تحتفل الإمارات بذكرى اليوم الوطني الـ 50 وقيام الاتحاد، حيث تمَّ الإعلان عن دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971م، إبان جهود المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، وأصحاب السموّ حكام الإمارات.
وقفة عند ذلك التناغم الذي يروي ما حفظه الأحفاد من ذكريات الآباء والأجداد الذين عاصروا قيام الاتحاد، ووقفوا إجلالاً لرفع العلم. في لقاءات وحديث من القلب لـ 5 إماراتيات، نقلن تهنئاتهن باليوبيل الذهبي الـ 50 لقيام الاتحاد، وتحدّثن عن مساهماتهن في بناء جيل اليوم، وتطلعاتهن المستقبلية التي لا تتوقف عند حدود.
ميثاء حمدان: أصيغ المستقبل في تفاصيل أعمالي
ميثاء حمدان هي فنانة مفاهيمية، وصانعة أفلام، وجدت في التعامل مع القماش ، طريقاً لسرد القصص الإماراتية التي تغوص في التاريخ، وترسم ملامح الغد المشرق.
ترسخ في ذاكرة ميثاء حمدان، حكايا وكلمات جدتها لأمها فاطمة بنت عيسى، تقول ميثاء: "كانت دائماً تقول: العبن يا بنات ترى اللعب زوّال قبل البنين وقبل مغثبر البال...". هذا البيت ظل في بالي واخترته في عمل فني، مع ماركة مجوهرات، وأصبح على قلادة وإسورة من الذهب، كان يدعو الفتيات كي يعشن عمرهن ولا يحملن هموم المستقبل الذي سيزدهر بطموحاتهن، هكذا كان يعدنا الاتحاد في بداياته، وكل أعمالي الفنية تحاكي روايات جدتي التي كانت كلها ترتبط بتاريخ الإمارات".
احتفالاً بذكرى اليوبيل الذهبي لخمسين عاماً من روح الاتحاد، شاركت ميثاء في الإخراج الفني للفيلم القصير، "موطن الحلم والإنجاز"، الذي يعرض في الجناح الإماراتي في إكسبو 2020، تتابع ميثاء: "درسنا كل التفاصيل ليخرج الفيلم إماراتياً بحتاً".
تعرّفي إلى المزيد: دليلكم الكامل لاحتفالات اليوم الوطني لدولة الإمارات الـ50 في دبي
فاطمة الملا: أعشق تدرجات تلون البلح على نخيل الإمارات
في ذاكرة فاطمة الملا مصممة الأزياء، ذلك البريق الذي طالما يشع من عيني والدها، وهو يذكر لهم كيف كان موجوداً بين الجموع في 2 ديسمبر عام 1971 وهو يطالع العلم يرتفع معلناً وحدة الإمارات السبع، تعلّق فاطمة: "كان موقفاً لا يفارقه إحساسه، ويفصح عنه فيّ كلما اجتمعنا، ليذكرنا بجذورنا، وبذلك العهد، الذي رسم لنا ملامح المستقبل".
تصاميم فاطمة مستوحاة من التوب الإماراتي التقليدي، والألوان التي درجت النساء على ارتدائها، منذ القديم، وحتى سنوات الاتحاد، تتابع قائلة: "هناك قصة إماراتية قديمة وراء كل حبكة خيط في ثوب، وتتوالى القصص، لتحكي قصص ذلك التلاحم الفريد، الذي رسم مستقل 50 سنة من الاتحاد".
إيمان الرفاعي: وصلنا إلى اليوبيل الذهبي بجدارة
محامية إماراتية حصدت جائزة المحامية المتميزة بفضل المرافعات التي قدمتها أمام قضاة المحاكم في قضايا متنوعة، تجد في الإمارات، الأنموذج الذي يسوده العدل والإنصاف والتراحم والعلم والثقافة، تعلّق قائلة: "وصلنا إلى اليوبيل الذهبي بجدارة".
