تميزت مصممة الأزياء السعودية، أهداب صيرفي، بتصاميم تخطف الأنظار، نالت إعجاب الجميع، إذ تتميَّز بالقدرة على فهم شخصية العميلة، والذوق العالي، والبصمة الجميلة في القطع التي تبدعها. دخلت المجال مدفوعةً بحبٍّ قديمٍ للتصميم، وساعدها في النجاح خبرةٌ كبيرة، تكوَّنت منذ الصغر، حيث كانت ترفض ارتداء الألبسة الجاهزة، وتفصِّل بنفسها قطعاً جميلة لدى الخياطين.. تدرس حالياً تخصُّص الأزياء أكاديمياً، إذ ترى أن الموهبة لوحدها لا تكفي لتقديم مجموعاتٍ جميلة، فالموهوبون ينقصهم «تكنيك النجاح».
متى بدأت خطوتكِ الأولى في عالم الأزياء؟
بدأ شغفي بتصميم الأزياء في الصغر. حينها كنت أذهب مع والدتي إلى السوق لشراء الألبسة، لكنني كنت أجد غالبيتها غير مناسب لي، لذا كنت أشتري أقمشةً متنوعة، وألجأ إلى الخياطين لتفصيل موديلاتٍ معينة، أحدِّدها لهم، وأستمدُّ أغلبها من مجلات الأزياء الأوروبية.
ما أول قطعةٍ قمتِ بتصميمها، وكيف جاءت ردود الفعل عليها؟
أول قطعةٍ صمَّمتها، كانت فستانَ كريب بحبالٍ من اللؤلؤ، وارتديته في مناسبةٍ عائلية، ثم توجَّهت إلى مجال تصميم العباءات، والحمد لله، وجدت استحساناً كبيراً من كل مَن شاهد تلك القطع من الأهل والأصدقاء، واستطعت تكوين قاعدةٍ من العملاء.
الثقة والنجاح
في رأيكِ، متى تثق العميلة بالمصممة؟
تثق العميلة بالمصممة حينما تقدم لها قطعةً مميزةً ومختلفة، ولا يوجد لها مثيلٌ في السوق. على المصممة، إذا ما أرادت النجاح، أن تفهم شخصية العميلة، وتعرف ما يناسبها، حتى تقدم لها قطعةً تُشعرها بالثقة بنفسها.
اتباع الموضة، هل تجدينه ضرورياً في مجال عملكم؟
هذا الأمر يختلف من مصممةٍ إلى أخرى. بالنسبة لي، أفضِّل اتباع ألوان الموضة، أما القصَّات والموديلات فأختار ما يناسب شخصية العميلة، وشكل جسمها، ووزنها، وطولها. اتباع الموضة فقط يعني تقديم فستانٍ قد لا يناسب العميلة.
مَن يُعجبكِ من المصممين والمصممات؟
تعجبني تصاميم إيلي صعب، وزهير مراد، لتقديمهما قطعاً تليق بالمرأة العربية، وهذا ما أحرص على فعله تماماً.
أي خطوط الموضة تأثَّرتِ بها أكثر؟
أعشق الموديلات الكلاسيكية، وتجذبني الفساتين الناعمة التي تُبرزُ قصَّة الرقبة والصدر فيها جمالَ المنطقة العلوية من الجسم.
هل هناك قطعٌ وخامات لا تنتهي موضتها؟
جميع الأقمشة لا تنتهي موضتها، فكل موديلٍ يحتاج إلى قماشٍ معيَّن ليُظهر تفاصيله بشكل أوضح. اختيار الخامة يتوقف على شخصية العميلة وشكل جسمها، مثلاً هناك نساءٌ تجذبهن الأقمشة الثقيلة والمطرزة، وبعكسهن تفضِّل أخرياتٌ الملابس الخفيفة. هناك أقمشةٌ أفضِّلها لسهولة العمل عليها، مثل الكريب، والتفتة.
ما أكثر القطع التي تستمتعين بتصميمها، وكيف تختارين الألوان؟
أستمتع بعملي من اللحظة التي أصل فيها إلى فكرة فستانٍ جميل، وأبدأ المهمة الصعبة باختيار القماش واللون المناسبَين لعميلتي، وأتخيَّل كيف ستظهر بهذا الفستان عندما يجهز. كل هذه التفاصيل ممتعة وتُشعرني بالسعادة.
