الشعر لسان البلاغة، والقصيدة قلب الإبداع الكتابي والنص الشعري تهيمن عليه الصور الفنية لتختلج إلى نفس القارئ وتتلمس حاجاته وقضاياه، فتعبّر عنها بطريقة فنية بلاغية مدهشة، وما بين الشعر والقصيدة اختلافات واشتقاقات، ولطالما يتم استخدام الكلمتين القصيدة والشعر بالتبادل على الرغم من وجود فروق جوهرية بينهما، حيث تختلف المعاني الداخلية للقصيدة والشعر بدلالاتها ومدلولاتها. "سيدتي" التقت الشاعر والناقد الأدبي صالح شرف الدين، عضو شعبة النقد باتحاد كتاب مصر، وعضو اتحاد الناشرين، وغرفة التحكيم بنقابة المحامين ليحدثنا عن الفرق بين الشعر والقصيدة في الحوار التالي.
- ما هي القصيدة؟
يقول صالح شرف الدين لـ"سيدتي": القصيدة بناء فني ارتبط بقصد كتابة الشعر، فعندما يقصد الشاعر الانتقال من النثر إلى الشعر يأتي ببناء مختلف عن النص النثري يسمي قصيدة وله تعريف في معاجم اللغة.
- ما هو الشعر؟
اختلف القدماء والمحدثون في ماهية الشعر، فمنهم من ربط بين الشعر وبين الوزن والقافية حتى أنهم أطلقوا (مصطلح الشعر التعليمي) على النصوص التي تُعلم القواعد والفقه لأنها موزونة عروضيًا ولها قافية واحدة مثل: ألفية ابن مالك، والبعض قال إن هذا مجرد نظم وأن الشعر يجب أن تكون العاطفة فيه ركنًا وأن يكون الخيال فيه ركنًا أيضًا إلى جانب الفكرة والموسيقى، ولكنهم لم يختلفوا على الشاعرية وهي: الفكر والإحساس والخيال والموسيقى، وقد تكون في القصة أو الرواية أو الخطبة أو الرسالة، ومن باب أولى يجب أن توجد في نصوص الشعر، لذلك نرى أن النص الشعري مهما كان شكله يجب أن يستند إلى الفكر والإحساس والخيال والموسيقى.
تابعي المزيد: مراحل تطور الشعر العربي
- كيف تختلف القصيدة عن الشعر؟
القصيدة هي قطعة من العمل الأدبي. والشعر هو شكل من أشكال الفن، على أن كلَ شعرٍ قصيدةٍ لكن ليس كل قصيدةٍ شعراً؛ فقد تخلو بعض القصائد من الخيال والعاطفة، كأن نكتب قصيدة موزونة مقفاة في الحكمة مثلاً، لكننا يمكن أن نطلق على أي نص تتوفر فيه الشعرية ويأخذ شكل الشعر أبيات أو أسطر يمكن أن نطلق عليه مصطلح قصيدة، فالقصيدة هي قطعة من الكتابة يتم فيها التعبير عن المشاعر والأفكار باهتمام خاص من خلال الإلقاء والذي يتضمن أحيانًا القافية والإيقاع والصور، بينما الشعر عمل أدبي ذو جماليات فنية وصيغ إبداعية يتم من خلالها التعبير عن المشاعر والأفكار من خلال استخدام أسلوب وإيقاع مميزين.
تابعي المزيد: أحمد فضل شبلول والفرق بين الكاتب والشاعر
- أيهما اكثر إبداعا نظم القصيدة أم نظم الشعر؟
الإبداع هو خلق جديد ليس له سابقة، وبهذا المعنى فكل القصائد إبداع وكل نصوص الشعر إبداع أيضا.
- حدثنا عن تطور القصيدة وتطور الشعر كجنسين أدبيين وأيهما يلقى إقبالا ولماذا؟
القصيدة العربية التي تلتزم الوزن الواحد والقافية الواحدة ما زالت موجودة حتى الآن لكنها لم تستطع أن تمنع التطور في الشكل، فظهر الغنائيات والموشحات وظهر الشعر الحر أو شعر التفعيلة أو السطر الشعري، وكانت هناك محاولات للشعر المرسل من التزام قافية معينة، وظهر شعر المقطوعات كل مقطوعة لها قافية مستقلة، والآن يوجد ما يمكن أن نسميه الشعر الحر جدًا، أو ما يطلق عليه قصيدة النثر، ونحن نفضل مصطلح الشعر الحر جدًا لأن قصيدة النثر ليس لها تعريف في المعاجم العربية.
وهنا يجب أن نثبت أن الحديث المتطور شعريًا في الشكل لا يمكن أن يقضي على القديم الذي امتلك سر الخلود، وهو سمو الفكرة وإنسانيتها، وصدق الإحساس، وانضباط الصياغة فما زلنا نطرب لبعض أبيات أمرؤ القيس وكثيرًا من أبيات المتنبي والشابي، وغيرهم، ويكون الإقبال وفق نجاح الشاعر في إحداث الدهشة بأي شكل، فهناك من يقبل على كتابة أو قراءة القصائد القديمة، وهناك من ينجذب للشكل الحديث؛ لأن اختلاف الأذواق حقيقة إنسانية وواقع فعلي.
- كيف تجد حال الشعر العربي في عصر التكنولوجيا؟
إذا استفاد شعرنا العربي من التكنولوجيا ،سيكون اكثر انتشاراً، وأكثر تألقاً، وأكثر انضباطاً، وإذا شغلته التكنولوجيا عن الشاعرية أو عاش على النسخ الورقية فقط فلن يحقق قفزات نتمناها له مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل وشبكة المعلومات.
تابعي المزيد: أمسيات شعرية سعودية احتفاء باليوم العالمي للشعر