مهن لم تدخلها النساء من قبل، بعضها تم اختراعه من قبلهن، وبعضها فتحن أبوابه بمشقة بالغة، لكن ليس لاقتحام هذه المجالات، قبول دائم، فأغلبهن صدمن بآراء ومواقف من حولهن، وبالمقابل لاقيْن الإعجاب والثناء بعد مشوارهن الذي مر بعثرات، فيما كان الصبر سلاحهن.
مواقف وقصص لسيدات دخلن مهناً غريبة، كانت حكراً على الرجال. وما هي خططهن لتطوير مهَنهُنّ في المستقبل؟
من السعودية:
شيخة البازي: كل مشروع ناجح يبدأ بفكرة
شيخة البازي، حاصلة على ماجستير في الشؤون الحضرية من نيويورك، كسرت الحواجز التقليدية وعملت بمهنة "الإسكافي"، وأسست مشروعها الخاص للعمل في صناعة نادرة في المملكة، لتكون بذلك أول سعودية تمتلك مشروعاً يهتم بالجلود الفاخرة وإعادة ترميمها.
وفي حديثها لسيدتي قالت: "لدي شغف بأنواع الجلود الطبيعية واقتناء الحقائب والأحذية من الماركات العالمية وذلك ما دفعني للعمل في هذه المهنة التي تُعنَى بترميم وتصليح التالف منها، واليوم أنا صاحبة متجر (لاذر سبا) للعناية بالجلود الفاخرة والماركات العالمية وإعادة ترميمها".
الأب والزوج كانا الداعمين الرئيسيين لمهنة شيخة، تستدرك قائلة: "بعد عدة مقابلات لي في التليفزيون والصحف صُدمت من بعض التعليقات المسيئة لكنني لا ألوم مطلقي هذه التعليقات، فالكثير منهم لا يعي قيمة السلع وماهية العناية بالجلود الثمينة".
تنصح عائشة كل فرد أن يجد ما هو مناسب له، وأن يكتشف مكامن الإبداع فيها، فكل مشروع ناجح يبدأ بفكرة.
تعرّفي إلى المزيد: آية معتز تحمل لقب أستاذة كبيرة كأعلى لقب ومكانة فى عالم الشطرنج
من الإمارات
هدى المطروشي: امتصوا عصبية الزبائن
يرتاد الناس ورشة إيمكس لتصليح السيارات، في الشارقة، وعندما يلاحظون أن الميكانيكي، امرأة تنتابهم دهشة وتشكيك في الموضوع.
واجهت هدى رفضاً كبيراً من المجتمع، لكنه لم يحبطها، تتابع قائلة: "المواقف المزعجة كثيرة، فأول سؤال يسأله العميل الذي يدخل ورشتي، قبل أن يشرح عطل سيارته: "كيف تشتغلين في هذا المجال"؟ عادة ما أجيبه، "هل رأيت النتيجة؟ إذا كانت سلبية، لك الحق أن تعيد نقودك.
في الشهر الرابع من 2021 تلقت هدى اتصالاً أبهرها وأمدّها بقوة داخلية، من الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، تتابع هدى: "عندما سمعت صوته عرفت أن والدي الشيخ محمد بن زايد هو المتكلم، وأحسست بالرهبة، قال لي هل تصلحين سيارتي؟ فقلت على رأسي، فراح يسألني عن بداياتي، أعطاني القوة والدافع لأكمل مشواري، في هذا العمل الذي يستفز أعصابي بشكل يومي، بكيت من شدة القوة التي أحسست بها، خصوصاً عندما قال لي توكلي أنا معك، أنت فخرنا".
من مصر
شاهندة مغربي: في حالة حدوث أي تجاوز .. قراراتي حاسمة!
هي الحكم الدولي لكرة القدم، أول سيدة في مصر تُحكّم مباريات كرة قدم في الدوري الممتاز للرجال، تلقب بـ(كولينا)، نسبة إلى حكم إيطالي شهير معتزل يحمل نفس الاسم، ويصنف على أنه كان واحداً من أفضل حكام العالم بكرة القدم.
أحلام شاهندة كبيرة، فهي تتمنى مثلاً أن تدير مباراة للأهلي أو الزمالك في الدوري أو مباراة قمة بينهما تتابع قائلة: "كان البعض ينتابهم القلق وحب السخرية عندما يعلم أن محكمة هي من تدير المباراة، ولكن بعد نهاية المباراة وتقديمي مستوى طيباً تتحول السخرية إلى مدح وثناء وشكر وإشادة".
