أصدر مرصد علم الفلك الراديوي في جنوب إفريقيا (SARAO) صورة تلسكوب MeerKAT جديدة لمركز مجرتنا "درب التبانة"، تظهر انبعاثات الراديو من المنطقة بوضوح وعمق غير مسبوقين.
وينشر الفريق الدولي الذي يقف وراء العمل أبرز العلوم الأولية من هذه الصورة في مجلة الفيزياء الفلكية، ويرافق المقال إصدار عام للبيانات إلى المجتمع الفلكي في جميع أنحاء العالم من أجل استكشافهم العلمي بشكل أكبر.
تلتقط الصورة الانبعاثات الراديوية من العديد من الظواهر، بما في ذلك انفجار النجوم، والمشاتل النجمية، والمنطقة الفوضوية حول الثقب الأسود الهائل ذو الكتلة الشمسية البالغة 4 ملايين والذي يكمن في مركز مجرتنا، على بعد 25000 سنة ضوئية من الأرض.
تخترق موجات الراديو الغبار المتداخل الذي يحجب رؤية هذه المنطقة عند أطوال موجية أخرى، وكان تصميم MeerKAT المبتكر، وحساسيته، ونقطة الأفضلية الجغرافية هي المفاتيح لإنتاج الصورة الرائعة، التي تكشف عن بقايا مستعر أعظم جديد "القذائف المتوسعة من المواد التي تُترك عندما تنتهي النجوم الضخمة بالانفجار" بما في ذلك مثال كروي نادر، ويزود علماء الفلك بأفضل نظرة ثاقبة حتى الآن عن مجموعة "خيوط الراديو" الغامضة التي لا توجد في أي مكان آخر.
ويقول الدكتور إيان هيوود من جامعة أكسفورد وجامعة رودس وساراو والمؤلف الرئيسي للدراسة "عندما أعرض هذه الصورة على أشخاص قد يكونون جددًا في علم الفلك الراديوي، أحاول دائمًا التأكيد على أن التصوير اللاسلكي لم يكن دائمًا على هذا النحو. ها هي قفزة إلى الأمام حقًا من حيث القدرات.. لقد كان امتيازًا حقيقيًا للعمل على مر السنين مع زملاء من ساراو وقاموا ببناء هذا التلسكوب الرائع".
ويمثل هذا العمل تتويجًا لثلاث سنوات من التحليل التفصيلي لمسح تم إجراؤه خلال مرحلة تشغيل التلسكوب، وقد أدت هذه الملاحظات بالفعل إلى ظهور صورة MeerKAT الافتتاحية الأيقونية في عام 2018 بالإضافة إلى اكتشاف زوج من فقاعات الراديو العملاقة، وهو دليل على انفجار من قلب مجرتنا منذ عدة ملايين من السنين، والآن، أخيرًا، الصورة متاحة بكامل تعقيدها لدراستها التفصيلية من قبل علماء الفلك في جميع أنحاء العالم.