كانت إيمان تحلم منذ صغرها بأن تكون محامية، لإحساسها بالمسؤولية، تجاه الناس، تعلّق قائلة: "إحقاق الحق في الإمارات، هو الباب الذي فتحه قادتنا على مصراعيه".
تعود المحامية إيمان إلى ذكرياتها مع جدتها، التي وصفتها بالحكيمة، تتابع قائلة: "تعلمت منها القوة، كانت تسعى لإصلاح أي مشكلة قبل أن تحصل، تعلّق قائلة: "حكمة أجدادنا وجداتنا، هي روح الاتحاد التي حمستنا لنكون ما نحن عليه في الحاضر ونرسم المستقبل ..وأحد أهدافي هو تدريب الشباب والشابات المبتدئات في المهنة، وهي مسؤولية كل محامٍ ومحامية".
تعرّفي إلى المزيد: متحف اللوفر أبوظبي يطلق موسمه الثقافي الجديد مع 4 معارض تزامناً مع اليوبيل الذهبي للإمارات
حصة الرياسي: نحن عيال زايد ليس بالكلمة، بل حقيقة نمثلها
قدّمت حصة الرياسي، إعلامية، في تلفزيون دبي، دراسة الماجستير الخاصة بها، بعنوان: "تمكين المرأة في الإعلام الرياضي".
تذكرت حصة، ذلك الألبوم الذي يحتفظ والدها به في مكتبته، قلّبت صفحاته في ذهنها، والتي تعرض صور القادة العرب، وتوقفت عند صور الشيخ زايد، رحمه الله، وقالت: "هذا القائد زرع الوطنية والقومية العربية في قلوبنا، حتى صرنا نعرف قيمة جواز الإمارات؛ لأننا عرفنا إلى أين أوصلنا هذا التطور، نحن عيال زايد ليس بالكلمة، بل حقيقة نمثلها، تلاحم مبني على رسائل لم تكن مباشرة، لكنها حازمة تدفعنا نحو الأمام".
لا تنتظر حصة العيد الخمسين، لتشارك في عرس الإمارات، حيث تقول: "كل يوم هو عرس هذا الوطن وعطائي يومي بحسن عملي ومشاركاتي، سواء في الإذاعة أو في السوشيال ميديا".
تعجز حصة، كما تقول، عن تصور المستقبل. في دولة الإمارات كل شيء وارد، لكنه مشرق بالتأكيد".
مريم الزعابي: أغرس حب الوطن في قلوب الأطفال
صدرت الرواية الأولى للكاتبة مريم الزعابي، "بالأحمر فقط" عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، لتكون فاتحة فوزها، بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 2013، ثم تتابعت الأعمال.
تستجمع مريم ذاكرتها، وتعود إلى الوراء حيث الماضي الجميل، وتصف لنا كيف كانت ذكرى التحضير لليوم الوطني، إذ تقول: "كان والدي رحمه الله يحرص على شراء الملابس الجديدة لنا وحثنا على الاحتفال بهذا اليوم الجميل وفي يوم 2 ديسمبر؛ حيث اجتماع أهالي الفريج وإقامة الولائم في مكان واحد مهنئين بهذه المناسبة. تقاليد غرست حب الوطن في نفوسنا منذ الصغر ولا زالت هذه العادة موجودة إلى اليوم، الحرص على شراء ملابس جديدة وتخضيب الأيدي بنقوش الحناء".
قصص الجدة، وحكايا الماضي، كانت من تقاليد الاحتفال بعيد الاتحاد، تتابع مريم: "كانت تجمعنا، وترسل لنا بقصصها مقاصد تغرس حب الوطن في نفوسنا وكانت دايماً تقول لنا (ترى هذه الدولة أمكم وما حد يرخص بأمه لو شو ما صار حافظوا عليها).
تعرّفي إلى المزيد: 5 مبدعات في يوم المرأة الإماراتية: نلنا فرصاً ونحن جديرات بها