كثيراً ما نشعر بأهمية وتميز بعض الشخصيات بمجرد أن نكون معهم، وكأن الأضواء تتوجه إليهم وكأنهم يملكون قوة خفية، فلهم حضور طاغي وقدرة على التواصل مع الأخرين من حيث القول والفعل والعاطفة والتأثير الإيجابي عليهم، نعم تلك هي الكاريزما، ولكن هل هناك طرق مختلفة يمكن من خلالها اكتساب الكاريزما؟
الشخصية الجذابة
بيّن المستشار الأسري والتربوي عثمان المحطب لسيدتي بأن قوة الشخصية لا ترتبط بالمال، العلم أو القوة الجسدية فتلك العوامل لا تخلق شخصية قوية، على الرغم من أنها تدعم وجودها، ولكن الشخصية القوية هي عبارة عن صفات وسمات نفسية تدعم بناء شخصية جذابة ومؤثرة.
يقول: "الشخصية الجذابة هي الشخصية المسيطرة بدون عنف، والمؤثرة على الآخرين بدون إلزام لأن سيطرتها تلقائية تصاحب الشخص في المكان أو الموقف الذي يتواجد فيه، وتعطى المحيطين به دفعة قوية وثقة بالإنجاز لمجرد تواجده بينهم وحتى قبل أن يبذل أي جهد".
ويضيف: "ونحن في الغالب نميل للاقتداء بمن يحمل هذه الصفات التي نتمناها لأنفسنا، كالقوة، الشجاعة، الفصاحة، الثراء، والشكل الجميل والمرح ونصف من يتمتع بذلك بالجاذبية والكاريزما، بينما هم ليسوا كذلك لدي فئة أخرى من الناس تتصف بالشجاعة، التهور، الثراء بالتبذير، والمرح بنقصان العقل، وبناء على ذلك فمن هو جذاب عند البعض قد لا يكون كذلك عند آخرين".
صفات الشخصية الكاريزمية
يقول المحطب: "وضع علماء النفس صفات عامة لذوي الشخصية الجذابة القوية بشكل عام، وقاموا بصياغتها بشكل نصائح لذوي الشخصيات الضعيفة كي يمارسوها لتحسين تواصلهم مع الاخرين مما يدعم من قدراتهم ومهاراتهم الاجتماعية:
الثقة بالنفس واكتساب المهارات الاجتماعية
مثل مهارة الحوار الايجابي مع الاخرين وتتضمن؛ تقبل الرأي الآخر، عدم المقاطعة، حفظ الصوت، التحدث بنبرة هادئة بمواضيع ايجابية بعيدة عن التهويل والترويع. تقدير مشاعر الاخرين أثناء الفرح والحزن، فلا نظهر لهم ما يكدر ويعمق مشاعرهم السلبية أو يحرمهم من المشاعر الإيجابية. الشكر والثناء على الاخرين، ليس لخدماتهم فقط، ولكن لعلاقتهم بك.
التواصل مع الآخرين
تفقد أحوال الآخرين وتقديم الدعم النفسي والمادي لهم حتى قبل أن يطلبوه، الاهتمام بالشكل والهندام المناسب للوسط الاجتماعي، والذي لا يجرح حواس الآخرين أو يمس الذوق العام، تعلم ممارسة هواية تتفق مع المحيطين الأمر الذي يسهل الاندماج في المجتمع، والتسلح بالمعلومات الكافية والوافية عن الحوارات اليومية للمجموعة التي ينتمي لها الشخص. المكانة الاجتماعية أو الوظيفية تدعم عناصر القوة لذلك على الفرد أن يسعى لتطوير ذاته وعلاقاته حتى يحصل على الريادة.
المواجهة والتحرر
يجب على الإنسان أن يكون صلباً أمام الأحداث الصغيرة والكبيرة، وأن يتخلص من المشاعر السلبية سريعاً. كما ينبغي على الفرد تحمل المسؤولية عن نفسه، وتجنب إلقاء اللوم على الآخرين، كذلك تقديم الاعتذار إذا لزم الأمر، أضافة لعدم الخوف من الفشل، والمسارعة باتخاذ القرار وتنفيذه حتى وإن لم ينجح، فينبغي المحاولة مرة أخ لحين الوصول للهدف