لا تجذب السياحة في الجبال محبّي التسلّق وعشّاق المغامرة فحسب، بل الراغبين في استكشاف النظم البيئيّة الجبليّة التي تأوي الكائنات الحيّة المثيرة للاهتمام، فضلاً عن الاستمتاع بنشاطات أخرى، لا سيّما التخييم والمشي لمسافات طويلة والمشاهد البانوراميّة من القمم. في مناسبة اليوم العالمي للجبال الواقع في 11 ديسمبر، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2003، جولة على ثلاثة جبال شهيرة في العالم حيث مروحة واسعة من النشاطات المغرية للسائحين.
"إيفرست"
"إيفرست"؛ قمّة في سلسلة جبال الهيمالايا، مع ارتفاع يبلغ 8849 متراً. إشارة إلى أن الرقم الأخير يشير إلى الارتفاع الأعلى على وجه الأرض. على الحدود بين النيبال ومنطقة التبت في الصين، تجذب القمّة المتسلّقين من جميع المستويات، والمستعدين لدفع مبالغ كبيرة إلى المرشدين الجبليين المحترفين لإكمال رحلات التسلّق الناجحة.
يسجّل متوسّط درجة حرارة النهار (في يوليو) 19 درجة مئويّة على القمّة؛ أمّا في يناير (كانون الثاني) الأكثر برودةً، فيبلغ متوسط درجة الحرارة في القمّة -36 درجة مئويّة، وقد تنخفض الأخيرة إلى −60 درجة مئويّة. يمكن أن تعصف فجأة، لتنخفض درجات الحرارة بشكل غير متوقّع. قمّة إيفرست عالية جداً لدرجة أنّها تتعرض للرياح المستمرة التي تزيد سرعتها عن 160 كيلومتراً في الساعة. تتساقط الثلوج خلال الرياح الموسمية الصيفية (أواخر مايو إلى منتصف سبتمبر).
تسلق "إيفرست"
تسلق قمّة "إيفرست" نشاط يجمع بين التحدّي والاستكشاف، وهو مرغوب من متسلقي الجبال، ويتطلب الخبرة، فضلاً عن شهادة الصحة الجيدة والمعدات. علماً أن الجليد على الجبل يتسبّب بمخاطر مميتة، مثل: الانهيارات الجليدية، مع الإشارة إلى موسم التسلق محدود جرّاء سوء الأحوال الجوية. لكن الخطر الأكبر هو الارتفاع، لأن معظم المتسلقين ليسوا معتادين على الارتفاعات العالية ومستويات الأُكسيجين المنخفضة، فيعتمدون تالياً على الأُكسيجين المعبأ الذي يجلبونه معهم. هذا هو السبب في أن المنطقة التي يزيد ارتفاعها عن 8000 متر على قمة إيفرست تسمى "منطقة الموت".
نشاطات أخرى
• التزحلق على الثلج: على الرغم من أن إيفرست ليست وجهة تزلّج شهيرة، مثل: جبال الألب، هناك مجموعة من الأماكن الرائعة للمشي على الثلج، في مسارات صعبة تتطلب التزوّد بالتجهيزات.
• ركوب الزلاجات: هذا نشاط آخر يقدمه السكان المحليون.
• التنزّه: من الشائع رؤية الأفراد الذين يجولون حول الجبال، وزيارة المنتزّهات المحمية.
• التعرّف إلى الثقافة النيبالية: يحظى الزائرون بفرصة الاختلاط مع القبائل الجبلية النائية في النيبال، حيث يمكن تذوق أطباق مطبخهم، والاطلاع على طقوسهم وعاداتهم المحليّة.
تابعوا المزيد: أفضل مناطق الجذب في غالواي عند السياحة في ايرلندا
"تيبل ماونتن"
يشرف "جبل تيبل" أو "تيبل ماونتن" على مدينة "كيب تاون" بجنوب أفريقيا؛ السمة الرئيسية للجبل، هي هضبة مستوية تقارب 3 كيلومترات من جانب إلى آخر، وتحيط بها المنحدرات شديدة الخفوض. إشارة إلى أن النقطة الأكثر ارتفاعاً في جبل "تيبل" تبلغ 1.086 متراً فوق سطح البحر، مع توفّر الـ"تلفريك" الذي ينقل الركاب إلى القمة، التي تشرف على "كيب تاون" وخليج "تيبل" وجزيرة "روبن" من الشمال، والساحل الأطلسي من الغرب والجنوب. كان أنطونيو دي سالدانها أول أوروبي يهبط في خليج "تيبل"؛ هو صعد الجبل في عام 1503 وأطلق عليه اسم "جبل تيبل".
