يدور بخلد الوالدين فيها أسئلة كثيرة بخصوص التربية، وأهمها ما يشاهده الكبار من تصرفات للأبناء يظن البعض أنها مقصودة أو مكتسبة من الأقارب أو من المدرسة، وأهم تلك التصرفات الإيحاءات الجنسية، مثل: لمس الأعضاء التناسلية بكثرة، ومحاولة اكتشاف ما لدى الجنس الآخر، وكذلك العبث بطريقة توحي بممارسة العادة السرية، ولمس الكبار في أماكن حساسة عمداً، المستشار الأسري والاجتماعي عبد الرحمن القراش يرشدنا من خلال السطور التالية إلى أسباب هذه الظاهرة وكيفية التصرف حيالها...
• الأسباب
بداية يقول القراش: "إن الأطفال في عمر 5 سنوات تظهر لديهم بعض السلوكيات ضمن الإطار الطبيعي، وليست ناتجة عن رغبة جنسية، وتكون في معظمها استكشاف للواقع وللجسم وللآخرين، رغبة في الحصول على إجابات لأسئلة تدور داخل النفس البشرية، وأهمها: الفرق بين الذكر والأنثى، ولكن إذا زادت عن المعدل الطبيعي بحيث أصبحت تمارس بكثرة في البيت وخارجه، فإنها تنم عن ثلاثة أمور، وهي: مشاهدة أحد الوالدين يمارس تلك العادة فيقلده، أو مشاهدة وسائل الإعلام دون رقابة، أو أن يكتسبها الطفل من أطفال أكبر منهم في غفلة الوالدين.
ولكن بعد 5 سنوات من العمر، خصوصاً في سن المدرسة وحتى الـ 12 عاماً، فإن سبب هذه التصرفات يعود لتعرض الطفل للتحرش من قريب أو بعيد، واكتساب الطفل تلك الحركات من المدرسة أو الأقران، وعدم الرقابة على ما يشاهده في الإعلام، بالإضافة إلى السماح له بالخروج للشارع دون متابعة لفترات طويلة".
• دور الوالدين وأنواع التربية
حول دور الوالدين يقول القراش: "إن تربية الأبناء مسؤولية جسيمة، ويجب إدراك أن للتربية نوعين، وهما: التربية بالمحاكاة، والمقصود بها أن الطفل يقلد من أكبر منه خصوصاً والديه، والتربية بالتعليم، والمقصود بها أن الطفل يحتاج لمن ينبهه منذ سن مبكرة بواقعه".
• الخطة العلاجية
1. يجب استخدام لغة جادة عند مشاهدة تصرف الطفل وتنبيهه بأنه خطأ، مع التوضيح له أن هذا الخطأ يسبب غضبك منه وحرمانه مما يحب، والابتعاد عن كلمة "عيب" إذا لم يتم توضيحها؛ لأن الأطفال أصبح لديهم مناعة من كثرة سماعها عند كل تصرف.
2. إدراك أن الطفل لا يحتاج لعقاب بدني لكي يبتعد عن تصرفه، بل يحتاج لتصحيح سلوكه؛ لأنه لا يدرك عواقب تصرفه الناتج عن المحاكاة.
3. اتخاذ كافة التدابير الممكنة لاكتشاف كيف تعلم ذلك السلوك، فربما قام به ببراءة وليس قصداً، لذلك يجب التساؤل: هل هذا السلوك مناسب لهذا العمر؟ أين ومتى يحصل هذا السلوك؟ هل يحصل كثيراً أم أحياناً؟ هل هو طبيعي في سن الطفل؟ هل هذا سلوك مختص بالبالغين فقط؟ لأن ما يقلق الوالدين أن هذا الطفل قد يكون تعرض للاعتداء الجنسي.
4. يجب إدراك أن الأطفال يتفاوتون في فهم السلوك وحبهم للاستطلاع.
5. التحدث معهم تدريجياً في هذا الموضوع، وذلك بانتهاز الفرصة المناسبة، وبلغة مناسبة، وتقديم معلومات مناسبة قد يحتاجونها.
6. متابعة الطفل في بداية سن بلوغه خصوصاً البنت؛ نظراً لظهور علامات البلوغ عليها أكثر من الولد، وتعليمها كيف تتعامل مع تلك المرحلة من قبل الأم، ومتابعة الولد من الأب خصوصاً في سلوكياته مع أقرانه وإخوانه، وكيف يتعامل مع الأمور التي حرصت السنة على اتخاذها عند البلوغ كالأخذ من الشعر الزائد.
7. ربط المدرسة بالبيت لمتابعة سلوكيات الطلاب والطالبات، وما يطرأ عليها من مستجدات دون عنف.