تعتبر شاهندة أن أجمل مواقفها، هي عدم التعرض لتجاوزات من اللاعبين والمدربين في المباريات في ظل وجود احترام متبادل مع الجميع، تستدرك قائلة: "في حالة حدوث أي تجاوز فلا أتردد في اتخاذ القرارات الحاسمة".
تعرّفي إلى المزيد: مهندسة سعودية تنال جائزة عالمية لابتكارها شريحة تكشف عن السرطان
من المغرب
ماجدة بنصبية: ألاحظ نظرات إعجاب من الآخرين
امرأة دخلت عالم النجارة منذ عشرين عاماً. تعمل بورشة النجارة بحي شعبي بالمدينة العتيقة بمدينة سلا المغربية. تقول لسيدتي: "كنت أقوم بطلاء الخشب مع زوجي النجار، وأساعده في بعض الأمور البسيطة مثل تلقي الطلبات وشراء الخشب أو صقله في الآلات المخصصة لذلك".
لم تشعر ماجدة بالحرج يوماً من عملها، كانت دائماً برفقة زوجها الذي كان حاضراً معها. تضيف قائلة: "بحضوره لم أعش يوماً موقفاً صعباً؛ لأننا في أغلب الأوقات نكون معاً. بل العكس ألاحظ نظرات إعجاب من الآخرين، وكثيراً من التشجيع، وحتى عائلتي لم تستغرب بل كانت متفهمة، ووجدت في الأمر نوعاً من السند لزوجي الذي يعمل بمشقة لإعالة أسرته".
من تونس
إكْرام دبّاش: بعْض صديقاتي قاطعْنني وأظهرن احتقاراً لعملي
تقضي إكرام التي لقّبت بـ"الفتاةُ الحديديّة" يومها وسط لهيب النّيران بيْن مطرقة وسندان تُطوّع الحديد، وهي تحْمي نفسها بقفّاز سميك وملابس تُغطّي كامل جسْمها وعلى وجْهها نظّارات تقيها شرارة النّيران. وتُجزمُ أنّ الحدادة فنّ من الفنُون اليدويّة التّقليديّة.
تروي إكرام مُعاناتها من نظرة النّاس السلبيّة لحرفتها في البداية، فالبعضُ اندهش لتفرُّغ فتاة شابّة في ربيع عُمرها لممارسة هذه الحرفة "الخشنة"، تتابع: "عارضت أمُّي بشدة اختياري لهذه المهنة لقناعتها بأنّه عمل حكر على الرّجال مفتُولي العضلات، هناك موقف جرحني وآلمني وهو اعتقادُ البعض من حولي أنّ أبي بتعليمي هذه الحرفة دليل على عدم حبّه لي، كما أنّ بعْض صديقاتي قاطعْنني وأظهرن احتقاراً لعملي".
اليوم مرّ ثلاثة أعوام على احتراف إكرام مهنة الحدادة. تقول: "تغيّرتْ نظرة النّاس لي وتحوّل الرّفض إلى قبُول فتشجيع فإعجاب".
من لبنان
نادين ريحاوي: تضحيات المرأة هي التي ألهمتني
أرضعت نادين طفليها منذ 2014 حتى 4 أغسطس 2020. من دون الاستعانة بأي حليب صناعي، وبعد بحثها مليّاً عن منافع حليب الأم توصّلت إلى هذا الاختراع، الذي اتخذت منه مهنة. بعد تحويل الحليب إلى بودرة ثم حفظه من البكتيريا ووضعته نادين داخل المجوهرات حتى تضيف طابعاً مؤثراً بين الأم وطفلها. ترتديها الأم وتهديها لاحقاً إلى طفلها كتقدير لرحلة الرضاعة التي مرّت بها أياماً ولياليَ طوالاً، تتابع نادين: "لا يوجد تعليق لم أحبه بل عكس ذلك لاقت الفكرة إقبالاً إيجابياً، وخاصة بين الأمهات؛ لأن الأم المرضعة تمرّ بصعوبات وتضحيات، كفيلة بأن تجعل قيمة الحليب لديها تفوق قيمة المجوهرات. .. لذلك أنصح كل امرأة تفكر بإنتاج عمل فني بالصبر، وتحلق بخيالها وتختار التوقيت المناسب، فلا شيء يأتي بسهولة".