يفكر كل من يدرس بالجامعة في الآفاق الوظيفية المذهلة التي ستتاح له بمجرد إكمال درجة البكالوريوس، لكن في السنوات الأخيرة، أصبح سوق عمل الخريجين شرساً بشكل متزايد، وأصبح التميز بين الخريجين الجدد أمراً صعباً؛ من أجل الارتقاء بالمستوى الوظيفي. البعض يرى أن الأمر يستغرق بضع سنوات من العمل والخبرة، لكن البعض الآخر يسلك طريقاً بديلاً؛ درجة الدراسات العليا .
د. ليليان ناجي، مدرب معتمد ومستشار تطوير مهني، تؤكد لـ"سيدتي" أن الدراسة بعد التخرج فرصة للارتقاء بشغفك إلى المستوى التالي، والذي يؤدي لاكتسابك المؤهلات اللازمة التي تساعدك بالتأكيد على التميز بين أقرانك.. فإذا أنهيت مرحلة الماجستير؛ فإنك تصلين لدرجة من التقدير، فما بالك إذا اجتزت مرحلة الدكتوراه؟!
أهمية دراسة درجة الدراسات العليا والوصول للدكتوراه
تحسين آفاق حياتك المهنية بعد التخرج
المهارات التي ستكتسبينها من خلال دراسة درجة الدراسات العليا ستعزز سيرتك الذاتية وتساعدك بالتأكيد على التميز، ستكتسبين معرفة بمستوى أعلى مما درسته خلال درجة البكالوريوس، مما يساعدك على تطوير المهارات اللازمة لمجال عملك.
زيادة دخلك المادي
مؤهل الدراسات العليا في سيرتك الذاتية؛ يجعلك تحصلين على مكانة وظيفية أعلى، مما يزيد من إمكانية الحصول على راتب أعلى. سيجعلك هذا تشعرين بالثقة في أن الوقت والمال المستثمر في تعليمك بعد التخرج كان يستحق كل هذا العناء.
خبرة عملية تفتح لك آفاقاً علمية ومعرفية
تقدم بعض الجامعات خبرة عملية كجزء من برامج الدراسات العليا، والتي ستزودك برؤى قيمة للعمل، وتساعدك على تطوير شبكتك المهنية. يمكن تسليط الضوء على هذه التجربة أثناء مقابلات العمل؛ لإظهار أن لديك المعرفة الأكاديمية والمهنية اللازمة للنجاح في هذا المنصب.
تطوير المهارات الشخصية وتنميتها وتطوير الذات
دراسة درجة الدراسات العليا، تساعدك على تطوير المهارات التي تدعمك خلال الحياة اليومية، مثل إدارة الوقت والبحث والعرض ومهارات الكتابة، واعتماداً على مجال العلم الذي تدرسينه، تعتادين العمل ضمن فريق والنظر في وجهات نظر مختلفة، مما يطور لديك العديد من المهارات.
تابعوا المزيد: طريقة كتابة القصة القصيرة
نصائح لكتابة أطروحة الدكتوراه:
خططي لبنية أطروحتك بعناية مع مشرفك:
قومي بإنشاء مسودات تقريبية كلما تقدمت، بحيث يمكنك تنقيحها عندما تتبلور الفكرة وتشعرين بتقدمها، لذا كوني مستعدة لإعادة صياغة كل فصل عدة مرات.
اقرئي كثيراً
في بداية الدكتوراه، عليك أن تقرئي الكثير من الكتب والدراسات والأوراق البحثية الخاصة برسالتك العلمية، والهدف هو أن تحصلي على نظرة عامة واضحة على مجال البحث الخاص بك، كما يساهم هذا فى توسيع نطاق بحثك، مما يمنحك خارطة طريق؛ لتجنب تكرار أبحاث أخرى.
لا تكتبي بترتيب زمني
اعملي على كل الفصول في البداية، ثم قومي بترتيب أفكارك وإعادة تضمينها من جديد لضبط المحتوى، فدوّني كل ما يدور بذهنك ثم عودي إليه لاحقاً، وقومي بإعادة صياغته بطريقة متسقة متماسكة.
فكري ملياً في كتاباتك
اكتبي مسودتك الأولى واتركيها ثم عودي إليها بعين ناقدة. انظري بموضوعية إلى كتاباتك واقرأيها عن كثب؛ بحثاً عن الأسلوب والمعنى. ابحثي عن الأخطاء الشائعة، سواء نحوية أو لفظية، وإذا كنت منخرطة في النص، فاطلبي من صديق أو زميل قراءته بعين ناقدة.
اكتبي مبكراً واكتبي كثيراً
ابدئي الكتابة في أقرب وقت ممكن في رسالة الدكتوراه، واكتبي بانتظام. يكتب بعض الناس يومياً، والبعض الآخر يكتب مرة واحدة في الأسبوع. الهدف هو توثيق تقدمك باستمرار، ستساعدك الكتابة المبكرة على تطوير مهاراتك الكتابية والحفاظ عليها عندما يحين الوقت للكتابة النهائية.
لا يجب أن تكون الكتابة الأكاديمية جافة:
أضيفي بعض المحسنات اللفظية بأطروحتك العلمية حتى لو كانت اصطلاحية، حاولي استخدام صياغات لغوية جيدة تثير الاهتمام وتدل على عمق ثقافتك وجودة اطلاعك.
ركزي على علامات التقدم الصغيرة
في منتصف طريق الدكتوراه، دائماً ما نفقد الحافز؛ لأننا نشعر أننا لم ننتج أي شيء جوهري. هذا خطأ، ركزي على علامات التقدم الأصغر، فإذا أنهيت ثلاث مهام صغيرة في يوم معين، فاعلمي أنك على الطريق الصحيح، وتحققين تقدماً كافياً.
بالنهاية، تنصح د. ليليان:
تذكري أن أطروحتك هي فرصتك لتقديم عملك في أفضل صورة ممكنة. ضعي في اعتبارك فقراتك الافتتاحية، واجذبي القارئ بكتابتك، وقبل كل شيء كوني واضحة في فرضيتك واستنتاجك. قومي بإلحاق الإضافات المميزة والمفيدة لبحثك، والتي تزيد من قيمته، ولكن ليس لمجرد زيادة حجم أوراق البحث.
تابعوا المزيد: كيفية كتابة رواية ناجحة