هناك أوقات في حياتنا من الطبيعي أن نشعر فيها بالحزن، ولا يجب أن نحاول إخراج أنفسنا منه. فإذا كنتِ قد فقدت للتو أحد أفراد أسرتكِ، أو كنتِ تمرين بمرحلة انفصال، أو فقدتِ وظيفتكِ، أو تعرضتِ لحدث سلبي آخر في الحياة، فإن الشعور بالحزن أمر صحي وطبيعي. على العكس من ذلك، إذا كنتِ غير سعيد لفترة طويلة ولا تعرفي السبب، د. قسمت زكي عبد الودود أخصائية علاج نفسي سلوكي معرفي تقترح عليك طرقًا للتفكير تمنحك السعادة.
تقول د. قسمت لـ"سيدتي" "بالنسبة للكثير من الأشخاص السعادة هي عادة يمكن تنميتها بفضل التطور، فقد تم تصميم الدماغ البشري لإيلاء المزيد من الاهتمام للأفكار والمحفزات السلبية أكثر من تلك الإيجابية، ومن ثمّ يجدر تعلم كيفية إيلاء المزيد من الاهتمام للأفكار الإيجابية في أدمغتنا والمحفزات في حياتنا، فميلنا الطبيعي هو التقليل من شأنها مما يجعلنا أكثر تعاسة مما ينبغي أن نكون".
وتؤكد د. قسمت أن هناك العديد من الأفكار التي يمكن أن تساعدكِ لكي تكوني سعيدة، كما أن هناك مجموعة من الاستراتيجيات المعرفية القائمة على العلم والتي يمكن أن تساعدكِ على التفكير بأفكار سعيدة وتزيد من سعادتك.
• كيفية تطوير أفكار سعيدة
تقول د. قسمت "التفكير في الأفكار السعيدة أمر ضروري عندما نريد أن نكون أكثر سعادة، وأفضل طريقة لتطوير "مهارات السعادة" هي:
- تحديد هدف صغير يمكن تحقيقه.
- الالتزام بهدفك المكتوب.
- إنشاء خطط بديلة ، أو "خطة ب"، من أجل أن تظلي على المسار الصحيح مع أهدافكِ.
• كيف أصل إلى الأفكار السعيدة؟
- اقبلي الأشياء التي لا يمكنك تغييرها:
كلما زاد الوقت الذي نقضيه في الشعور بالضيق من الظروف في حياتنا التي لا يمكننا السيطرة عليها، تقل سعادتنا، حيث يرتبط القبول الإيجابي في الشعور بالرضا ومن ثم السعادة، وهذا هو السبب لأن تبني هذا الفكر السعيد -هو خطوة أولى رائعة نحو السعادة-.
- فكرة اليقظة الذهنية:
لتقوية الأفكار السعيدة، جربي اليقظة الذهنية، والتي يُعتقد أنها تساعد في تعزيز الوعي الذاتي، والوعي بالآخرين، وقبول الذات، والقبول الآخر. يمكن أن يكون مفيدًا لأننا نركز على أفكارنا وأحاسيسنا ونتقبلها دون إصدار أحكام.
- فكرة إدراك الذات:
قد لا تدركي أن التفكير في نفسك مهم للشعور بالسعادة، لكنه بالفعل كذلك. إذا كنا نعيش حياتنا لإرضاء الآخرين أو بطرق غير حقيقية، فمن المحتمل أن نكون أقل سعادة.
- تحديد ما تحتاجينه لتكوني سعيدة:
معرفة احتياجاتكِ خطوة مهمة أخرى نحو السعادة. ومن ثمّ فلا بد من تلبية احتياجاتكِ النفسية من الاستقلالية والكفاءة والعلاقات الإنسانية (الصلة).
الاستقلالية: تتعلق باتخاذ قراراتكِ واختيار اتجاهاتكِ في الحياة.
الكفاءة: هي الشعور بأننا نتفاعل بشكل فعال مع بيئتنا ونستخدم قوتنا أو قدراتنا.
الصلة: هي الارتباط الذي ينطوي على الشعور بالاهتمام والانتماء في المجتمع.
تابعي المزيد: هل السعي وراء السعادة مضر بالبيئة؟!
- فكرة أنك إنسان ذو قيمة وجديرة بالاهتمام يكرس السعادة:
العامل الأكثر ارتباطًا بالتعاسة هو مدى "شعور الشخص بالرضا عن نفسه" فإذا كان لدينا تقدير منخفض لذاتنا ولا نحب أنفسنا كثيرًا، لهذا السبب قد يكون العمل على هذه الأفكار السعيدة أهم شيء يمكننا القيام به والذي يتم من خلال تطوير بعض التعاطف مع الذات.
- فكرة إسعاد الآخرين تجعلك سعيدة:
من أقوى الطرق وأكثرها فاعلية لزيادة السعادة هي المودة واللطف مع الآخرين، فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يشترون الهدايا للآخرين، أو يتبرعون للأعمال الخيرية، أو المتطوعين يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة.
تابعي المزيد: أهم خمس نصائح للسعادة
- فكرة الامتنان للآخر:
كلما زاد التقدير أو الشكر الذي نشعر به، نميل إلى أن نكون أكثر سعادة. بل إن التفكير بالامتنان يحسن الحالة المزاجية، فالامتنان من أسهل المهارات التي يمكن بناؤها لتكريس الشعور بالسعادة.
- فكرة تحديد الأهداف:
يمكن أن تكون معرفة أهدافنا الكبيرة والصغيرة طريقة رائعة لزيادة السعادة. ذلك لأن تحديد أهداف صغيرة يمكن تحقيقها قد يساعدنا في تحقيق المزيد من المكاسب، والتي يمكن أن تعزز مزاجنا، حيث يؤدي تحديد الأهداف والعمل نحوها إلى زيادة السعادة.
وأنت أخبرينا أي من هذه الأفكار والطرق أعجبتك؟ وهل ستلتزمين بها لتكوني سعيدة؟