تتعرض الكثير من الصداقات إلى التوتر والتصادم وخصام قد يطول أو يقصر، وقد ينجم الخصام عن سوء فهم تؤججه بعض الوساوس الشيطانية والإنسية، وتريدين فقط مصالحتها وعودة الأمور لمسارها الطبيعي.. تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: قد ينتابك شعور بأنكما لن تتمكنا من العودة أصدقاء كما كنتما، أو حتى لو تمكنتما من ذلك؛ فلن تعود الأمور لسابق عهدها أبداً، لكنك تستطيعين إصلاح الأمر وإنقاذ صداقتكما فقط إذا تقربت من صديقتك وأنصتِّ جيداً لما تريد قوله.. لكن عليك التالي:
* أخذ بعض الوقت للهدوء
- انسحبي من الجدال قبل خروجه عن السيطرة إذا شعرتِ بعجزك عن السيطرة على مشاعرك (أنت أو صديقتك)؛ فأخبريها بأنكما ستتحدثان في وقت لاحق وارحلي بعيداً.
- خذي عدة أنفاس عميقة لتهدأي قليلاً.. أول ما عليك فعله بعد انتهاء الجدال هو أن تهدئي من روعك.
ـ استنشقي ببطء عبر أنفك، ثم ازفري عبر فمك، كرري تلك الحركة عدة مرات بينما تركزين على تهدئة نفسك أكثر مع كل نفَس تأخذينه.
إليك أمثلة أخرى لأشياء قد تساعدك على تهدئة نفسك: الخروج للتمشي في هدوء أو ممارسة تمارين التأمل أو تناول بعض المثلجات من العبوة مباشرةً.. أياً كان ما ستفعلينه، خذي بعض الوقت لتصفّي ذهنك.
- استوعبي دورك في إشعال المشاجرة.. يستحيل أن تنشأ أية مشاجرة من طرف واحد؛ لذا فكري في أفعالك التي أدت إلى المشاجرة أيضاً، وحاولي تصور الأمر من منظور صديقتك.
قد تصعب محاولة الجلوس وتصور الموضوع من ناحية شخص آخر، لكن ستثبت قدرتك على وضع نفسك مكان صديقتك، اهتمامك الصادق بها وبصداقتكما، وليس بمشاعرك أنت فقط.
* التخطيط لاعتذارك
-احتفظي بمشاعرك لنفسك.. لا تغتابي صديقتك أو تثرثري حول ما تسبب في شجاركما، وإياك نشر أي شيء حوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً.
- تصالحا خلال أيام فقط بعد الشجار.. ستزيد الإطالة في الخصام من الكراهية والضغينة بينكما؛ فاتركي بعض الوقت لصديقتك لتهدأ، لكن احرصي على حل الخلاف في أقرب فرصة ممكنة.
- لا تعتذري إلا عندما تصبحين مستعدةً.. إذا تعجلت الاعتذار فقط لكونك مرهقةً من الشجار، قد تشعر صديقتك بعدم صدق اعتذارك.. ستعلمين أنك مستعدة للاعتذار حين تشعرين بزوال غضبك، أو عندما تهتمين باسترجاع صديقتك أكثر من اهتمامك بما جرح مشاعرك من أفعالها أو أقوالها.
- لا تعتذري فقط لتبادلك صديقتك الاعتذار؛ لذا اجعلي ندمك الصادق على جرح صديقتك هو دافع اعتذارك، وخوضي تلك المحادثة من دون انتظار أي شيء في مقابل اعتذارك.
- حددي مقابلة مع صديقتك.. ستساعد مقابلتك لصديقتك وجهاً لوجه على مصالحتها وإعادة الترابط بينكما مرة أخرى، كما سيُسهل عليها رؤية صدق اعتذارك، وابدأي محادثتك بشيء مثل: "أنا أفتقد تحدثنا معاً بعد انتهاء الصف بشدة" أو "أنا نادمة بشدة حول الأشياء التي قلتها وأود الاعتذار لك وجهاً لوجه".
– إذا كنت تحبين صديقتك حقاً ويعز عليك فراقها، بادري أنت بالصلح ولا تنتظري منها أول خطوة، اغتنمي الفرصة عندما تكونان وحدكما واهمسي في أذنها: أحبك ويعز عليّ فراقك، ثم قبليها واحضنيها.. ستزول كل الحواجز في ثوانٍ ويبقى بعدها عتاب الأحبة ليوضح الأمور، وقد أشارت دراسة علمية أنه عندما يشعر المرء بالغضب، تصبح الأذن اليمنى أكثر تقبلاً للصوت؛ لذا قال الباحثون إنه لتهدئة شخص ما، من المنطقي النطق بالاعتذار بالطريقة المناسبة.
– إن كانت المواجهة والاعتذار المباشر أمراً صعباً عليك، أرسلي لصديقتك رسالة عبر بريدها الإلكتروني أو هاتفها المحمول أو حتى عبر أحد الوسائط الاجتماعية مثل “الفيسبوك” أو “التويتر” توضحين فيها قصدك أو موقفك، وعليك اختيار العبارات التي لا تزيد في تعقيد الأمور، وتجنبي قدر المستطاع الخوض في التفاصيل غير المهمة.. أكيد ستحصلين على الرد الذي سيسهل عليكما العودة من جديد.
-أرسلي لها صورة “سيلفي” تجمعكما مع بعض على هاتفها أو بريدها الإلكتروني، سيحن قلبها وتتذكر الأيام الجميلة والعشرة الطيبة.
– اختاري هدية جميلة أو باقة ورد تحبها صديقتك وأرسليها إليها وأرفقيها بعبارات ود وحب، وأن خصومة المسلم لأخيه المسلم لا تجوز فوق ثلاثة أيام.
– اجعلي صديقة مشتركة بينكما تدعوها إلى أحد المطاعم، وعوض أن تلتقيها تلك الصديقة، التقيها أنت وأخبريها بكل ما قد يدور في خاطرك وأنك تحبينها وتدركين جيداً أنها هي كذلك تحبك، وتناولا وجبة واحدة مشتركة تكون هدية منك إليها؛ فكما يقول رسولنا الكريم: “تهادوا تحابوا”.
– إن كنت تملكين المال، خصصي يوماً للاستجمام في أحد المراكز التي تهتم بأناقة المرأة لك ولرفيقتك، وأوجدي طريقة لا تكتشف بها الأمر إلى حين تتقابلان في المركز، وهناك أبلغيها أنك أنت صاحبة الفكرة، ستُسر كثيراً وتتيقن من حبك الشديد لها، وستستحضران كل الأوقات السعيدة والمؤلمة التي جمعتكما معاً، ويزول الخلاف وتحسان بنشوة بعد كدر وحزن.
– ضعي لها حبة تفاح على مكتبها وانقشي عليها كلمة “أحبك ويعز عليّ غضبك”، ستفرح حين تجدها، وأكيد ستكتشف أنك أنت الفاعلة.
– يمكن للطرفة أن تكون سبيلك إلى استرجاع صديقتك وإنهاء الخصام، عليك فقط أن تختاري الزمان والمكان المناسبين واجعليها تنفجر ضحكاً، تستفرغ معه كل الغضب والهم.