عندما يذكر مرض التوحُّد، يخطر في بالنا الأطفال، الذين لا يملكون القُدرة على فهم طريقة تفكير الأشخاص من حولهم، والإحساس بالمشاعر، ما يؤدي إلى صُعوبة تعبيرهم عن أنفسهم واختيارهم للكلمات المناسبة أو تعابير الوجه أو الحركات المناسبة؛ لكن هل تختلف الأعراض عندما يصلون إلى سنّ المراهقة، وهل يتوجب على من يقوم برعايتهم تغيير أسلوبه في الكثير من النقاط؟ تفصيلات عن هذا الموضوع يدرجها لك الخبراء الذين استشارتهم "سيدتي وطفلك"
ما هو التوحد؟
يُشير مُصطلح التّوحد إلى إصابة الإنسان بحالة عصبيّة وسلوكية معقَّدة، تُسبب ضعف في مهارات التواصل الاجتماعي واللغة لديه، تؤدي إلى ظهور سلوكيات غير منطقية يغلب عليها طابع العند والصرامة والغضب، فقد أُطلق عليها مصطلح اضطراب التوحد ASD، قد تؤثر على الإنسان تأثير شديد يعيقه عن عيش حياة طبيعية. يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين؛ فيواجهون صُعوبات كثيرة في التّعبير عن أنفسهم بالكلمات أو الإِيماءات أو تعبيرات الوجه.
تعرّفي إلى المزيد: أسماء مواليد ذكور نادرة
أعراض التوحد عند المراهقين
في بعض الحالات لا تظهر أعراض مرض التّوحد على الأطفال عندما يكونون صغاراً، لا يبدو أنّهم يُعانون من خطر التوحد خلال مرحلة لاحقة من حياتهم. يجب على الأهل إعطاء أهمية كبيرة للأعراض التي يعاني منها أطفالهم في مرحلة الدّراسة والمراهقة، من خلال الأعراض الآتية:
1 - يُبدِي المراهقون المرضى بالتوحُّد ردود فعل غريبة إزاء المُنبهات المُختلفة، مثل الضوء والأصوات والروائح واللمس والتذوُّق.
2 - يشعرون بانزعاج كبير تجاه بعض الأصوات الخفيفة، مثل صوت الأوراق أو العصافير، يتأثرون عند حُصول تغيير مفاجئ في المُنبهات الحسيّة حولهم، مثل الأضواء السّاطعة والأصوات العالية وملامسة أشياء خشنة الملمس.
3 - لا يظهرون أي اهتمام بكلام الأشخاص الذين يتحدّثون إليهم مباشرة. حيث لا يستطيع المراهقون المصابون بالتوحُّد على التعبير عن مشاعرهم بأسلوب مقبول اجتماعياً لدى الآخرين، فيبدؤون بالصراخ أو البكاء أو الضحك من دون وجود أي مُبرر واضح لذلك.
4 - إذا شعروا بالقلق إزاء أمر معين، يتصرفون بشكل هستيري وعدوانيّ، مثل العض والخدش والضرب وتحطيم الأشياء من حولهم، وقد يظهرون بعض الإيماءات أو التعبيرات غير اللائقة في نظر الآخرين، من المحتمل أن يتجاهلوا وُجود بعض الأشخاص؛ لذلك لا يحظون بعدد كبير من الأصدقاء، في بعض الحالات، لا يوجد لديهم أي صديق.
5 - يميلون إلى إظهار سلوكيات استحواذية، من جهة أخرى يكون المراهقون المُصابون بالتوحد أكثر ذكاء فيما يتعلق بالمهام التي لا تتطلب منهم التكلُّم، فهم يستعملون جملاً قصيرة، ويواجهون صعوبات كثيرة عند التكلُّم وفق القواعد اللغوية.
6 - يُحسنون التصرُّف بصورة مقبولة حين يتعلَّق الأمر بالمهام البصرية والمكانية، لكن يكونون أقل كفاءة عند مواجهة الأسئلة والمهام، التي تتطلب منهم التفكير المُجرّد، لذلك تراهم يستجيبون بشكل حرفي لبعض الأمور والمهام؛ ذلك لأنَّهم يواجهون صعوبة كبيرة في استيعاب العبارات التي تشرح لهم ما يرون، أو ما يتوجب عليهم فعله.
تعرّفي إلى المزيد: حيَل الأمومة إذا كنت مشغولة