الدراسة في الخارج أُمنية علقت بأذهاننا جميعًا في فترة من الفترات، وفوائد الدراسة في دولة متطورة من الجانب التعليمي مُتعدِّدة، ومن بين ذلك، الفائدة المعلوماتية، التي تتمثَّل في الحصول على معارف لا توجد في بلد المنشأ، وكذلك إمكانية الاستمرار، والحصول على وظيفة فيما بعد الدراسة بتلك الدول، تقول الدكتورة ابتهاج طلبة، الخبيرة التربوية لسيدتي لا ننسى المُكتسبات الحضارية، والتعرف على قيم وعادات جديدة، وهناك عديد من النصائح المهمة عند الدراسة في الخارج؛ كي تكتمل تلك المسيرة، وتُكلَّل بالنجاح بفضل الله.
*تحديد وجهة الدراسة المناسبة:
من المهم أن يختار السَّاعون نحو الدراسة في الخارج الوجهة التي تناسبهم، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل:
-طــــبيعة التخصص المراد دراسته:
هناك دول تسبق غيرها في بعض التخصصات، لذا عليك أن يكون اختيارك وفق جودة التخصص في البلد الذي تريد الدراسة فيه.
-التــكلفة المتعلقة بالدراسة:
تختلف تصنيفات الجامعات الدولية، وهناك جامعات تفوق غيرها، لذا نجد أن هناك تفاوتًا من حيث التكلفة، والتخصصات ذاتها قد تلعب دورًا في تحديد التكلفة، بالإضافة إلى أن هناك دولًا أرخص من غيرها بوجه عام، فعليك أن تبحث بإتقان
-الحياة الاجتماعية في الدول المراد السفر لها:
هناك بعض من الدول التي يمكن التأقلم على الحياة الاجتماعية فيها بسهولة عند السفر للدراسة في الخارج، نظرًا للطابع المتقارب مع الدول العربية، وأخرى تحتاج لوقت من أجل التعرف على العادات والتقاليد، ومُسايرة الحياة، ومن المهم أن يفكر الطلاب في ذلك عند التخطيط للدراسة في الخارج؛ نظرًا لأن كثيرًا من الطلاب لا يستطيعون مُسايرة بعض المجتمعات الغربية في طريقة معيشتهم.
-وجود معارف أو أصدقاء:
في حالة وجود معارف أو أصدقاء في دولة ما؛ فقد يكون ذلك خيارًا أفضل من غيره؛ حيث إن الرفقة الحسنة تسهل على الطالب كثيرًا من الإجراءات، ويكتسب الطالب عن طريقهم الخبرات، ولو على الأقل في المرحلة الأولى من السفر.
*نصائح الدراسة في الخارج:
-إتقان لغة الدولة وجهة السفر:
تُعَدُّ اللغة أساسًا للسفر للدراسة في الخارج، وعلى سبيل المثال في حالة الرغبة للدراسة في بريطانيا؛ فينبغي معرفة باللغة الإنجليزية تحدثًا وكتابة، وعند الالتحاق بالجامعات لا بد أن يتم اختبار الطلاب لُغويًّا، لذا يجب التحضير قبل السفر بفترة كافية، ومن أهم الاختبارات كل من الأيلتس والتوفل، ويوجد مراكز في بلدان الطلاب؛ يمكن أن تؤهلهم في ذلك.
-التسجيل بمجرد فتح باب القبول:
من المهم أن يملأ الطلاب الراغبون بالدراسة في الخارج طلبات التسجيل بمجرد فتح القبول في جامعات الخارج، والسبب في ذلك أن هناك إقبالًا شديدًا من الوافدين بدول العالم، وخاصَّةً في بريطانيا وأمريكا، ومن بين المعايير لدى بعض الجامعات الخارجية الأسبقية لمن يسجلون طلباتهم أولًا.
