يبدو أن جوزيف حرب، شاعر الأغنية التي امتزجت بأرواحنا مع أغاني فيروز اتخذ فعلا قرار المغادرة ورحل عن عالمنا، تاركاً لنا إرثا من الكلمات الراقية والمشاعر السامية في قصائده التي تحمل كثيراً من القصص التي كبرت معنا وأصبحت جزءاً من طفولتنا.
مازلنا نردد وسنبقى: (حبيتك تنسيت النوم يا خوفي تنساني)، ومازالت لحظة الوداع في مخيلتنا منذ الطفولة: (لما ع الباب يا حبيي بنتودع، بكون الضو بعدوا شي عم يطلع)، كيف ننسى كل هذه الذكريات التي خلفها لنا جوزيف حرب الذي عاش في أرواحنا من دون أن ندري، وقصائد جميلة كتبها مثل (أسامينا) و(الصفصاف) و(اسوارة العروس)، و(خليك بالبيت)، و(نبقى سوى)، و(ورقه الأصفر)، و(زعلي طول أنا وإياك) و(فيكن تنسو)، ومن المؤكد أننا لن ننسى كل هذه الذكريات وهذا الزخم الذي عشعش في أرواحنا عبر كلمات جوزيف حرب الشفافة.
حرب في سطور
ولد جوزيف حرب في بلدة المعمرية قضاء الزهراني في لبنان في العام 1944، درس الأدب العربي والحقوق في الجامعة اللندنية، ليعمل في ما بعد في التدريس وفي الإذاعة اللبنانية حيث كتب وقدَّم برنامج "مع الغروب". وكتب برنامج "مع الصباح". وكان للتلفزيون نصيب من إبداعه فقد كتب العديد من البرامج الدرامية منها: أواخر الأيام – باعوا نفساً- قالت العرب- قريش- أوراق الزمن المر- رماد وملح. غنى له الكثير من عمالقة الفن، منهم السيدة فيروز، وقد عمل في منصب رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين حتى العام 2002. وحصد جوزيف حرب العديد من الجوائز التكريمية منها: جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، والجائزة الأولى للأدب اللبناني من "مجلس العمل اللبناني" في دولة الإمارات العربية. ومن أجمل ما قاله للصحافة: "حاولت صياغة تفكيري بالإنسان عبر الجمالية الشعرية. هكذا تحول الإنسان لدي إلى مشروع شعري".
أجمل ما كتب عنه
- كتب عنه الشاعر محمد علي شمس الدين قائلاً: "إن ثمة انفجاراً شعرياً، على غرار أي انفجار كوني، حصل في صدر جوزف حرب فأعطى على امتداد ثلاثة وعشرين عاماً ثلاثة عشر ديواناً تتميز بالغزارة العالية في الكم والنوع، فإن ديواناً كديوان "المحبرة" على سبيل المثال، يزيد على خمسين وسبعمائة وألف من الصفحات، ولعله أطول ديوان شعر عربي حديث، مجموع بين دفتي كتاب واحد، لا يضاهيه في ذلك إلا كتاب "الكتاب" لأدونيس، علماً بأن "الكتاب" صدر منجَّماً في ثلاثة أجزاء، في حين أن "المحبرة" كلٌل واحد في مجموع" - ملف خاص عن الشاعر جوزف حرب - مجلة العربي، العدد 616-3/2010
- كتب عنه الشاعر المصري فاروق شوشة قائلاً: "لا تفارق الموسيقى شعر جوزف حرب ولا تجافيه. هي فيه ومعه نبض ملازم. الموسيقى بكل معانيها التي عرفها القدماء ودعا إليها المروجون للحداثة. موسيقى الوزن الشعري، وموسيقى الاتساق بين المفردات والتراكيب والأصوات والتجليات الروحية والنفسية" - جريدة الأهرام العدد/41726 تاريخ 4/3/2001.
- كتب الدكتور ديزيريه حبيب سقّال قائلاً: ومن الواضح أن هذا الشاعر، في ديوانه هذا، وفي باقي دواوينه، لا يخضع لقوة المؤتلف في الإيقاع الشعري، حتى في التغييرات الإيقاعية التي أحدثتها الحداثة الأولى في الشعر العربي، بل يذهب أبعد من التجريب، ويستنبط أشكالاً إيقاعية تلائم طبيعة تجربته الوجودية الملحمية التي يعبر عنها." صفحة /96/ من "تحية إلى جوزف حرب" الصادر عن اتحاد الكتاب اللبنانيين.
- كتب الدكتور علي شلق عن كتاب المحبرة قائلاً: " ذلك هو كتاب العصر، والعربية، والإنسانية، فهو كتاب لكل ما في الكون، لكل ما هو للإنسان، وحضارته، وربّه من خلال الذات المنفتحة على الكون."
دواوينه
• شجرة الأكاسيا - دار الفارابي 1986
• مملكة الخبز والورد - دار الآداب 1991
• الخصر والمزمار - دار الآداب 1994
• السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية - رياض الريس للكتب والنشر 2000
• شيخ الغيم وعكازه الريح - رياض الريس للكتب والنشر 2002.جزء أول بعنوان: قميصي الوزال قبعتي العصافير
• شيخ الغيم وعكازه الريح - رياض الريس للكتب والنشر 2002.جزء ثاني بعنوان: كتاب الدمع
• المحبرة - رياض الريس للكتب والنشر 2006
• رخام الماء - رياض الريس للكتب والنشر 2007
• كلك عندي إلا أنت - رياض الريس للكتب والنشر 2008
• أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها - رياض الريس للكتب والنشر 2009
• دواة المسك - رياض الريس للكتب والنشر 2011
• كم قديم غداً - رياض الريس للكتب والنشر 2013
• قلم واحد في ثلاث أصابع - رياض الريس للكتب والنشر 2013
دواوين باللغة المحكية
• مقص الحبر - دار الأمواج 1995
• سنونو تحت شمسية بنفسج - رياض الريس للكتب والنشر 2004
• طالع ع بالي فل - رياض الريس للكتب والنشر 2007
• زرتك قصب فليت ناي - رياض الريس للكتب والنشر 2009