ما أهمية الدراسة الأكاديمية في مجال التصميم؟
الدراسة الأكاديمية تُسلِّح المصمم والمصممة بتكنيكٍ خاص، لا نجده عند مَن يعتمد على موهبته فقط، مثلاً صمَّمت فستاناً جميلاً، لكنه لم يناسب عميلتي، لأن لديها عيوباً في أماكن معينة، فكيف سأتجنَّب ذلك في المرة المقبلة؟ هذا جزءٌ مما نتعلمه أكاديمياً. نحن نتعلم تفاصيل دقيقة غير معروفة عند غيرنا.
السعودية تشهد حالياً حركةً كبيرة في قطاع الأزياء وتوفر دعماً هائلاً للمصممات
التفاصيل والفخامة
بماذا تتميَّز المرأة السعودية في اختياراتها للألبسة؟
المرأة السعودية الأفضل اختياراً للأزياء الجميلة، في رأيي، والأكثر اهتماماً بأناقتها، خاصةً في المناسبات، وتميل إلى الفخامة، وتهتم بأدق تفاصيل الفستان.
أي الألوان المستحدثة لفت انتباهك أخيراً؟
أحب جميع الألوان، خاصةً الأبيض، لون الأناقة والصفاء، لكن لفت انتباهي أخيراً اللون الأصفر.
أي الأقمشة تعجبكِ خلال هذه الفترة؟
أفضِّل قماش التفتة في السهرة، فألوانه واضحة، ويمنح المرأة فخامةً لسماكة القماش ولمعانه.
بماذا تصفين المرأة التي ترتدي أزياء أهداب صيرفي؟
امرأةٌ كلاسيكية، تجمع بين الأناقة والبساطة.
سوق سعودية جديدة
تشهد السعودية تطوراً كبيراً في مجال الأزياء، ما مقترحاتكِ لتعزيز هذا التطوير؟
نشهد حالياً عملاً رائعاً، ودعماً كبيراً للمصممين والمصممات السعوديين، وتوفير الكثير من الفرص لنا في القطاع. ولتطوير مجال الأزياء أكثر، أقترح فتح كليات ومعاهد خاصة بتعليم البنات تصميم الأزياء، وتنظيم فعاليات تستمر على مدار العام، ما سيسهم في بناء سوقٍ سعودية جديدة، توفر علينا الاستيراد من الخارج، لا سيما مع بروز العديد من الأسماء السعودية في عالم الأزياء العالمية.
مَن الداعم الأول لكِ في مسيرتكِ؟
كل مَن حولي من أهلٍ، وصديقاتٍ، وحتى عميلات، قدموا لي الدعم الذي شجعني على الاستمرار في المجال والنجاح فيه، وأشكرهم على وقوفهم معي.
هل يجب أن تكون مصممة الأزياء مستشارة مظهر؟
يُفترض على مصممة الأزياء أن تكون مستشارة مظهر، إذ يساعدها ذلك في الإلمام بتفاصيل الأجسام، ومعرفة ما يناسب العميلة.
سرج الخيل
ما أغرب تصميمٍ طُلِبَ منكِ؟
لا أنسى أبداً طلب عميلةٍ، اتصلت بي هاتفياً، تصميمَ عباءةٍ من جلدٍ يشبه سرج الخيل، من أجل حضور فعاليةٍ خاصة بالفروسية!
ما القطع التي يجب أن تكون موجودة في خزانة كل فتاة؟
خزانة الفتيات، مع الأسف، تمتلئ اليوم بالجينزات، والبلوزات القصيرة، ويهملن تماماً الفساتين، سر جمال المرأة، لذا أنصحهن بالابتعاد عن كل ما سبق، واقتناء أجمل الفساتين.
بماذا تنصحين أي امرأة ترغب في دخول المجال؟
أي امرأةٍ تعشق التصميم عليها ألَّا تتردَّد في دخول المجال، لكن عليها ألَّا تعتمد فقط على موهبتها، بل أن تتسلَّح أيضاً بالدراسة الأكاديمية، خاصةً أن السعودية تشهد حالياً حركةً كبيرة في قطاع الأزياء، وتوفر دعماً هائلاً، وفرصاً مميزة لأي امرأة تريد التخصُّص فيه.
من خلال عملكِ في المجال، كيف ينظر العالم للمصممة السعودية؟
المرأة السعودية أصبحت منذ سبعة أعوامٍ تقريباً محط أنظار واهتمام العالم، في جميع المجالات. اليوم نشاهد طبيباتٍ سعودياتٍ بارعات، ومخترعاتٍ ماهرات، ومهندساتٍ متميزات، ومصمماتٍ موهوبات. ببساطة، المرأة السعودية بعد تمكينها من قِبل القيادة الرشيدة، تبدع في أي مجالٍ تخوضه، وبإذن الله سنرى المصممات السعوديات، قريباً، يصلن إلى أعلى المراتب العالمية في المجال.