة الحب عمياء وهذا أمر واضح وحقيقي فمن يحب حقا لا يرى عيوب من أحبه ولا يستطيع أن يتداركها لأنه لا يريد الإعتراف بها من الأساس، الأمر الذي قد يترتب عليه مشاكل وعقبات في مشوار الزواج الطويل.
وعلى الوجه الآخر، هناك ممن يفضلون الإختيار بالعقل وحساب تفاصيل الإختيار بمنتهى الدقة أو ما يُطلق عليه بالورقة والقلم، وهذا هو الزواج التقليدي أو المرتب حيث حيث يتم اختيار العروس والعريس بشكل أساسي من قبل أفراد غير الزوجين، وخاصة من قبل أفراد الأسرة مثل الوالدين.
والسؤال، هل يخلو الزواج التقليدي من الحب فتصبح الحياة الزوجية مثلها كمثل أي علاقة خالية من المشاعر وقائمة من أجل تكوين هيكل مجتمعي فقط؟ أم هل يُمكن أن ينشأ الحب في الزواج التقليدي أيضًا؟ سؤال يشغل بال الكثير من المقدمين على الزواج حديثًا خصوصًا لمن كان زواجهم بالأسس التقليدية أو ما يُعرف عنه بزواج الصالونات. وتجيب على هذا السؤال "أمل مهران" الخبيرة التربوية ومستشارة العلاقات الأسرية في حوار خاص لسيدتي.
ثمار الحب بعد الزواج
1- الإحترام المتبادل
ومن المؤكد أنه لا يختلف اثنان على أنه لا حياة زوجية بدون احترام. ويتمثل هذا الاحترام في احترام الخصوصية، احترام أهل الزوج أو الزوجة، الإحترام أثناء الحوار فلا يهين فيها أحد الزوجين الآخر بالألفاظ والتصرفات، احترام ومراعاة المشاعر.
2- التكافؤ
التكافؤ لا يعني التطابق وأن يكون كل زوج نسخة من الآخر، بل معناه امتلاك الحد الأدنى من التقارب في مجالات الحياة المختلفة مما يسمح لكل طرف تفهُّم الآخر بشكل أكبر. فالفجوات الثقافية والاجتماعية بين الزوجين قد تدمر الزواج ولا تسمح بدخول الحب، أما التكافؤ فهو يحقق تناغم في العلاقة الزوجية الذي بدوره يخلق الحب بعد الزواج ويقويه مما يساعد على استمراره.
3- الحوار الدائم بين الزوجين
كيف يُمكن أن ينشأ الحب في ظل علاقة صامتة؟ إن تبادل الحوار بين الزوجين حول الأمور العادية والشخصية وحول علاقتهما وكيف ينظران إلى حياتهما في المستقبل وما يطمحان إليه. كل ذلك يعمل على التقارب بين الزوجين ومحاولة كل طرف إرضاء الآخر.
4- المشاركة
لا يوجد شخصان في العالم لا تجمع بينهما قواسم مشتركة. بالحوار والتقارب سيكتشف كل طرف ما يمكن أن يشاركه مع الطرف الآخر. يمكن للزوجة أن تشارك زوجها مشاهدة مباراة كرة القدم وتشجيع فريقه المفضل، ويمكن أيضًا للزوج الذهاب مع زوجته أثناء جولة التسوق. كلما زادت فترة القرب والاشتراك سويًا في نفس الشيء، كلما إقترب الحب أيضًا.
5- التخلي عن الصورة الخيالية للحب
كثيرًا من الأزواج يقعون ضحية الصورة الرومانسية والتصورات المسبقة عن الحب والزواج، فيجدون حياة غير التي قد رسموها وخططوا لها في أذهانهم. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية أن معظم المشكلات الزوجية وارتفاع حالات الطلاق ناجمة عن التصورات الخيالية المستندة من المسلسلات والأفلام والقصص والتي تُظهر الأزواج بصورة غير واقعية وكأنهم ملائكة لا يخطئون، في حين تكون الحياة الواقعية مشهد يعج بكل التفاصيل التي لا تشبه تصوراتهم.
وأخيرًا...فإن الحب يمكن أن يأتي وينمو ويقوى بعد الزواج بل ويستمر إلى الأبد. فهذا كله متعلق بإرادة الزوجين وقدرتهما على فهم مشاعرهما الشخصية وإحتواء بعضهما البعض.
تابعوا المزيد: الفرق بين العشرة والحب في الزواج