سارت خلف شغفٍ رياضي راودها حينما كانت في مرحلة الطفولة، واستطاعت بالتدريب المستمر على يد مدربين عالميين أن تصبح لاعبةَ سهامٍ محترفة. خلال مسيرتها الرياضية تمكَّنت من المشاركة في عديدٍ من البطولات في هذه الرياضة، وحققت إنجازاتٍ عدة، سُجِّلت باسمها واسم وطنها السعودية، مؤكدةً قدرة المرأة السعودية على الوصول إلى أعلى منصات المجد. ولم تكن رياضة السهام هي الأولى، إذ خاضت قبلها مجال الفروسية، واستطاعت بعزيمتها تخطي كل الصعوبات التي واجهتها في الرياضتين، وإثبات نفسها، ووضع بصمتها فيهما. هيفاء الخنيزان، اللاعبة السعودية، التقتها «سيدتي»، فكشفت عن محطاتٍ عدة في مسيرتها الرياضية الناجحة.
بدايةً، حدِّثينا عن دخولكِ مجال رياضة السهام؟
قررت خوض هذه الرياضة بعد فتح الاتحاد السعودي للسهام عام 2018 باب التدريب والمشاركة في اللعبة أمام النساء، حيث رغبت في إثبات نفسي في رياضةٍ لطالما أحببتها، وسعيدةٌ بما حققته فيها حتى الآن.
ما الصعوبات التي واجهتكِ في هذه الرياضة؟
البداية كانت صعبة جداً، مثلاً لم يكن التدريب والميدان متاحَين طوال الوقت للنساء، عكس الحال اليوم فقد تحسَّن الوضع قليلاً، وأتمنى زيادة عدد ميادين التدريب، إذ لا يوجد سوى ميدانٍ واحدٍ في الرياض للتدريب عليه، كما نحتاج إلى مدربين أكفاء حتى نتطور أكثر في هذه الرياضة.
مشاركات وميداليات
ما بطولات السهام التي شاركتِ فيها؟
شاركت في جميع البطولات المحلية النسائية التي أقامها الاتحاد السعودي للسهام، واستطعت تحقيق ميدالياتٍ متنوعة في عددٍ منها. فالمشاركة في البطولات تتيح للاعبة فرصة الدخول في المنافسة، والتعوُّد على أجوائها، والاستعداد النفسي والبدني لها، واكتساب الخبرة العملية اللازمة للنجاح، ومن أبرز البطولات التي شاركت فيها: بطولة السيدات 2020، وحققت فيها الميدالية الفضية، وبطولة السيدات 2020، وأحرزت فيها الميدالية البرونزية، وبطولة الفاروق برعاية الهيئة العامة للترفيه، وحققت فيها المركز الخامس، كما شاركت في برنامج تدريبي في دكا، عاصمة بنجلاديش، برعاية الاتحاد الآسيوي للسهام، وحصدت فيه ميدالية برونزية.
هل يسلِّط الإعلام الضوء بشكلٍ كافٍ على رياضة السهام؟
نعم، فهناك تغطيةٌ إعلامية جيدة وأفضل من السابق للبطولات التي تقام لدينا.
كيف قمتِ بتطوير نفسك في رياضة السهام؟
اجتهدت كثيراً على نفسي، وحرصت على الاستمرار في ممارسة الرماية بشكلٍ دائم حتى تمكَّنت ولله الحمد من إتقان هذه الرياضة والاحتراف فيها.
من درَّبكِ على الرماية، ومَن ترك فيكِ التأثير الأكبر؟
تدرَّبت على يد عددٍ من المدربين، منهم بول روبرتس من بريطانيا، وكاترينا بلاكودا من اليونان، ومارتن فريدرك من ألمانيا. الحقيقة، جميعهم كان لهم دورٌ كبيرٌ وأسهموا في رفع أدائي واحترافي.
الجميل في رياضة السهام أنها لا تتوقف عند عمر معين ويمكن أن يمارسها الصغار والكبار
رياضة لجميع الأعمار
ما الشروط الواجب توفرها في الشخص ليمارس رياضة السهام؟
الجميل في هذه الرياضة أنها لا تتوقف عند عمر معين. هي تحتاج منك إلى الرغبة لممارستها وإتقانها، أي أن الجميع يستطيعون ممارسة رياضة السهام، حتى أصحاب الهمم.
خلال مسيرتكِ ماذا تعلَّمتِ من هذه الرياضة؟
تعلمت أشياء كثيرة، من أهمها التركيز على صحتي البدنية والنفسية.
هل تشجعين الفتيات السعوديات على ممارسة رياضة السهام؟
بالتأكيد، فالمرأة السعودية قادرة على تحقيق ما تريد، وتستطيع المنافسة في كل المجالات الرياضية، داخلياً وخارجياً.
هل تجدين إقبالاً من السعوديات على اقتحام الرماية؟
مع الأسف، الإقبال قليلٌ على هذه الرياضة، وقد يكون السبب وراء ذلك عدمُ توافر الميادين الكافية للتدريب، وقلة المدربين المؤهلين لتعليمهن ممارسة الرماية.
