هل سبق وجربت الدراسة مع مجموعة من زملائك أو أصدقائك؟ قد ترى أنها غير فعالة، وأن الدراسة بمفردك أفضل بالنسبة لك، لكن هذا لا يعني أن الدراسة المنفردة أفضل من الجماعية أو العكس، فهذا الأمر مختلف من شخص إلى آخر.
تقول الدكتورة إبتهاج طلبة، الخبيرة التربوية بكلية رياض الأطفال لسيدتي: لا توجد طريقة مناسبة في الدراسة للجميع؛ فهذا يعتمد على العديد من العوامل، لكن كيف تحدد الطريقة الأنسب لك؟ قبل تحديد الطريقة المناسبة، من المهم أن تقيّم جميع الخيارات المتاحة بالنسبة لك ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها لتقييم نقاط القوة والضعف لكل منها.
إنّ المذاكرة الجماعية تبقى من بين الوسائل المفيدة التي قد تعود بالنفع على جميع أفراد المجموعة، وذلك لما تقدمه من تكامل بينهم سواء على مستوى تنمية القدرات العلمية، أو المهارات التشاركية. لكن، تبقى مردودية هذا النوع من الطرق التعليمية رهينة باحترام مجموعة من الأساسيات والقواعد التي كلما طبقت بشكل مضبوط، كانت النتيجة أكثر فاعلية، هناك العديد من
الجوانب الإيجابية للدراسة الجماعية:
• روح الفريق الواحد
تساعد الدراسة الجماعية الطلاب على التعبير عن الأفكار المختلفة ومناقشتها مع بعضهم البعض، مما يساهم في خلق تجربة تعليمية أقوى؛ لأن العصف الذهني يؤدي إلى مفاهيم جديدة حيث إنهم يدرسون نفس الموضوع، لكن من وجهات نظر مختلفة. كذلك فإن التواصل الجماعي يعمل على تحسين القدرات التحليلية ويساعدك على اكتساب معرفة معينة، مما يؤدي إلى توسيع مداركك.
• توضيح الأفكار
من خلال الدراسة في المجموعات يمكن توضيح نفس الفكرة بطرق مختلفة بناءً على وجهات النظر المختلفة؛ لذا يشرح الطلاب الأفكار الصعبة لبعضهم البعض، مما يجعل تجربة التعليم أفضل.
• تعزيز الثقة
تعد الدراسة الجماعية من أفضل الطرق للتخلص من المماطلة والتسويف، حيث إنها تجعلك دائم الانتباه لما يفعله الآخرون مما يُبقيك متحفزاً، كما أنه يجعلك ترغب في إنجاز المزيد وتجنب تأجيل الدراسة.
• الاطلاع على وجهات نظر مختلفة
إن الاطلاع على وجهات نظر مختلفة حول موضوع معين سيساعدك على التفكير بشكل أكبر بشأنه، فعندما تستمع للآخرين وتبدأ بطرح الأسئلة سرعان ما سترى العديد من وجهات النظر المختلفة حول نفس المشكلة.
• تصحيح المعلومات
عند مقارنة الطلاب فهمهم لفكرة معينة سيختبر كل منهم دقته، كما سيقومون بتصحيح الأخطاء في فهمهم للمعلومات وحصولهم على أفكار كانوا يجهلونها. يكون ذلك عن طريق مشاركة الملاحظات التي قاموا بتدوينها خلال المحاضرات.
سلبيات الدراسة الجماعية
قلة الإنتاجية
في أوقات الامتحانات قد لا تكون الدراسة الجماعية الخيار الأفضل لذلك؛ فأنت بحاجة إلى تحديد أولوياتك والتركيز على الأفكار التي تعلم أنك بحاجة لزيادة وقت دراستها وتخطي الأجزاء الأخرى التي أتقنتها بالفعل.
• تشتت الانتباه
يتخلل المجموعات الدراسية الكثير من الدردشات التي قد تكون مصدر إلهاء وتشتيت للانتباه. قد يجعل هذا الدراسة غير فعالة وأقل فائدة.
• التعلم غير الشخصي
تتصور أدمغتنا المعلومات بشكل مختلف، ومن أجل استيعاب المعلومات بشكل صحيح عليك أن تفعل ذلك بطريقتك الخاصة. فعندما تدرس في مجموعة ستدرس بوتيرة شخص آخر، سواء كانت سريعة أو بطيئة، وبالتالي لن يساعدك ذلك التركيز على النقاط التي ترغب بالتركيز عليها نظراً لأنك تواجه بعض الصعوبات فيها.