يحتفل العالم في 16 نوفمبر من كل عامٍ، بـ "اليوم العالمي للتسامح"، وهي مناسبةٌ، أقرَّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهذه المناسبة تستضيف "سيدتي" شخصيات عربية شاركت بمؤتمرات للتسامح في بلادها، أو كتبت عنه، فكيف يفهمون التسامح من وجهة نظرهم؟ وما أهميته بالنسبة للمجتمعات وتطورها؟
أعدت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
الرياض | زكية البلوشي Zakiah Alblushi
جدّة | أماني السراج Amani Alsarraj
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
تونس | مُنية كوّاش Monia Kaouch
القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab
المنامة | بدور المالكي Bedour Almalki
تصوير | سعد الدوسري Saed Aldawsari
من الرياض
التسامح يخفّض معدلات الجريمة والثأر
التسامح برأي هبة الحسين، اختصاصي أول تمريض، هو تجاوز المشاعر السلبية، والغضب، والتغاضي عمَّن يتسبَّب لنا بالأذى، وحول كيفية نشر التسامح في المجتمعات، استشهدت هبة برؤية 2030، وتابعت: "انفتح مجتمعنا على الحضارات والأديان الأخرى، واليوم نستقبل سياحاً من مختلف دول العالم، يشاهدون بأمِّ أعينهم تسامحنا ولطفنا".
برامج وطنية لمكافحة التطرف
تذكر مسؤولة العلاقات الخارجية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الرياض، دينا مدني، ما قامت المملكة العربية السعودية من برامج أمنية وتوعوية لمكافحة التطرف، ومنها: "المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، إضافة لمد جسور الحوار والتواصل بين الديانات والثقافات الأخرى من خلال برامج عديدة على المستوى الوطني متمثلة في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني".
من جدّة
التسامح يعزز الوحدة والعدالة
مي صالح المزيني المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"المركز العربي لتمكين المرأة"، لفتت إلى أن مركز الملك عبد العزيز أنجز أول مؤشر للتسامح من نوعه في المنطقة، والذي أظهر أن 82,2% من السعوديين متسامحون مع المختلفين معهم دينياً، اجتماعياً، ثقافياً، اقتصادياً وسياسياً.
تصف مي المسامحة بأنها التخلي عن مشاعر الاستياء والانتقام، وتركيز الأفكار على المشاعر الإيجابية تجاه من آذانا.
التسامح حرية من الذاتية إلى العالمية
فيما يجد أنمار مطاوع، أستاذ الاتصال الثقافي الدولي المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز أن التسامح يعني حرفياً التغاضي عن الإساءة والتخلي عن الرغبة في ردها بمثلها، نشر التسامح برأي أنمار، يعطي حرية الحركة للانطلاق من الذاتية إلى العالمية، يتابع قائلاً: "يصبح الإنسان قاعدة لا يستهان بها للتركيز على الأهداف والرؤية الواضحة للسلام العالمي".
تعرّفي إلى المزيد: علمي طفلك التسامح والعفو
من الإمارات
الإمارات هي حاضنة لقيم التسامح والتعددية الثقافية
د. فاطمة عبدالله الدربي هي خبيرة دولية للتسامح، وخريجة أول دفعة خبراء للتسامح من كلية محمد بن راشد، أول إماراتية تكتب عن التسامح في كتابها "جذور التسامح"، شاركت في إصدار كتاب "قلنا وقالوا عن التسامح".
تنظر د.فاطمة إلى الإمارات على أنها السباقة في التسامح، تتابع: "هي الوحيدة التي أحدثت وزارة للتسامح، والإمارات هي حاضنة لقيم التسامح والتعددية الثقافية، وأكبر دليل هو تعايش 200 جنسية في ظروف مليئة بالاختلافات الاجتماعية، وتذكر مشاركة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في مؤتمر لحوار الأديان. الذي عُقد على أرض الإمارات، والمعاهدات التي تم توقيعها وضعت الإمارات واجهة نبذ العنف والتطرّف.
من بيروت
صلة الرحم أساس التسامح
تشير الكاتبة مريم شمص إلى أن التسامح هو تفهّم الآخر وتقبّله والأخذ بعين الاعتبار بالفروقات الفكرية والنفسية والاجتماعية، والتي يمكنها التحكّم بردّات فعله. وحول أهمية التسامح بالنسبة للمجتمعات وتطوّرها تقول مريم: "إن التعصّب والتمييز بمختلف أشكاله، ونبذ الآخر بسبب عدم احترام أفكاره أو معتقداته، كلّها تفتح الباب أمام حدوث نزاعات وصراعات داخل أفراد المجتمع الواحد، وتؤدّي إلى زعزعة استقراره وتعيق تطوّره.
من وجهة نظر مريم: " كل إنسان يسعى إلى التقريب بين وجهات النظر ونشر مفاهيم الخير والمحبة والتسامح وتجنّب المشاكل على مستوى محيطه الشخصي أو مجتمعه يُعتبَر في نظري نموذجاً للتسامح".
من تونس
الإعلام مسؤول في التأثير على المجتمعات
يصف رئيسُ المعهد العربي لحُقوق الإنسان عبْد البّاسط بن حسنْ التّسامُح بأنه احترام الآخر بصرْف النّظر عن اللّون والفكر والعرْق، والسماح له بمُمارسة حُرّيته الشّخصيّة ومُعتقداته من دون أن تتمّ مُواجهته لأي سبب، يعلّق قائلاً: "بالتّسامح تتحقق الرّفاهيّة".
ويرى عبد الباسط أنّه يمكنُ غرسُ قيم التّسامُح في الأجيال القادمة يعلّق قائلاً: "الإعلام مسؤول في التأثير على المجتمعات. وزرع التسامح فيها".
تعرّفي إلى المزيد: ثاني أيام العيد..فرصتك للتواصل مع الأبناء والتزاور مع الأهل والجيران
من مصر
التسامح أوقف الأهالي عن القصاص بأنفسهم
برأي سفيرة النوايا الحسنة بجمعية ليونز كايرو شيرين قابيل أن الناس الطيبون ذوو القلوب الصافية التي تقدم الخير وتدعو له، هم من يعبرون عن مفهوم التسامح. كما أن القضاء على سلبيات المجتمع الكثيرة، مثل فكرة الثأر، هي أسلوب حياة سلبي تلاشى بسبب انتشار مفهوم التسامح، تتابع شيرين: "أعطيت الفرصة للقضاء للقبض والحكم على القاتل بطريقة عادلة بعد أن تثبت جريمته".
من البحرين
يبدأ التسامح من إتاحة حرية التعبير للطفل
تجد سفيرة ومستشارة السعادة وجودة الحياة، ابتهاج خليفة، أن القدوة الحسنة والعلاقات الأسرية القوية المبنية على الاحترام والتعاون، هي من أهم قيم التسامح في نفوس الأجيال المقبلة، بهذا بدأت خليفة كلامها وتابعت: "مع إتاحة حرية التعبير للطفل سواء كان في البيت أو المدرسة وتعزيز المناهج الدراسية للقيم الأخلاقية".
تعرّفي إلى المزيد: جامع الشيخ زايد يستعرض في أقدر دوره في نقل الصورة الحضارية للإمارات