-التقدم لأكثر من جهة جامعية خارجية:
من المهم أن يُرتِّب الطالب رغباته بينه وبين نفسه، ولا يختصرها في وجهة واحدة؛ حتى لا يُصاب بالصدمة في حالة رفض القبول، ولأجل ذلك يجب مُراسلة أكثر من جهة، ومن خلال التشاور مع ذوي الخبرات يكون اختيارك في محله.
-التعامل بذكاء عند المقابلة الشخصية
كثير من الطلاب يتلعثمون في المقابلة الشخصية، وذلك قبل الحصول على التأشيرة، وهي إحدى الاعتبارات المهمة، والتي على أساسها يتم منح التأشيرة، ومن المهم بداية أن يكون الطالب مُتقنًا للغة الدولة المراد السفر إليها، وثانيًا يحاول قدر المُستطاع أن يُجيب عن الأسئلة الموجهة، ويبلورها جميعًا في وجهة واحدة تتمثل في الرغبة الدامغة في التعلم واكتساب الخبرات في مجاله، وذلك من بين نصائح التخطيط للدراسة في الخارج، والواجب مُراعاتها.
-الرغبة في تعلم الجديد:
أن يتَّسم الطالب بروح المُشاركة، والرغبة المستمرة في تعلُّم كل ما هو جديد في مجال تخصصه، أو ما يرتبط بذلك بشكل غير مباشر؛ فهو سفير لوطنه في دول الخارج، وحال عودته سيُسهم في تحقيق نقلة نوعية؛ تساعد في تجاوز السلبيات والإشكاليات التي يُعاني منها بنو وطنه، وعلى حسب مجاله.
-التعرف على قوانين الدولة محل السفر:
من بين النصائح المهمة لمن يرغب بالدراسة في الخارج أن يقرأ الطالب في قوانين الدول محل السفر؛ وخاصَّةً ما يتعلق بالإقامة، وكذلك القانون المدني للدولة من حيث المُعاملات المالية، والمرور؛ كي يتجنَّب أي مشاكل قانونية قد تُعرِّضه للترحيل.
-تجنُّب الخوف من المستقبل:
إن البعض لديهم خوف فطري بطبيعتهم؛ فإن ذلك الخوف قد يكون مقبولًا، بل وداعمًا للنجاح في المستقبل، ولكن يجب ألا يتعدَّى الأمر ذلك، ويدخل في طور مرضي يعوق الإنسان عن تحقيق النجاح، وليضع في اعتباره أن الأمر كله بيد المولى -سبحانه وتعالى - ويقول الله في مُحكم آياته: بسم الله الرحمن الرحيم: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). صدق الله العظيم [المؤمنون:51]، ولينظر كل طالب لمن توجه نحو الدراسة في الخارج من بني جلدته، وبلغ من القدر مبلغه، وأصبح ذا هامَةٍ، ومن ثَمَّ السير على الدَّرب نفسه.
-الإقامة داخل السَّكن الجامعي:
مُعظم الجامعات في الخارج تُوفِّر سكنًا للطلاب، ويتم دفع قيمة ذلك ضمن مصروفات الدراسة، وتلك هي الطريقة المثالية للإقامة، وبعيدًا عن السَّكن في شقَّة خاصَّة؛ حيث إن تكلفة السكن الجامعي أرخص بكثير، بالإضافة إلى أن هناك جهات تُوفِّر وجبات للطلاب أثناء الدراسة في الخارج، ومن ثَمَّ تُفرغ الطلاب للمُحاضرات والاستذكار فقط.
-الالتزام الدراسي في جهات التعليم:
أن يلتزم الطالب دراسيًّا حال التوجُّه إلى الخارج، وكثير من الطلاب تكون لديهم الرغبة والطموح، وفي النهاية يفشلون نتيجة التراخي في المستقبل، لذا فمن المهم احترام مواعيد المُحاضرات، ومُشاركة الزملاء، والاستجابة لجميع ما يطلبه المُحاضرون، والتميز عن المُحيطين، ولا توجد أعذار، فالأجانب لا يعترفون إلا بالعمل والانضباط، وينبغي على طلابنا أن يعوا ذلك جيِّدًا.