في تصويت على "تيبل ماونتن" على الإنترنت، ضمن لائحة عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم، هو فاز باللقب في عام 2011؛ على القمّة الشهيرة المسطّحة تحلو الإطلالات البانوراميّة على المدينة والمحيط، أمّا المحمية الخصبة التي تحيط بالقمّة فتضم واحدة من أغنى ممالك الأزهار في العالم.
تتعدّد مسارات المشي لمسافات طويلة التي تلتف حول الجبل، بالإضافة إلى مقهى جذّاب يقدّم إطلالات أخاذة في القمة، مع الـ"تلفريك" الذي ينقل الركّاب، صعوداً وهبوطاً، بذا يعدّ "تيبل ماونتن" متنزهاً ترفيهيّاً يجذب المسافرين من دول العالم.
نشاطات متاحة
• ركوب الـ"تلفريك": يبدو الانتقال من سفح جبل إلى قمّته، في غضون بضع دقائق، بمثابة أعجوبة تسمح بالاستمتاع بالمناظر البانورامية الرائعة المتاحة من القمة.
• المشي: تتنوّع المسارات التي تشق طريقها حول الجبل (لا يقود كلّها إلى القمة)، من مسارات الغابات اللطيفة إلى مغامرات تدافع الصخور لاختبار التحمّل. في هذا الإطار، يعدّ Platteklip Gorge من مسارات المشي لمسافات طويلة المفضّلة في "تيبل ماونتن"، مع ارتفاع لمدة ثلاث ساعات يؤدي من طريق تافيلبيرج إلى محطة Upper Cableway، مما يجعله شبيهاً بـ"التلفريك". أضف إلى ذلك، هناك جولات المشي بالمجّان، بصحبة المرشدين، طمعاً بالمناظر الرائعة من قمّة الجبل، مع تفاصيل، مثل: النباتات والحيوانات الكثيرة ، والتاريخ الذي يصاحب بعض النقاط. تتحقّق جولات المشي بالمجان، برفقة المرشدين الذين يتمتعون بمعرفة متخصصة بجغرافية الجبل وتاريخه وتنوع الحياة النباتية فيه.
تابعوا المزيد: السياحة في براغ: زيارة تاريخية قصيرة إلى برنو
جبل فوجي
يعدّ جبل فوجي الأكثر ارتفاعاً في اليابان، مع 3776 متراً، و يبعد فقط 100 كيلومتر عن طوكيو، عاصمة اليابان وأكبر مدنها.
نشاطات مقترحة
• التسلّق: موسم التسلق الرسمي لجبل فوجي هو الصيف (من يوليو إلى سبتمبر)، حين يزور الآلاف من الناس المكان، مع المرور بمسارات مختلفة، علماً أن التسلّق يستغرق من 4 ساعات إلى 8 منها، وذلك في اتجاه واحد. الجدير بالذكر أن محطّة "فوجي سوبارو لاين" الخامسة هي المدخل إلى مسار Yoshida والقاعدة الأكثر شعبية لتسلق جبل فوجي. من السهل الوصول إليها من المناطق السياحية المجاورة، أو من طوكيو. تكثر في المحطة، المتاجر والمطاعم ونقاط الراحة حيث يمكن للمتسلقين الاستعداد للتنزه أو الراحة بعد ذلك.
• "أوشينو هاكاي": هو نبع ولد من المياه الجوفية لجبل فوجي؛ وواحد بين ثمانية ينابيع تمتلك رمزيّة مقدّسة لليابانيين، كما تشكل جزءاً من موقع التراث العالمي لجبل فوجي.
• منتجع "فوجيتين سنو": يقع في محافظة "ياماناشي"، وهو منتجع تزلج شهير للاستمتاع بالتزلج والتزلج على الجليد الناعم في بيئة شاهقة الارتفاع. سهولة وصول المكان المذكور من طوكيو، تجعل جميع السائحين يقصدون المكان الذي يستخدم الثلج الصناعي في جذبهم، ودعوتهم إلى الانحدار أثناء الإطلالة على جبل "فوجي" وبحيرة "كاواجوتشي"، مع مرافق، مثل:Family Gelände للمبتدئين، ومتنزّه "سنو بارك" للمتزلّجين على الجليد، وجزيرة Chibiko للأطفال. يمكن لجميع أفراد الأسرة الاستمتاع باليوم. عندما يحل المساء، فإن التزلج الليلي المصحوب بالإضاءة البرتقالية يوفر أجواء مختلفة. بطبيعة الحال، تجذب الرياضات الشتوية، هناك.
تابعوا المزيد: معالم جذابة في بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين