أنواع القافية في الشعر الحر

الشعر علمٌ، وهو ضرب من ضروب الكلام المنغم الموزون تتعاطاه طائفة متميزة من الناس عرفوا بالشعراء. وتسمية القافية نفسها مأخوذة من كلمة قفا وهي مؤخرة العنق، وحسب موقع ديوان العرب diwanalarab.com، فقد سميت القافية بهذه التسمية؛ لأنها تقفو البيت الشعري أي تأتي في نهايته، وقيل إنها من قفاه واقتفاه بمعنى تبعه؛ لأن بعضها يتبع أثر بعض في أبيات القصيدة، والقول الأول أولى؛ لأنه توجد قافية حتى في البيت المفرد. سيدتي التقت الكاتب والشاعر صالح شرف الدين عضو شعبة النقد باتحاد كتاب مصر في حوار حول القافية في الشعر الحر.

• في البداية حدثنا عن القافية في الشعر.. وماذا يعني لفظ القافية؟

يقول لسيدتي: القافية في اللغة تعني مؤخر العنق، وفي اصطلاح العروضيين هي آخر البيت الشعري، كما يقول الخليل "هي من آخر ساكن في البيت، إلى أقرب ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله"
وللقافية حروف ستة:
-الرويّ: هو أهم حروف القافية؛ لأن القصيدة تُبنى عليه أو تُروى به، فقد تكون القصيدة دالية أو ميمية أي كل الحروف العربية ماعدا حروف العلة والهاء والتنوين.
-الردف: هو حرف مد يأتي قبل الروي، ويكون ألفاً أو واواً أو ياءً. مثل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسان
حرف الردف هو الألف.
-التأسيس: هي ألف مد يفصل بينها وبين الروي حرف واحد متحرك.
-الوصل: هو الحرف الذي يلي الروي مباشرة، وقد يكون ناتجاً من حركة إشباع الروي كالواو من الضمة والياء من الكسرة والألف من الفتحة أو الهاء.
-الخروج: هو حرف ناتج عن إشباع حركتها. يأتي بعد هاء الوصل.
-الدخيل: ألف بينها وبين الروي حرف متحرك يقع بين ألف التأسيس والروي.
تابعي المزيد: الشاعر جابر بسيوني وقوانين الشعر الحر

• ما أنواع القافية؟

يقول: تنقسم القافية إلى قسمين، فهي قافية مطلقة وقافية مقيدة.
المطلقة: ما كان رويُّها مُتحرِّكاً، فتكون:
-مؤسسة موصولة بمد، نحو: هياكل.
-مؤسسة موصولة بهاء، نحو: صنائعها.
-مردوفة موصولة بمد، نحو: عمادُ
-مردوفة موصولة بهاء، نحو: سوادُهُ
-مردوفة موصولة بلين، نحو: وُحدانا
-مجردة عن الردف والتأسيس، نحو: يمنعُ
وأما المُقيَّدة فتكون:
-مجردة عن الردف والتأسيس، نحو: جَمَعْ
-مردوفة بالألف، نحو: زحامْ، أو بالواو والياء، نحو: نورْ، ونِير.
-مؤسسة، نحو: كُلُّ عَيْشٍ صَائرٌ لِلزَّوَال

• عيوب القافية

وعن عيوب القافية يؤكد شرف الدين أن كثيراً من الشعراء كانوا ينظرون للقافية على أنها أداة تقيد الإيقاع الأصلي للوزن، كما أنها تقف أمام جنوح خيال الشاعر فتحجمه. ومن هذه العيوب:
• الإكْفاء: هو أن يُؤتَى في البيتين من القصيدة بروي مُتجانِس في المخرج لا في اللفظ.
• الإجازة: هي الجمع بين رويَّين مختلفين في المخرج.
• الإقواء: هو تحريك المجرى بحركتين مختلفتين غير متباعدتين.
• الإصراف: هو الجمع بين حركتين مختلفتين متباعدتين.
• الإيطاء: هو إعادة اللفظة ذاتها بلفظها ومعناها، وإنما يجوز بمعنى مختلف.
• التضمين: هو تعلق ما فيه قافية بأخرى، وهو قبيح إن كان مما لا يتم الكلام بدونه، ومقبول إذا كان فيه بعض المعنى؛ لكنه يُفسَّر بما بعده.
• كذلك ومن عيوب القافية أن تكون مجلوبة لإكمال البيت، ولا تضيف جديداً للمعاني والأفكار، فعملياً إذا حذفنا القافية ولم يختل معنى البيت فهي مجلوبة لإحداث جرس موسيقي فقط وهو عيب كبير.
تابعي المزيد: صالح شرف الدين والفرق بين الشعر والقصيدة

• هل تختلف القافية حسب أنواع الشعر؟

نعم فالشعر العمودي تكون القافية موحدة فيه، بينما الحر تتنوع القافية دون أي التزام بوجودها.

• هل تطورت القافية بتطور الشعر؟

نعم صار لدينا شعر المقطوعات، تتوحد فيه قوافي كل مقطوعة، وفي الشعر الحر لا تلتزم قافية معينة.

• لماذا ظلت القافية إحدى أهم العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق الشعراء؟

لأنها موسيقى ظاهرة مميزة للشعر العمودي، ولها شروط كثيرة من حيث الشكل والمضمون، من حيث الشكل يجب أن تتوفر فيها شروط القافية الموحدة (الحروف الستة)، وسبقت الإشارة لها، وهي تعتمدعلى وجود ثروة لغوية كبيرة، وموهبة مميزة.

• هل قافية الشاعر دليل على نجاعته وتفرده وقوة نظمه؟

يقول عضو شعبة النقد باتحاد كتاب مصر: لا؛ لأنها رغم صعوبتها جزء من الموسيقى الظاهرة التي تتكون من: الوزن الشعري، والقافية، والمحسنات اللفظية، وهناك موسيقى داخلية، وأفكار، وخيال، وصياغة لغوية خالية من الأخطاء.

• ما أنواع القافية في الشعر الحر، وكيف تختلف عن باقي أنواع الشعر؟

الشعر الحر تحرر من وحدة البيت الشعري، ووحدة القافية، ويجوز للشاعر ألا يأتي بأي قافية أو يأتي بأي عدد يريده دون التزام بتكرارها أكثر من مرة.
تابعي المزيد: الفرق بين النظم والشعر