بعض المراهقات في سن معين لا ينعزلنّ فقط، بل يهربنّ نفسياً؛ حيث نجد الفتاة تفضل البقاء وحدها بغرفتها لفترات طويلة، بعيدة عن أسرتها ومجتمعها، وغالبا ما تتطور هذه الحالة إلى نوع من الانطواء، والمشكلة غالبا ما تحدث مع بداية سن المراهقة والإحساس بالذات، والرغبة في التمرد على قيود والتزامات الأهل..ولأسباب أخرى كثيرة سوف نستعرضها في التقرير التالي، وبحثا عن مظاهر هذه العزلة وأسبابها وطرق العلاج، كان لقاء "سيدتي وطفلك" والدكتورة فاطمة الشناوي محاضرة التنمية البشرية واستشارية العلاقات الأسرية.
مظاهر انعزال الفتاة عن أسرتها
- أن تجعل البنت لنفسها عالماً خاصاً مستقلاً، من خلال الأحاديث بالجوال أو عبر الانترنت.
- كثيرا ما تُشاكس الأهل وترفض قراراتهم و اختياراتهم ..ربما لرغبة في الاعتراض فقط.
- لا ترغب في التقيد بعادات وتقاليد الأسرة، ترفض بعض المبادئ ولا تنقاد إلا لرغباتها.
- تمتنع عن الجلوس وسط العائلة، وتبقى بغرفتها أوقات طويلة، وترفض مصاحبتهم في الزيارات العائلية، وتصر على موقفها، وتُبدع في سرد الحجج.
أسباب عُزلة الفتاة وابتعادها عن الأسرة
- تنعزل بسبب كثرة رفض الأهل لطلباتها؛ شراء الجديد، زيارة صديقة، أو رحلة خارج البلد.
- عدم إشباع الحاجات النفسية للبنت من الحب والحنان والتقدير.
- ترك الحرية غير المنضبطة للفتاة، والتدليل الزائد أو الثقة الزائدة.
- وربما كان الباعث ..حالة التفكك الأسري وانشغال الأبوين بمشاكلهما أو بعمل أو ارتباطات.
- رفيقات السوء، أو بسبب تأثير وسائل الإعلام و الميديا.
- الضغط على الفتاة بما لا تريده، كالزواج المبكر، أو تحمل مسؤولية ما، أو دخول كلية لا تحبها.
- وأحياناً كثيرة تكون التغيرات الجسمية والفسيولوجية عند الفتاة وعدم معرفة كيفية التعامل معها..هي السبب.
خطوات للتعامل مع عُزلة الفتاة
تعرفّي إلى المزيد: ابني يعاني من التأخر الدراسي: ماهي الأسباب وطرق العلاج؟
- عدم تسلط الأب أو الأخ، والتعامل بالرفق والحب مع المراهقة، وعدم إجبارها على شيء ليس من حق أحد إجبارها عليه.
- مصاحبة الأم لابنتها، والوصول بها إلى مرحلة الثقة وفتح القلب لها، ومحاولة التعرف على صديقاتها، والمساهمة في توجيههنّ، وخلعها من صديقة السوء بالتدريج.
- الاعتدال في معاملة البنت، بمعنى أن تكون الأوامر والطلبات بين اللين والحزم، مع المراقبة غير المباشرة لتصرفات الابنة أثناء عزلتها بالبيت وخارجه.. وسط الصديقات.
- مراعاة المرحلة التي تمر بها الفتاة، والتغيرات النفسية والهرمونية المصاحبة، خاصة مع اقترابها من سن المراهقة، وإعدادها من قبل لهذه التغيرات.
- الحرص على عدم ترك البنت بمفردها وقتاً طويلاً، بمعني محاولة توجيهها لبعض الهوايات، ممارسة الرياضة، قراءة القصص والروايات، مشاهدة بعض البرامج المفيدة لها.
- توعية الأسرة بأساليب التربية السليمة، ومن ذلك: المحاورة، النقاش وتبادل الآراء، عقد اجتماع أسري هادف ومشوق بصفة يومية أو أسبوعية.
- التواصل مع المدرسة، وتفعيل دورها للمشاركة في وضح حلول لمشكلة البنت، بمحاولة إشراكها في بعض الأنشطة، أو إعطائها بعض المسؤوليات التي تتناسب واهتماماتها.
تحول العزلة إلى انطواء
تعرفّي إلى المزيد: حركة الطفل المفرطة: هل هي نشاط عادي أم مرض يحتاج لعلاج؟
- هذا هو الأمر المخيف؛ وإن كان في الغالب يرجع لأسباب وراثية؛ حيث إن نشأة الطفل في بيت يتسم أفراده بالانطواء، وحب العزلة، وعدم الاختلاط بالآخرين، فإنه سينشأ شخصاً انطوائياً أيضاً.
- التربية عامل مهم في تكوين شخصية الفرد، لهذا الأشخاص الذين تتم تربيتهم على عدم التعاون، وعدم الاختلاط بالآخرين، يكونون أكثر عرضة للعزلة من غيرهم.
- عدم الثقة بالنفس: وهى من أكثر الأسباب النفسية التي تجعل المراهق يعاني من العزلة والانطواء، بسبب خوفه من رد فعل الآخرين تجاهه.
- كما أن هناك بعض الفتيات أو الفتيان لا يملكون القدرة على التحدث مع الآخرين؛ بسبب المعاناة من عدم الثقة بالنفس، وافتقار اللباقة.
أعراض المعاناة من الانطواء
- الجلوس منفرداً في أماكن منعزلة لأوقات طويلة.
- العصبية الشديدة، الخوف والقلق من مواجهة الآخرين.
- الصراحة عند التحدث، أو توقع انتقادات الآخرين.
- عدم الرغبة في الظهور في المناسبات الاجتماعية.
- قضاء فترات طويلة على الانترنت.
طرق حديثة لمعالجة عزلة وانطواء المراهق
- يحتاج المراهق إلى من يفهمه ويتمكن من التواصل معه، فيجب أن تكون هناك علاقة جيدة بين المراهق والأهل، وأن يكون هناك حوار دائم وصبر شديد لتلقى رغبات المراهق.
- أما عند الإناث فظهور الدورة الشهرية يسبب لها الشعور بالخوف والانزعاج أو حتى الابتهاج في بعض الأحيان، فيجب أن يقابل هذا الحدث بموضوعية وشرح لأسباب هذا الحدث وطمأنة البنت.
- من ظواهر هذه المرحلة أن المراهق يكون سريع الغضب فيقابل من الأهل بعنف وغضب أشد، فيجب أن نتعرف بهدوء على أسباب هذا الغضب.
- المراهق في هذه المرحلة يحاول التخلص من شخصية الطفل الذي بداخله، ويحاول أن يقنع الآخرين أنه قد كبر، ولذلك يبدأ بمحاولات التحرر من التبعية والخضوع للمدرسة والكبار، ويخلق لنفسه عالماً خاصاً.