ما مدى الدعم الذي تقدمه وزارة الرياضة لاتحاد السهامً؟
أشكر وزارة الرياضة على الجهود التي تبذلها لتذليل الصعاب أمام كافة الرياضيين من أجل تمثيل الوطن بأفضل صورةٍ في المحافل المحلية والدولية، وأتمنى منها نشر لعبة السهام بشكلٍ أكبر في جميع مناطق المملكة العربية السعودية.
ما أهدافك التي تتمنين تحقيقها في مجال السهام؟
لدي أهداف كثيرة، في مقدمتها تمثيل وطني في المحافل المحلية والدولية، وتحقيق إنجازات كبيرة باسمه.
أسعى إلى تحقيق كثيرٍ من أهدافي.. وما زلت أبحر في هذا المجال وأثبت نفسي فيه
رياضة الفروسية
تمارسين أيضاً رياضة الفروسية، متى دخلتِ هذا المجال وهل ما زلتِ مستمرةً فيه؟
علاقتي بالخيل قديمة جداً، بدأت قبل ممارستي رياضة السهام، وأعدُّ الخيل جزءاً من روتيني، فلا يمرُّ أسبوع من دون أن أذهب فيه للإسطبل وأمارس هذه الرياضة التي أحبها كثيراً، فلطالما أغرمت بالجياد العربية الأصيلة، وقد امتلكت عام 2016 أول فرسِ إنتاجٍ، وبدأت رحلةً ممتعةً في مجال تربية وإنتاج الخيول، كما شاركت بأحد إنتاجاتي في بطولة الجواد العربي الدولية في الخالدية عام 2019، وحققت المركز الثالث فيها، والحمد لله، ما زلت أبحر في هذا المجال، وأثبت نفسي فيه.
أنتِ فارسةٌ ولاعبةٌ في المنتخب السعودي للسهام، كيف تجمعين بين الرياضتين؟
الفروسية، كما ذكرت، جزءٌ رئيس من روتين حياتي، فركوب الخيل في صباحات «نجد العذية» شعورٌ لا يضاهيه شعور، أما السهام فرياضتي الأساسية، حيث أقضي ما لا يقل عن ثلاث ساعات في لعبها يومياً، وخلال المعسكرات أقضي فترتي الصباح والمساء في الميدان للتدريب المكثف والاستعداد للبطولات.
هل هناك علاقة بين الرياضتين؟
ترتبط الرياضتان بأمورٍ عدة، منها تحفيزهما على الاستعداد النفسي والجسدي قبل ممارستهما، كما أن الثقافة الرياضية في كل مجالٍ تثري ممارس هذه الرياضة.
هل شاركتِ في بطولاتٍ للفروسية؟
بطولات الخيل متعددة، منها قفز الحواجز، والقدرة والتحمُّل، وسباقات السرعة، وبطولات جمال الخيل العربية الأصيلة. من جهتي اقتحمت مجال تربية الخيل العربية، وشاركت في بطولاتها، واستطعت بفضل الله عبر أحد إنتاجاتي تحقيق إنجازٍ في بطولة الخالدية لجمال الخيل العربية الأصيلة.
هل لديكِ هوايات أخرى غير الرماية والخيل؟
نعم، فأنا أحبُّ القراءة كثيراً.
أحلام كثيرة
ماذا حققتِ من أحلامكِ، وماذا بقي منها؟
حققت أحلاماً قليلة من جملة أحلامٍ كثيرة.
اليوم، ما الأشياء التي تغيَّرت بالنسبة للمرأة السعودية، وما نصيحتك لها؟
كلي فخرٌ بالانتماء إلى السعودية العظمى، فاليوم نشهد فيها عصر تمكين المرأة وتفعيل دورها على كافة الأصعدة، وهذا أمرٌ يسعدني كثيراً، لذا أنصح كل امرأةٍ سعودية بأن تثق بنفسها، وتؤمن بقدراتها، فالحياة تحتاج إلى الشجاعة.
لحظة فرح لا تنسينها؟
الحمد لله، أكرمني الله بلحظاتٍ كثيرة لا أنساها أبداً، من أبرزها لحظات فوزي في رياضتي الخيل والرماية.
ولحظة حزنٍ باقية في مخيلتكِ؟
دع المقاديرَ تجري في أعَنّتها
ولا تبيتنَّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها
يغيِّر الله من حالٍ إلى حالِ.
ثلاث باقات وردٍ لمَن تهدينها؟
لنفسي على الشغف الذي أحمله داخلي واجتهادي في تحقيق طموحاتي على الرغم من كل الصعاب، ولأهلي لوجودهم في حياتي، ولدروس الحياة التي صنعت مني ما أنا عليه اليوم.
ما آخر كتابٍ قرأتِه؟
Lean In by Sheryl Sandberg.
ما مشروعاتكِ المستقبلية؟
أسعى إلى تحقيق كثيرٍ من أهدافي، انطلاقاً من مقولة: «كن بسيطاً مسالماً في كل شيء إلا في أحلامك انتزعها من يد الحياة بقوة».